الأخبار الشاملة والحقيقة الكاملة​

2025-03-15

11:17 صباحًا

أهم الأخبار

أهم اللأخبار

2025-03-15 11:17 صباحًا

شاعر لا يستطيع إلا تقديم الحب في قصائده الخليلية

01

ويصفها : جذورها ماتزال حية متجددة

إبراهيم المسماري

تلك التي نَحيا بها ولها … ملأتْ شَغافَ قلوبِنا ولَها

تلك التي انسكبَ الجمالُ على … أفيائِها ، والحُسْنُ جلّلها

وتلاعبَ الصبحُ اللعوبُ بها … بكلامِهِ المعسولِ غازلها

في حِضنِها نام الهوى وعلى … أكتافِهِ أرختْ سنابلَها

لبِستْ رداءَ الحسنِ فاتنةً … بالحُسنِ ربُّ الحسْنِ جمَّلَها

هي قِبلةٌ للعشقِ نقصِدُها … بِهُمومِ أنفسِنا لِتَغسلَها

هي ليبيا تلك التي حملتْ … مِن أنبلِ الأشياءِ أنبلَها

هي ليبيا الأمُّ العطوفُ لنا … ما كان أعطفَها وأجملَها

هي ليبيا رغمَ الشجونِ فلا … عِشقٌ مدى الأيامِ عادلَها

هي ليبيا لا نستطيعُ  سوى … حبٍّ يردُّ لها جمائلَها

هي ليبيا لا نستطيعُ لها … إلا الوفا لا نستطيعُ لها

الشاعر “ إبراهيم مسعود المسماري” ولد بمدينة المرج عام 1965م تتلمذ فيها حتى حصل على ليسانس اللغة العربية من كلية الآداب جامعة قاريونس ولم يتوقف إذ استكمل دراساته العليا فنال درجة الماجستير في اللغة العربية ، تخصص اللغويات ، من جامعة السيد محمد بن علي السنوسي الإسلامية بالبيضاء ، ويعمل أستاذا متعاونا بقسم اللغة العربية في جامعة بنغازي ( قاريونس سابقا ) كلية آداب المرج .. منذ الصغر أحب اللغة العربية والشعر وقرأه مبكرا وكتبه كذلك ، وكان لمسابقات النشاط المدرسي دور كبير في صقل بداياته حيث لم يغب عن مسابقاته على مستوى ليبيا طيلة سنوات دراسته بالمرحلتين الإعدادية والثانوية .. وفيها جميعها لم يعد إلا بالترتيب الأول على مستوى ( مدارس الجماهيرية ) في المرحلتين .. عدا سنة واحدة تحصل فيها على الترتيب الثاني ويتجهم كثيرا حينما يذكر هذه الحادثة والموقف إذ قال عبر أحد الصحف في لقاء مطول معه عن بداياته الأدبية : كان ذلك بسبب أن العمل الفائز بالترتيب الأول اتضح فيما بعد أنه ليس للطالب الفائز بل كتبه له معلمه وقد أخبرت (أمانة التعليم) آنذاك بالأمر لكن للأسف جاء اكتشافي للأمر متأخرا بعد اعتماد نتيجة المسابقة في طرابلس، والأرشيف القديم للنشاط المدرسي مسجل به اسمي وتراتيبي تلك .

خلال مراحله التعليمية الأولى مع بداياته الشعرية اهتم به أساتذة أفاضل كان لهم الفضل في تطوير تجربته الصغيرة وصقلها حتى أن أول كتاب في العروض قرأه ومن ثم درسه بتمحيص وتدقيق كان قد أهداه له معلم اللغة العربية بالصف الثالث الإعدادي بعنوان (ميزان الشعر) للدكتور متولي حميد – رحمه الله – يحكي بروعة هذه التجربة ويتذكرها بشغفها أيضا حيث يقول :

نقلت كتاب ميزان الشعر كاملاً في كراسة مازلت محتفظا بها للآن منذ الصف الثالث الإعدادي ، ثم درست في الثانوية على أيدي معلمين أكفاء نفعوني بعلمهم أذكرهم بكل خير من دون تخصيص ولا ذكر أسماء، كان وما زال لهم الفضل في تشجيعي والأخذ بيدي منذ صغري فلهم شكري وعرفاني وأتمنى أن أفرد لهم مساحات أكتب فيها عنهم واحدا واحدا.

