زينب الفاخري
كل عام والجميع بخير عاد رمضان بعبقه الجميل، ورائحة الود .. عاد رمضان وغابت عوائد كانت لنا فيه .. كنا قبل رمضان بيوم نبعث لجيراننا بصحن به تمر، وحليب، ولبن؛ ليتسحروا به .. كنا في يوم رمضان نبعث لجيراننا من فطورنا، ويبعثون هم ايضا من فطورهم .
كم رمضان يعني للفقير الكثير! فلا يشعر الفقير في رمضان بالفقر، ولا بالفاقه .. فجيرانه يتولون أمر إفطاره، وإفطار عابر السبيل المار عبر الطريق .. لم نعد نرى هذه العوائد، للأسف أصبحنا نرى صور الموائد على الوتساب، والفيسبوك، وتويتر .. يتباهى كلٌ بفطوره بأنواع الحلوى، والموالح، واصناف شتى من الطعام .. بينما الجائع يرى، وتدمع عينه، ويشكو الى الله جوعه ..رمضان العبادة، رمضان القران، والدعاء .. رمضان بدر، وليلة القدر .. وما أدراك ما ليلة القدر، رمضان تجديد الإيمان، ويا باغي الخير أقبل .. رمضان بناء، وليس أكل .. إعمار لِما بينك وبين ربك .. غسل لذنوب تراكمت، وتنظيف لنوايا اسودت. إنه إعادة تدوير لشخصيتك، وليس عرضا لصنوف الطعام.. رمضان وعد بينك وبين ربك .. رمضان وعد باستجابة الدعاء، ومغفرة الذنب .. رمضان صدقة , زكاة للنفس , جبر للخواطر، شهر قيل عنه : رمضان أوله رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النيران .. هذا رمضان .