طارق القزيري
كالشفق الذي لا يغيب، يولدن مرارًا في شقاء الأرض وبهائها. أمهات ينسكبن كالقهوة في صباح كل يوم، زوجات يحملن أسماء العواصف والملاذات معاً، حبيبات يكتبن على جدران الزمن قصائد من ضوء وتراب.
الأم الحضن بين المنافي. كف تمسح جراح الكون، صلاة لا تردها قلوب لا تؤمن إلا بها. وردة تذبل كي تتنفس الأرض عطرًا، طائر فينيق يموت في داخله ألف مرة لتبقى جذورك واقفة في عواصف الوجود.
زوجة فهي المفارقة الأبدية: أن تحاصرك بحرية لا تقاس، أن تقيدك بسلاسل الضوء إلى شاطئ نفسك. بحر يعلمك الغرق كي تكتشف أن التنفس ممكن تحت الماء. وفي عينيها، حين يتحول الرماد إلى خريطة للنجوم، وفي صمتها بنظرة مودة تسمع ألحان ما لم يقل بعد.
والحبيبة؟ ال “لا” التي تلد كل “نعم”، الغيمة التي تحمل جفاف الشعراء وأمطارهم. حبها كناب يتقدس و يُقرأ على جمر الشك.
طريق من أسئلة لا تنتهي، وصول إلى لا مكان. هنا، حيث تنكسر الأقنعة، تصبح القصيدة دمعًا، والدمع قصيدة.
هن ثلاثية الخلق الأقدس: أم تعطيك اسمًا، زوجة تعطيك معنى، حبيبة تعيد كتابة الأسطر بين بين.
في يومهن، نتعلم مجددا أن الحب ليس شيئًا تفعله، بل هو كينونة ترثى وتخلد. العالم بلا أنوثتهن كصفحة بيضاء بلا حروف—وجود بلا جنون، ولا قداسة، وبلا نكد لا يطيقون فراقه.
كل مارس وقبله وبعده… وأنتن بخير