المسماري .. الوفي لمن تتلمذ عنهم هذا الشاعر القوي الناعم في آن .. حين تناول الدارسون أعماله في دراسة تحليلية فنية تحت مسمى (( التجربة الوجدانية عند الشاعر إبراهيم مسعود المسماري )) قيل عنه وعنها :

للتجربة الوجدانية عند الشاعر إبراهيم مسعود المسماري .. أحد الشعراء الليبيين الذين صاغوا تجاربهم الشعرية في قالب القصيدة العمودية ، حيث بدت لنا هذه معبرة عن ذاته وبكل ما تشعر به من حزن وألم أحياناً وأمل وتفاؤل ممزوج بالحيرة والقلق حتى عندما يحدثنا عن مفهومه للحب وذلك في نصوصه الثلاثة موضوع الدراسة وهي (وجه أمي ، عودة ، هذا هو الحب) ، فجاءت التجربة غنية بالدلالات والإيحاءات العميقة التي أثراها الشاعر بمعجم شعري استقى ألفاظه واستوحى أفكاره ومعانيه من مصدرين هما الشعر العربي القديم بما يحويه من معان وتراكيب وصور مؤثرة بتناوله لموضوعات حساسة متعلقة بالعواطف الإنسانية كالحب ومفهومه -مثلاً -حيث جاء مفهومه عنده عفيفاً طاهراً وبعيداً عن الابتدال حيث سار على طريقة الشعراء العذريين، وأما المصدر الثاني فيتمثل في الشعر العربي الحديث كما نلمسه عند شعراء الديوان وجماعة أبولو والمهجريين من حيث إغراقه في وصف خوالج نفسه ومزجها بذكر الطبيعة ورفضه لواقعه وبين هذين النبعين نجد روافد أخرى بلورت تجربته الشعرية من خلال تضمينه لمفردات من الذكر الحكيم وأساليبه، وتوظيفه للدلالات المتعددة للمفردة الواحدة حتى بدت مفتوحة على عدة قراءات جعلته ينحو إلى الرمزية أحياناً بإكثاره من استخدام الضمائر بدل أسماء العلم المؤنثة و غيرها من الأساليب الفنية القائمة على الإخفاء في بعض مواضع من نصوصه لاسيما (النص الثاني والثالث) .

اختيرت قصيدته (( النكبة )) التي كتبها عن فلسطين الحبيبة من قبل الشاعر الفلسطيني ( محمد رباح ) لتلقى ضمن مهرجان ( بيت فلسطين للشعر في حملة (غدا سأعود) مطلعها يقول :

 إلى أرضي وإن طال اغترابي  .. سأرجع رغم صناع الخراب

ولاقت انتشارا كبيرا وهي معارضة لقصيدة الشاعر ( عبدالكريم الكرمي الشهيرة والتي يقول بيتها الأول :

