في إنجاز سينمائي كبير، حصد الفيلم الوثائقي الفلسطيني “لا أرض أخرى” “No Other Land” جائزة الأوسكار لأفضل فيلم وثائقي طويل لعام 2025، في حفل توزيع جوائز الأوسكار الـ 97، الذي أقيم في مسرح دولبي في هوليوود.
تتويج وسط تباين في ردود الأفعال
أثار فوز الفيلم فرحة واسعة في الأوساط الفلسطينية والعربية، حيث اعتُبر انتصاراً لقضية التهجير القسري التي يوثقها، في حين قوبل بغضب وانتقادات من الجانب الإسرائيلي، الفيلم هو إنتاج مشترك بين فلسطين والنرويج، ومن إخراج باسل عدرا، وحمدان بلال من فلسطين، ويوفال أبراهام، وراحيل تسور من إسرائيل، وهم جميعًا ناشطون معروفون بدعمهم للقضية الفلسطينية.
يوثق الفيلم، الممتد على مدار 95 دقيقة، مأساة التهجير القسري في منطقة مسافر يطا بالضفة الغربية، حيث يتابع الناشط الفلسطيني باسل عدرا في سعيه لتوثيق هدم قريته من قبل القوات الإسرائيلية، وتحوله إلى صديق للصحفي الإسرائيلي يوفال أبراهام، الذي يساعده في نقل القصة إلى العالم.
أثناء تسلم الجائزة، وجه صناع الفيلم خطاب عاطفي حاد، تحدث خلاله باسل عدرا عن المعاناة المستمرة تحت الاحتلال الإسرائيلي، داعياً المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات ملموسة لإنهاء الظلم والتطهير العرقي الذي يتعرض له الفلسطينيون.
أما يوفال أبراهام، فقد استخدم منصته للدعوة إلى وقف الحرب في غزة، وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين، مضيفًا، “لقد صنعنا هذا الفيلم معًا، فلسطينيون وإسرائيليون، لأن أصواتنا معًا أقوى”.
الفيلم لم يكن بعيداً عن الجدل، إذ تعرض صانعوه لانتقادات وتهديدات، خاصة بعد فوزهم بجائزة مهرجان برلين السينمائي، حيث دعا أبراهام إلى وقف إطلاق النار في غزة، ما أثار ردود فعل غاضبة من مسؤولين إسرائيليين وألمان.
كما تحدث عدرا، الذي أصبح أب حديثاً، عن مخاوفه على مستقبل ابنته، قائلاً، “آمل ألا تضطر إلى عيش الحياة التي أعيشها الآن، القلق الدائم، الخوف من هدم المنازل، وعنف المستوطنين، وتهديد التهجير القسري الذي نواجهه في مسافر يطا كل يوم”.
تم عرض الفيلم لأول مرة في مهرجان برلين السينمائي 2024، حيث حصد جوائز مرموقة، واستمر في نيل الإشادة النقدية عالمياً يسلط الفيلم الضوء على عدم المساواة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، حيث قال أبراهام، “عندما أنظر إلى باسل، أرى أخي، لكننا لسنا متساوين. أنا أعيش تحت القانون المدني، بينما يُحكم هو بالقوانين العسكرية”.
بينما يستمر الفيلم في إثارة الجدل ولفت الانتباه العالمي، يظل “لا أرض أخرى” شاهداً على معاناة الفلسطينيين تحت الاحتلال، ورسالة إنسانية قوية تتجاوز السياسة والحدود.
