مدفع الإفطار، تقليد رمضاني تتميز به مدينة طرابلس، في شهر رمضان المبارك .
بدأ تقليد مدفع الإفطار من مصر سنة 865 هجريا، 1439ميلادية، وجاء من قبيل الصدفة لا أكثر، وهناك روايات ثلاث حول أصل إطلاق مدفع الإفطار في مصر.
تعتمد الرواية الأولى على السلطان المملوكي خوشقدم، الذي أراد أن يجرب مدفع جديد عند غروب الشمس في شهر رمضان، فظن الناس أن السلطان تعمد إطلاق المدفع لتنبيه الصائمين لموعد الإفطار، فخرج أهالي القاهرة؛ ليشكروا السلطان الذي قرر استمرار إطلاق المدفع بالإضافة إلى مدفع السحور، والإمساك.
أما الرواية الثانية فكانت في عهد الخديوي إسماعيل، حيث أن بعض الجنود كانوا ينظفون أحد المدافع، فانطلقت منه قذيفة كان لها صوت عالي في سماء القاهرة، وقت أذان المغرب في أحد أيام رمضان، فالشعب ظن أن الحكومة اتبعت تقليدًا جديدًا للإعلان عن موعد الإفطار، وعندما علمت فاطمة ابنة الخديوي إسماعيل بموقف الشعب، أصدرت فرمان باستخدام المدفع عند الإفطار، والإمساك، وفي الأعياد الرسمية.
وكانت الرواية الثالثة، في عهد محمد علي باشا الذي أراد يجرب أحد المدافع التي وصلت من ألمانيا، وتصادف ذلك مع المغرب في أول أيام رمضان، فظن الشعب أن الحكومة أرادت تنبيههم بموعد الإفطار، فأعجبتهم الفكرة، وتحدثوا عنها، فما كان من محمد علي إلا التنبيه على استمرار التجربة طوال الشهر.
استمر المدفع يعمل بالذخيرة الحية حتى سنة 1859، وعندما امتد العمران حول القلعة مكان المدفع، وظهرت مدافع تعمل بذخيرة غير حقيقة، تم الاستبدال، خاصة أن هناك شكاوى كثيرة وردت بشأن تأثر مباني القلعة بالذخيرة الحية.
وبعد اهتمام المصريين بمدفع الإفطار، انتشرت الفكرة بين الدول العربية، فبدأت تنتشر في الشام، ثم بغداد في أواخر القرن التاسع عشر، ومنها انتقلت لدول الخليج، واليمن، والسودان، وليبيا، ودول غرب أفريقيا، ودول شرق أسيا.
وفي ليبيا وضع مدفع الإفطار على السرايا الحمراء، حيث كان منتصبا في أحد أقواس السراي الحمراء، وكانت ذخيرة المدفع صوتية، تنبه الغافلين عن أوقات الصلاة، أو الإفطار، أو السحور ، وكان هذا التقليد يبدأ مع بداية الشهر بإطلاق عدد من الطلقات إعلانا لبدء شهر رمضان؛ لتكون بعدها طلقة واحدة كل صلاة ومنها بطبيعة الحال طلقة الإفطار (أذان المغرب)، ثم أخيرا طلقة الإمساك التي تنبه الصائمين إلى ضرورة الإمساك.