فلسطين الحبيبة كيف أحيا .. بعيدا عن سهولك والهضاب

كما شارك إبراهيم المسماري في مسابقة أمير الشعراء ولم يتسكمل الجولات فراودته القصيدة عن نفسها حينما خرج من التباري ولكنه لم يشعر بالهزيمة إذ لم تستهوه الأحداث ومآلات التسابق بين الشعراء المشاركين وآلية التحكيم فقال معبرا عن فوزه المنبعث من الخسارة وخروجه من التباري ذات حوار مع الشاعر صلاح الغزال حيث يعتقد جازما شاعرنا : أن المسابقات الشعرية وسيلة من وسائل التحفيز خاصة في البدايات، شرط أن يكون التركيز على القيمة الإبداعية لا على القيمة المادية بمعنى أن يحرص المتسابق على إنتاج نص شعري قريب من الاكتمال إن لم يكن مكتملا، رغم أن الاكتمال لا يتوافر دائما … وسرد بخصوص تجربته تلك مع (مسابقة أمير الشعراء) فيقول إنها تجربة ماتت في مهدها ؛ ففي سنة 2008م وهي التالية للسنة التي شاركت فيها أنت أخي صلاح والتي حدث فيها ما حدث من ظلم وقع عليك، بعثنا بقصائدنا للدخول في تصفيات مرحلة الثلاثمئة وانتظرنا أن ندعى للحضور لكن بدأت تلك المرحلة وانتهت من دون حضور لأي من الشعراء الليبيين فاستغربنا ذلك، ولما سألنا وتقصينا حول الأمر قيل لنا بأن ليبيا حرمت من المشاركة لأن السلطات الليبية لم تسمح بالتصويت للبرنامج وأن الموضوع فيه اعتبارات مادية ، وفي الواقع لم نكن متأكدين من صحة ذلك العذر لكننا شعرنا بأن الأمر فيه إقصاء متعمد لنا قبل أن يبدأ البرنامج أصلاً بعد أن تم إقصاؤك قبلنا أثناء البرنامج ، لم يكن بيدنا شيء غير الاتجاه للشعر كما فعلت أنت .

لكنني وأنا أجمع سيرته الشجية العطرة الفاخمة وجهت له السؤال استفسارا وفضولا ربما فجاء رده كالآتي :

بالنسبة لقصيدة خسرت ففزت هي لا تعلق بمسابقة شعرية وإنما هي مطارحة شعرية متبرِّمة من وضع الشعر والشعراء الذين أهانوا الشعر ولم يحفظوا له قدره، وخسارتي المقصودة أنني خسرت عالمهم ففزت بعالمي الذي أرى فيه أن الشعر لا قيمة له من دون كرامة وعزة نفس،  وهذه المحاورة بدأها شاعرنا الصديق محمد المزوغي وبعث بها إليّ طالبا مشاركتي فكتبت ردي عليه ومشاركتي له بقصيدتي هذه وهي على نفس وزن قصيدته وقافيتها.

خسِرْتُ ففُزْتُ !

لأنّ الشِعرَ لم يصدُقْ وعودَه

أُراوِدُها فتمتنِعُ القصيدة

فهذا الشعرَ صارَ اليومَ سوقًا

تروجُ بهِ الرديئةُ والزهيدة

خرجتُ مِنَ السباقِ ورُبَّ سِبْقٍ

خروجُكَ منهُ مأثرةٌ حميدة

خسِرتُ ففزتُ لم آكُلْ بوجهي

ولم أحملْ شعاراتٍ بليدة

لئن كذبوا لينقلبوا بكَسْبٍ

وأبلَوا في الخديعةِ والمكيدة

فقد أبليتُ في فَقري غنيًّا

حياتي بائسًا فيهِم سعـيدة

فيا شِعرًا تنفَّسَ فيه قلبي

بآلامٍ وآمـــالٍ بعــــيدة

أنا مازلتُ لم أبرحْ مكاني

جذوري فيه راسخةٌ وطيدة

سقيتُ قصائدي حِبرًا نظيفًا

فأنبتَ طاهرًا عَفًّا ورودَه

ولستُ كآكلٍ بالشعرِ ذُلًّا

توجِّهُ خطوَهُ أيدٍ حقودة

أُنزِّهُ أحرُفي أنْ يمتطيها

وضيعُ القومِ ذو النفسِ البليدة

وأرفُضُ أن يقولَ الشعرُ إنِّي

جعلتُ الشعرَ فخًّا للطريدة

سأحيا رغمَ زيفِهِمُ فشِعري

لغيرِ الحبِّ لم يعلِنْ سجودَه

 قرأ في بداياته العمرية التي تكونت فيها ملامحه الأدبية أول الأمر وكان كثير التأثر به شاعر العراق الكبير (محمد مهدي الجواهري)؛ ويروي في أحد اللقاءات موقفا طريفا حدث معه وكان سببا لاقتناء أجزاء خمس من ديوان الجواهري :

