طارق القزيري
كيف لـ علي الكيلاني هذه القدرة النفسية العظيمة بعد كل ما جرى، على كتابة ماهو في جوف كل ليبي يشعر بـ ليبيّته و توصيف كل شعور و حالة بهذه الدقة ، و صياغة كل كلمة تارةً مواسي و تارة أخرى لائم ، و أخرى صافع ..
في كل سنة ، يجول النجع في قمة الشعور و قاعه ، موصفا أبيات لن تكون إلا من شاعر كـ علي الكيلاني دون حتى قراءة توقيعه، تماما كما كلمات كارتير بشعورها من دون حتى توقيعها ..
بعد المغرب و هرجة الإفطار و صوت المعالق و السكاكين، اخذت جانبا في تحضير القهوة و ضغطت زر تشغيل الأغنية الثانية من سلسلة ” رفاقة عمر “
ياســر كلتني الغربة
صعبة الغربة ومُرة
واللي نتمنى قــربه
بري بعيــد عن بره
خــلاص خــلاص
لازم نعـــود اليوم
عيني جفاها النوم
واللي علّي ايلــوم
خلا يعطيني قلبــه
…
اقتربت من الهاتف و أخفضت صوت الأغنية قليلاً ليهدأ ، لا أعلم حقيقة سبب تصرفي و لكن رُب أنني لم أستطع مواجهة الكلمات بصوتٍ عالي ، و كانّها مشاعر لم استطع مواجهتها من قبل حتى مجيء الكيلاني بالحقيقة أمامي و كأنه يفرض علي كَرّها أم محبة استقبال واقع طال .. لمدة أربعة عشر سنة كاملة .. من البعد و الكِبر .. أردت الاكتفاء بالبيت الأول و لكن رغبتي في الاستمرار و فضولي إلى نهايتها على أمل ان أجد لسانه مواسيا ، كون أنه يحمل ذات المشاعر و ذات الرغبات و ذات القضية ، و حتى ذات الانكسارات التي في قلبي ..!
ياسر من التغريبة
مصير الغريب أدياره
والطير بعد الغيبـــة
لازم يجي لوكـــــاره
خلاص
لازم إنلم أهـــدومي
نعــود نتهني بـ نومي
واللي عليهم لومــي
غلوا علّي ( الشـــــربة )
…
ياسر كلاني الشـــوق
ما يطفي غير بـ هلنا
ياطاير يـ اللي فـــوق
وين اريدوا وصلنـــا
…
لازم أنلم أغــــراضي
ونعــود وقلبي راضي
والغربة تبقى مـاضي
ونتونس بـ اللي نحبه
…
إشتقنا للسهرية
ولمة وقعدة جميلة
إشتقنا لسهرة ليبيه
وفي نجع تميز خيله
…
قولوا مرحب بـ الغايب
خلــــوها تزيد الطربة
و تتساءل كارتير …..
” هي نرجعوا للوطن زعما تزيد الطربة؟ “
