زينب الفاخري
موجع أيها البصيص
فلا أرى منك إلا دخانا ينبعث في الأفق
موجع لو قلت أني أرى وأنا لا أرى
موجع لو قلت أني لا أرى وأنا أرى
دخاناً بياضاَ لا سوادا
فكيف أرى وطريقي مظلم
كيف أرى ولا أعرف إن كان أمامي حجرا أم شجراً أم إنسانا
موجع ألا ترى الأشياء على حقيقتها
يوجعك ألمك ويوجعك كلامهم ويوجعك ما بداخلك
أفاقت بصيرتي بداخلي أشكو لها من ألم
أيا بصيرتي النور انطفئ؟
أم أن الشمس أشرقت يكسوها بهاء يظللها حباً،
يا بصيرتي لا أدري ماذا أمامي هل حجراً أم أحدا يزيل الحجر،
يا بصيرتي قولي لهم أني أرى بك وبك أسير،
أخبريهم أنها لا تعمى الأبصار، يا بصيرتي
قولي لهم أني وإياك تعاهدنا على السير معاً ،
يا بصيرتي قولي لهم إن العمى عمى عمل علم
يا بصيرتي قولي لهم إن أيديهم وكلماتهم وقلوبهم بلسم لجراحاتنا،
يا بصيرتي أخبريهم أنني سأظل صابراً كما تعهدنا على الصبر سوية،
يا بصيرتي سأزرع الورد والحب في طريقي،
لأنهما لن يعرفا يا بصيرتي إن كنت أرى أم لا أرى ،
لكن الورد يعرف برائحته سيخبرهم ،
يا بصيرتي سيقول لهم أني زرعت الورد بيدي لا بعيني
وأني سقيته بنبضي وقلبي وأدمعي لا ببصري،
أخبريهم أنهم هم عيوني ..
أصواتهم في مسمعي في خافقي في أدمعي
بصيص أرى به الدنيا