أذكر أنني قرأت ديوانه وأنا في الصف الثالث الإعدادي وهو أول ديوان أظفر به، ولحصولي عليه قصة طريفة حيث كان لي صديق أراد الذهاب إلى بنغازي وكانت عندي خمسة دينارات أعطيته إياها وقلت له اشتر لي بها أي كتاب في الشعر هكذا من دون تحديد، فعاد لي بخمسة أجزاء هي ديوان الجواهري اشتراه لي من مكتبة (قورينا) الشهيرة في بنغازي آنذاك فانكببت عليه قراءة وحفظا … كذلك من الذين قرأت لهم في البدايات الشاعر (عمر بن أبي ربيعة) ضمن كتاب شهير يضم سيرته وشعره لجبرائيل جبور، وكذلك قرأت للمتنبي ثم شوقي وحافظ وكذلك للشابي والسياب … وهذه الكتب ما زلت أحتفظ بها للآن، ثم تعددت القراءات وكلما وجدت ديوانا قرأته … أما الشعراء الليبيون فمن أول الدواوين ديوان (الموت فوق المئذنة) لعلي الفزاني، وديوان رفيق والشارف وغيرهم.

ترأس المسماري تحرير أكثر من صحيفة ليبية في فترات مختلفة منها صحيفة أخبار المرج الليبية .. وصحيفة صوت المرج .. وعمل مدققاً لغوياً ومسؤولاً للملفات الثقافية ببعض الصحف الليبية ، ومنها صحيفة المختار الليبية ومجلة الرقيب الليبي .. لم يأخذه التدريس الجامعي من مناشطه كعضو بعديد الاتحادات والروابط المهمة في مدينته المرج وبلده ليبيا وعلى مستوى الوطن العربي .. فبرزت عضويته بفاعلية في :  

_ الاتحاد الدولي للغة العربية .  

_ رابطة الأدباء والكتاب الليبيين .

_  رابطة الصحفيين والإعلاميين الليبيين.

_ اتحاد الصحفيين العرب .

_ الرابطة الشعرية العربية .

_ عضو صالون العشرين للأدب والفن بالإسكندرية.

_ عضو ديوان (المئة شاعر من تونس والمغرب والجزائر) الذي تصدره النخبة العربية .

_ عضو (موسوعة الشعراء الألف التاريخية) الصادرة عن النخبة العربية.

_ مشارك دائم في الكثير من المهرجانات الثقافية داخل ليبيا وخارجها .

_ ضمن مناشطه التي تركت أثرا في حياته الأدبية مشاركته كسفير للوفد الليبي إلى مهرجان الإسكندرية الدولي الخامس في العام 2020 م . 

_ ومشاركا في مهرجان الإسكندرية الدولي الرابع للشعر للشعر الفصيح شهر 4 أعوام 2019 _ 2020 م بالإسكندرية .

ليس له كتاب نثري للآن وأعتقد أنه لن يكون له كتابا في الشعر الحر أيضا فقد حاول كتابة الشعر الحر لكن محاولاته باءت بالفشل فماتت في المهد كونه منبهرا بالشعر الخليلي العمودي الذي سيطر عليه فمنعه  من أي انحراف عنه ، كما لم تستهوه قصيدة النثر .. فهو من الشعراء المقتنعين برسوخ أن النثر والشعر يختلفان رغم كونه لا يحجر حق الغير في اتباع مايحسونه من شعر . 

#  المسماري حين أجاب على سؤال استطلاعي جهزه موقع الطيوب للأديب رامز النويصري وكان استفساره الذي قدمه للشعراء  : كيف تفسر استمرار تجربة القصيدة العربية التقليدية (العمودية) ، في عصر الذكاء الاصطناعي، وما بعد بعد الحداثة ؟ جاء رده في جملة كاملة البناء المعنوي روس بها النويصري الموضوع : جذورها ماتزال حية متجددة .. أفسرُه بأمرين : الأول وجود مناصريها أي متذوقيها، والثاني وجود صانعيها أي كاتبيها فكما للأجناس الأدبية الأخرى صُناع ومتلقون .. من الطبيعي أن يكون لها ذلك هي الأخرى، والدليل انتشار شعرائها في كل قطر عربي  وأضيف، عن وجود شعراء مازالوا يمارسون كتابة القصيدة العربية وجود روافد هذه القصيدة يفرض ممارسة كتابتها ، جذورها ماتزال حية متجددة فمن الطبيعي استمرار نموِّها وتكاثرها، وانتشار منصات التواصل صار عاملا خادما لانتشارها أكثر من ذي قبل فشعراؤها موجودون ومؤثِّرون بوضوح في هذه المنصات … أما عن جمهور هذه القصيدة فهو يرى: أن لها جمهور متابع ومتذوق، والدليل كثرة الأمسيات والأصبوحات والمناشط الخاصة بهذه القصيدة .

