وضع المحلل السياسي عمر القويري مقترحا بشأن العمالة الوافدة وتنظيم العمل، وذلك في ظل المخاوف والقلق المسيطر خلال الفترة الأخيرة.
وقال القويري في منشور له على صفحته على فيسبوك عنونه بـ “نقطة نظام:
ليبيا بلد جاذب للعمالة ورغم الأعداد الضخمة ونتيجة عدم تنظيم العمل والعمال، لا تزال أسعار العمل باليومية أو الأعمال في الانشاءات مثل الكهرباء والزواق والبناء والسباكة مرتفعة جداً بسبب سوء التنظيم.
العمال من كل الجنسيات والأفارقة الموجودين في أغلب المدن يحتاجون تنظيم فقط وليس الى موجة هلع غير محسوبة وقد تؤذي الى كارثة انسانية تستوجب تدخل دولي لا قبل لنا به، فهم من يقوم بأغلب الأعمال الشاقة من تنظيف المدن أو العمل اليومي ولا غنى لدولة ليبيا عنهم.
تنظيم العمل واستقطاب المهارات والتفاهم مع سفارات هذه الدول لإصدار جوازات سفر لهم وتعديل وتقنين أوضاعهم، وانشاء قطاع مصرفي خدمي يقبضون من خلاله رواتبهم ويحولون أموالهم عبره ويدفعون ضرائبهم اتوماتيكيا من الحساب المصرفي كفيل بإنعاش قطاع البنوك وخزينة الدولة.
لا يجب التصادم مع الأفارقة خاصة المسلمين منهم فأوروبا ودول الاستعمار والاستكبار العالمي الشرقية والغربية على حد سواء تعمل بقوة على خلق فجوة بين العرب والأفارقة والعرب والأمم الأخرى وتحارب حتى اللغة العربية والحرف العربي في الدول الأفريقية ونجحت في اجبار الأفارقة على استعمال اللغات الأوروبية والحرف اللاتيني للغاتهم المحلية.
افريقيا غنية بمواردها وأتكلم عن خبرة وتجربة فقد عشت فيها زمناً وزرت أغلب بلدانها وبكل مرارة تعرضت لنهب الاستعمار قرون طويلة ومن ثرواتها اغتنت الدول الغربية الاستعمارية، والأفارقة أقرب للعرب من قربهم للأوربيين وأقرب للإسلام بالفطرة من الأديان الأخرى.
ونصح القويري أن لا ينجر الشعب الليبي إلى الفخ الأوروبي وأن يظهر الليبيين أمام الدول الأفريقية كعنصريين وأعداء وهذا ما يتمنوه ولا ننسى ونؤكد أن صوت أفريقيا والاتحاد الأفريقي غالباً مساند وداعم للقضايا العربية والاسلامية، وقد عملت الدولة الليبية سابقا عبر مؤسساتها بالكثير من الأنشطة الخيرية والثقافية والسياسية ولنا في تلك الدول رصيد شعبي كبير يجب استثماره لا خسرانه بسبب لحظات حمقاء غاضبة من قوم لا يتعقلون.
لن يجدي نفعاً القيام بحملات مداهمة واعتقالات وزجهم في هناجر الهجرة الممولة أوروبيا، يجب تسهيل اجراءات الاقامة والعمل لهم ومعاقبة المواطن الليبي الذي يستخدم عمال دون أوراق ولو في الأعمال اليومية.
استراتيجيا ان استعادة الدور الليبي في أفريقيا أمر مهم جداً، مطالبا السفارات الليبية بطلب البيانات والتقارير الاقتصادية ومعرفة حجم ونوع المواد الخام والصادرات والواردات لتلك الدول من الخارج وكيف يمكن أن تستفيد ليبيا ولو عبر الشحن والنقل والترانزيت ان لم يكن بالتصنيع والذي سينشأ مع طلب السوق.
مشكلة ليبيا الأساسية ليست الأفارقة أو العمالة الوافدة, بل الليبيين أنفسهم هم مشكلة ليبيا الكبرى, الفساد والنهب من المسؤولين وبدون محاسبة, رواتب بدون عمل ازدواجية الوظائف دولة مرهقة بمليونين وظيفة الليبي يرى لنفسه الحق أن يطالب بكل شيء من مزايا وخدمات بلا مقابل لا يريد سداد فواتير الكهرباء لا يريد دفع ضرائب “ضريبة دخل ضريبة ملكية ضريبة مبيعات الخ)،هذا ما يستدعي الهلع والقلق حتى لا يتم استنزاف رصيد الدولة واثقالها بالديون والالتزامات ويضيع مستقبل أجيالنا القادمة.
كل بلدية ترتب أمورها وتنظم عمالها وأعمالها وبصمت…وسيتم حل الأمور بكل يسر ويجب اعطاء الفرصة مرة واثنين وثلاثة لأرباب العمل وللعمال أن يصححوا أوضاعهم وينظموا أمورهم وفق القانون.
ليبيا دولة عضو مؤسس للاتحاد الأفريقي ودرة تاجه فلا تسقطوها في الأرض كما يخطط لكم العدو وتخطط دويلات صغرى للعب الدور الليبي والاستيلاء على منجزاته بعرق ودماء وأموال الليبيين.
وأضاف أن أوروبا العجوز التي تشتكي من الهجرة وترفضها تستفيد من العمالة والمهاجرين كعمالة رخيصة فمزارع ايطاليا ستنتهي بدون هذه العمالة واسبانيا كذلك وباقي الدول الأوروبية, ألمانيا أنعش اقتصادها الأتراك والسوريين والمهاجرين وقد صدرت تقارير رسمية عن انهيار القطاع الصحي الألماني اذا غادر هؤلاء فهم يشكلون النسبة الأعلى في أطقم التمريض والخدمات, ان الاوربيين مهرة يحسنون الاستغلال والاستفادة ويظهرون للعالم كدول مانحة ومتصدقة على المهاجرين ولكننا نعلم أنهم يمصون دماءهم باليد الأخرى ما يمنحونه باليمين يقبضونه مضاعفاً بالشمال”.