إبراهيم المسماري
مرحبًا ..
شهرُ الجلالِ أطلَّ يا لَجلالِهِ … تتراقصُ الأرواحُ في استقبالِهِ
هشّتْ لمقدمِهِ القلوبُ وغرّدتْ … مفتونـةً مـأخوذةً بجمالِهِ
شهرٌ على كلِّ الشهورِ مُفضَّلٌ … بسحائبِ الرحماتِ في إقبالِهِ
طوبَى لمَـن أوفَى بكلِّ حقوقِـهِ … وتطيـّبتْ أقوالُهُ بفِعـالِهِ
قد عاد بعــد غيابِـهِ ليُظلَّنا … بالمُبهِجاتِ .. فمرحبًا بهلالِهِ
رمضانُ في اللغة .. جاء في لسان العربِ لابنِ منظورٍ رحمه اللهُ :
رمضانُ: مِنْ أَسماء الشُّهُورِ مَعْرُوفٌ … وَالْجَمْعُ رَمَضاناتٌ ورَماضِينُ وأَرْمِضاءُ وأَرْمِضةٌ وأَرْمُضٌ، عَنْ بَعْضِ أَهل اللُّغَةِ.
قَالَ مُطَرِّزٌ: كَانَ مُجَاهِدٌ يَكْرَهُ أَن يُجْمَعَ رمضانُ وَيَقُولَ: بَلَغَنِي أَنه اسْمٌ مِنْ أَسماء اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: لَمَّا نَقَلُوا أَسماء الشُّهُورِ عَنِ اللُّغَةِ الْقَدِيمَةِ سَمَّوْهَا بالأَزمنة الَّتِي هِيَ فِيهَا فوافَقَ رمضانُ أَيامَ رَمَضِ الْحَرِّ وَشِدَّتِهِ فَسُمِّيَ بِهِ.
وفي القاموس المحيط للفيروزابادي: رمضانُ مشتقٌ من رَمضَ الصائمُ أي اشْتَدَّ حَرُّ جَوْفِه ، أو لِأَنَّهُ يَحْرِقُ الذُّنوبَ، ورَمَضانُ – إِنْ صَحَّ من أسماءِ اللهِ تعالى – فَغَيْرُ مُشْتَقٍّ، أو راجِعٌ إلى مَعْنَى الغافِرِ، أي: يَمْحُو الذُّنوبَ ويَمْحَقُها … وفي تاج العروس للزبيدي: الرَّمْضُ مُحَرَّكَةً: شِدَّةُ وَقْعِ الشَّمْسِ على الرَّمْل وغَيْرِه، وَقيل الرَّمَضُ: شِدَّةُ الحَرِّ، كالرَّمْضاءِ ، ومنهُ جاءت تسمية رمضانَ.
وفيهِ أيضًا: قَالَ الفرّاءُ: يُقَال: هَذَا شَهْرُ رَمَضَانَ، وهما شَهْرَا رَبِيعٍ وَلَا يُذْكَرُ الشَّهْرُ مَعَ سائرِ أَسماءِ الشُّهورِ العَرَبيّة ؛ يُقَال: هَذَا شعبانُ قد أَقْبَلَ، وشاهِدُه قَوْله عَزَّ وجَلَّ: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذي أُنْزِلُ فِيهِ القُرْآنُ)، وشاهِدُ شَهْرَي رَبيعٍ قَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ:
بِهِ أَبَلَتْ شَهْرَي رَبيعٍ كِلَيْهمَا … فَقَدْ مَارَ فيهَا سِمْنُها واقْترارُهَا
قلتُ: وَكَذَلِكَ رَجَبٌ فإِنَّهُ لَا يُذْكَر إِلاّ مُضَافاً إِلى شَهْرٍ، وكَذَا قَالُوا الَّتي تُذْكَرُ بلَفْظ الشَّهْر هِيَ المَبْدُوءَة بحَرْف الرّاء.
تفسير وإعراب ..
بسم الله الرحمن الرحيم : (شهرُ رمضانَ الذِي أُنْزِلَ فيهِ القرآنُ هُدًى لِلناسِ وبَيِّنَاتٍ مِنَ الهُدَى والفُرقانِ…) [ البقرة: 185]
في (جامع البيان في تأويل القرآن) لابن جرير الطبري :
الشهرُ فيما قيل أصلُهُ من الشُهرة ؛ يقالُ منه: قد شَهَرَ فلانٌ سَيْفَهُ -إذا أخرجَهُ من غِمدِهِ فاعترضَ به مَن أراد ضَرْبَهُ- وكذلك : (شَهَرَ الشهر)، إذا طلعَ هلالُهُ،وأشهرْنا نحنُ ، إذا دخلْنا في الشَهر.
وقيل أسمتْهُ العربُ شهرًا لأنه يُشهَرُ بالهلالِ أي يُعرَفُ به.
وفي (إعراب القرآن للأصبهاني) :
(هُدًى لِلنَّاسِ) هُدًى في موضِعِ نصبٍ على الحالِ.
أما (رمضانَ) في الآيةِ فهو مضافٌ إليه مجرورٌ بالإضافةِ وعلامةُ الجرِ الفتحةُ لا الكسرة؛ لكونِه ممنوعًا من الصرفِ للعَلَميةِ وزيادةِ الألفِ والنونِ.
واللهُ أعلمُ .