 ويتساءل رامز في استطلاعه _ هل هناك تغيرات نالت من القصيدة العربية؟ ويختم شاعرنا المسماري مشاركته في الاستطلاع بقوله : على مستوى الأغراض، الشكل، البناء الداخلي نعم لكنها لم تنل منها ؛ فالأغراض حدث فيها تطور فقد انقرض بعض أغراضها كالهجاء مثلا، والشكل والبناء كذلك حيث حدث تنوع وتطور في الأوزان إذْ نلحظ تنوعا أحيانا في وزن القصيدة الوحيدة من اعتماد بحر واحد إلى أكثر من بحر، وارتياد شعرائها اليوم لبحور كانت شبه مهملة كالمنسرح مثلا .

نُشرت أعمال الشاعر الجهبذ والأستاذ الجامعي في اللغويات إبراهيم المسماري في عديد   الصحفِ والمجلات ، والمواقع الالكترونية أما عن إصداراته .. كما عرضت الدراسات المهمة التي انتخبت أعماله الأدبية نموذجا للبحث والدارسة عبر صحف متخصصة ومواقع إلكترونية .. وصدر له :

_ في انتظار القافلة _ ديوان شعري صدر عن دار السراج للنشر والتوزيع . بطرابلس عام 2023 بلوحة غلاف للتشكيلي الليبي عمر بركة.

_ أناشيد العشق _ ديوانه الأول صدر عام 2006  الصادر عن مجلس الثقافة العام بنغازي ويعتز به فقد قدمه له الشاعر الكبير حسن السوسي .

_ ترجمَ عددا من أعماله الدكتور عبد الله مليطان في معجم الشعراء الليبيين .

 في روايته عن استحلاب ذاكرته لمثل هذه القصيدة القوية الناعمة بعيد خروجه من سباق الشعراء .. روى أثناء حوار له في الطيوب .. والحوار يدور عن الشعر ومآلاته عن الموقف كاملا إذ : … هو ابتكار بعض الشعراء لمساجلة شعرية تحت مسمى (تحدي الشعراء) بحيث يرد الشاعر على القصيدة الأصلية ثم يمرر الدعوة لمن يشاء فيرد بقصيدة ثم يمرر لغيره وهكذا، وقد مرر القصيدة لي شاعرنا الكبير (محمد المزوغي) وطلب ردي، وكانت جاءته من الشاعر التونسي (سفيان المسيليني)، حيث يقول المزوغي:

بليل شاهد ورؤى شهيده * * تقدمني أناي إلى القصيدة

كدرويش يخط بغير حرف * * ليدرك آخر المعنى حدوده

ستمنحني البداية نصف وقت * * لأدخل في التفاصيل البعيدة

فقلت على وزنها وقافيتها قصيدة مطلعها:

لأن الشعر لم يصدق وعوده * * أراودها فتمتنع القصيدة

فهذا الشعر صار اليوم سوقا * * تروج به الرديئة والزهيدة

خرجت من السباق ورب سبق * * خروجك منه مأثرة حميدة

لم أستغرب وأنا أبحث في سيرته العطرة أن يكون رأي هذا الرجل الصادق مع نفسه صادقا مع الآخرين .. أن تكون تلك التي سأعرضها هنا وجهة نظره في الكتابة النقدية حينما سأله الشاعر صلاح الدين الغزال قائلا له :

إن النقد للأسف غائب عن عالمنا الشعري وإن وجد فهو نقد انطباعي فهل ترى أن ذلك كان له أثر سيئ على الشعر العربي والليبي خاصة؟

