في ظل التطور التكنولوجي، وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي، ظهرت أساليب احتيال جديدة، تستغل هذا التطور لصالحها، فسجلت العديد من الجرائم الالكترونية التي تنوعت أهدافها، وطبيعتها، وأغراضها.
جهاز الأمن الداخلي كشف خلال الأيام الماضية عن مجموعة من الجرائم الإلكترونية المتنوعة، وذلك من خلال عمليات الرصد، والمتابعة المستمرة لمنصات التواصل الاجتماعي.
ترويج للسحر
وفي هذا الصدد أفاد الجهاز أنه تم ضبط شخص يحمل جنسية سودانية، يُدعى م.ع.ن، أنشأ صفحة إلكترونية باسم “الشيخ السوداني”، وكرّسها للترويج لأعمال السحر، والشعوذة، مستغلاً حاجات الناس؛ لإغوائهم، والاحتيال عليهم.
وأضاف الجهاز أن المتهم قام باستدراج ضحاياه، وإيهامهم بقدرته على تحقيق رغباتهم، مقابل مبالغ مالية، أو أفعال غير أخلاقية كان يفرضها عليهم.
وحذر الجهاز من تصديق بعض المحتالين الذين يلجأؤون للترويج لقدرات مزعومة، مدعين قدرتهم على تحقيق رغبات الناس مقابل المال، أو ممارسات غير أخلاقية، منبها أن هذه الادعاءات زائفة، والحلول وهمية.
الترويج للإلحاد
من جانب آخر كشف مجموعاتٍ، وأفرادٍ استغلوا منصات التواصل الاجتماعي لإنشاء صفحاتٍ، ومجموعاتٍ سرية، هدفها نشر سموم الإلحاد، وتسميم عقول الشباب، في محاولةٍ دنيئةٍ؛ لتشكيكهم في دينهم القويم، وعقيدتهم الراسخة.
وأفاد الجهاز ولم تكتفِ هذه الجهات المضللة بنشر الفكر المنحرف، بل تجاوزت ذلك إلى قلب الحقائق، وتزييف الواقع، متهمةً كل من يتمسك بدينه، وثوابته بالتخلف، والرجعية، في حين أن ما يروجون له من “حريةٍ زائفةٍ” ليس إلا ستارًا لخداع الناس، وطمس الهوية، وإفراغ الإنسان من انتمائه الديني، والوطني؛ ليكون أداةً طيّعةً في أيديهم، يسير وفق أهوائهم، ومخططاتهم.
واعتبر الجهاز أن هذه الجريمة حربٌ بالوكالة، تقودها جهاتٌ متلوّنة تستهدف زعزعة استقرار الوطن، وتسعى بكل مكرٍ، وخبثٍ؛ لإجهاض جهود جهاز الأمن الداخلي.
وأشار الجهاز إلى أن بعض المقيمين في الخارج يستغلون فكرة الدفاع عن هذه الفئات، ليس عن قناعةٍ، أو مبدأ، بل خوفًا على أوضاعهم القانونية في الدول التي يقيمون بها، حيث يسعون لتقديم أنفسهم كمدافعين عن “الحريات وحقوق الإنسان” لضمان بقائهم هناك، أو للحصول على دورٍ في المشهد السياسي بدعمٍ من تلك الدول عند عودتهم إلى ليبيا.
تضليل وتشويه لشخصيات
من جانب آخر كشف جهاز الأمن الداخلي عن نشاط إلكتروني موجه عبر عدة منصات تحمل اسم “الواوي 23″، يقودها المدعو (ع. ص. م. أ)، مواليد 1998، والذي يستغل هذه المنصات، التي يتابعها أكثر من نصف مليون شخص، لنشر محتوى يتضمن ألفاظًا وعبارات مسيئة ونابية، متعمدًا التضليل والتشويه لشخصيات معينة مقابل تلميع شخصيات أخرى إعلاميًا، محققًا بذلك منافع مادية.
وأشار الجهاز إلى أن ما قام به المعني عمدًا، من تصميم، وتحريف، وتعديل باستخدام التقنيات المتاحة، لم يكن إلا لغرض التضليل الإعلامي، ضاربًا عرض الحائط بأي نتائج قد تترتب على منشوراته.
وأفاد الجهاز أن ليبيا تحتاج إلى التقارب، ونبذ كل الخلافات، وشجب هذه الأفعال السلبية التي أصبحت وسيلة يستغلها البعض؛ لتحقيق مكاسب مادية لا غير.
استمرار العمل
جهاز الأمن الداخلي أكد استمرار عمله الدؤوب على كشف الجرائم الإلكترونية، مشيرا إلى أنه سيقف سدا منيعا أمام كل المحاولات لتدمير الوطن، مشيرا إلى أن غياب بعض القضايا عن الإعلام لا يعني أن الجهاز غافلٌ عنها، بل أن العمل يجري بدقة، وسريةٍ تامة، وفق استراتيجياتٍ محكمة.
ولفت الجهاز إلى أنه تم اتخاذ كافة الاجراءات القانونية في حق المضبوطين، وإحالتهم لجهات الاختصاص؛ لاستكمال الإجراءات اللازمة.
