امجاور غريبيل
رغم كل ما قيل ( لحسن ) عن شهر رمضان وبركته ، وأنه شهر للعبادة والتقرب إلى الله بالإكثار من الصلاة والاستغفار ، وبر الوالدين ، وصلة الرحم ، وعمل كل أصناف الخير، إلا أن حسن فعل العكس تمامًا …
كأنه سمع من يقول له : خليهن يا حسن ، وفكك من نصائحهم .. فالتجار الفجار سيرفعون الأسعار، والجزّارة إذا تمكنوا منك فلن يتوانوا عن ذبحك وبيعك بسعر الجدي الإسباني .. والمرتبات كالمطر في مواسم الجفاف ؛ لا أحد يعلم بموعد هطولها سوى الله .. والوعود بصرف منحة الزوجة والأولاد هي مجرد وعود ، قد تصدق ، وقد يخيب الأمل فيها .
جهز حسن صورتين له ولزوجته وأولاده الكبار، وصورة ملونة من الصفحة الأولى من جوازات سفرهم، وشهادات ميلاد حديثة لهم. وقف يومين أمام شباك استخراج الشهادات من أجل الحصول عليها. كل ذلك من أجل أن يبيع حصة عائلته من الدولار مقابل دنانير قليلة قد لا تكفي لتغطية احتياجات رمضان من اللحم الوطني.
وأمام قائمة طويلة من الطلبات التموينية أعدتها زوجته بعد مشاورات وحوارات طويلة مع بناتها وأخواتها وصديقاتها. قائمة تبدأ بأهم شيء وهو اللحم الوطني وتنتهي بلوازم المقبلات والحلويات والأجبان والحليب الضرورية لوجبة السحور.
مرورًا بمصارين الشحم والدجاج والأرز والزيت والألواز والبطاطا والطماطم والبهارات والخضروات والفواكه .
وقف حسن مذهولاً عاجزاً عن الكلام أمام محتويات القائمة، فاللحم وحده سيلتهم ثمن بطاقته، ولن تكفي قيمة بقية البطاقات لتغطية نصف محتويات القائمة…
خليهن عنك قال موجها كلامه لزوجته..وخرج يردد خليهن عنك ياحسن وجيب الضروريات… بعد ان ألقى بالقائمة في ( سلة المهملات ) ….