أنا من أنصار أن يكون النقد سيفا مسلطا على رقبة الكتابة، وأن يكون مسدس مصوب في اتجاه كل نص ركيك أو إصدار رديء، لهذا كانت المدة بين إصداري لديواني الأول والثاني سبعة عشر عاما لأنني أخشى النقد وأحترم المتلقي، لقد فسد المشهد الثقافي في ليبيا مع احترامي لأعمال البعض ممن يحترمون المتلقي ويهتمون لذوقه ورأيه، تصور أن يأتي باحث بعد عقود يريد أن يؤرخ للمشهد الشعري في ليبيا وتقع تحت يده هذه الأعمال الغثة، ماذا سيكون حكمه على شعرنا وعلى ثقافتنا؟ إنها كارثة يا صديقي أسهم فيها كثير من أدعياء الإبداع وكذلك أدعياء النقد بمجاملاتهم القاتلة مع احترامي للقلة القليلة من الحقيقيين.

# لأنكَ .. قصيدة تخيرتها ختاما لما جمعته

لأنك مأزومٌ وقلبُك يعزِفُ … لحونَ الأسَى ما زلتَ تبكي وتنزِفُ

لأنك لا تبغي سوى الحبِّ موطنًا … ستحيا طريدًا في الفيافي تطوِّفُ

ستُبعِدُك الأمواجُ عن كلِ شاطئٍ … يلوحُ به غصنٌ وظِلٌ مُهفهِفُ

وإن لاح نجمٌ من بعيدٍ ملوِّحًا … إليك ، بأحقادِ الظلامِ سيُقصَفُ

وذي سُنّةٌ في الكونِ ليست جديدةً .. فلا تأسفَنْ ، إذْ لن يفيدَ التأسُّفُ

فكُن مؤمِنًا بالحبِّ صلِّ لأجلِهِ .. وإنْ نكصُوا يومًا وإنْ هم زيَّفوا

تمسَّكْ بهِ كن عاشقًا متصوِّفًا .. فليس بدونِ الحبِ يسمو التصوُّفُ

شارك المقالات:

مواقيت الصلاة

حالة الطقس

Tripoli
27°C
+26
+26
+25
+24
+23
+23
+23
+23
+23
+24
+26
+27
+27
+28
+27
+27
+27
+27
+27
+27
+26
+25
+23
+23
السبت
28°C
23°C
+22
+22
+21
+21
+20
+19
+18
+18
+18
+18
+18
+19
+19
+19
+19
+19
+19
+19
+18
+18
+18
+18
+17
+17
الأحد
22°C
17°C
+17
+17
+17
+16
+15
+15
+15
+15
+15
+16
+18
+19
+20
+21
+21
+21
+20
+20
+19
+19
+18
+18
+17
+17
الأثنين
21°C
15°C
+17
+16
+16
+16
+16
+16
+16
+16
+17
+17
+18
+19
+20
+21
+21
+21
+21
+21
+20
+20
+20
+20
+19
+19
+19
+19
+19
+18
+18
+18
+17
+17
+17
+17
+18
+19
+19
+20
+21
+20
+20
+19
+19
+18
+18
+17
+17
+17
+17
+16
+16
+16
+16
+15
+15
+15
+15
+15
+16
+17
+17
+18
+18
+18
+18
+17
+17
+17
+16
+16
+16
+16
+15
+15
+15
+14
+14
+14
+14
+14
+13
+15
+16
+17
+19
+20
+21
+21
+20
+19
+19
+18
+17
+17
+17
+17
+17
+17
+17
+17
+17
+17
+16
+16
+16
+17
+18
+19
+21
+22
+23
+23
+23
+23
+23
+23
+23
+23
+22
+22
+21
+21
+21
+21
+20
+20
+20
+20
+20
+20
+21
+22
+23
+24
+24
+24
+24
+24
+24
+23
+23
+23
+23
+23
+23
+23
+23
+22
+21
+21
+22
+21
+22
+21
+23
+23
+25
+25
+26
+25
+26
+26
+26
+25
+25
+24
+25
+25

حاسبة العملة

Manage push notifications

notification icon
We would like to show you notifications for the latest news and updates.
notification icon
You are subscribed to notifications
notification icon
We would like to show you notifications for the latest news and updates.
notification icon
You are subscribed to notifications