طرح المحلل السياسي عادل مكراز رؤية للبعد الاستعماري في أزمة المهاجرين الأفارقة لدول شمال أفريقيا.
وأورد مكراز في تحليله الذي أورده على صفحته على فيسبوك أن ” قضية هجرة الأفارقة الى دول الاتحاد الأوروبي تُلامس العديد من القضايا التاريخية والجيوسياسية المعقدة، بما في ذلك الاستعمار الأوروبي في شمال إفريقيا، وإرث اتفاقية سايكس بيكو، وسياسات الهجرة الأوروبية المعاصرة.
إن الحدود التعسفية التي رسمتها القوى الأوروبية في اتفاقية سايكس بيكو غالبًا ما تجاهلت الحقائق العرقية والقبلية والثقافية في المنطقة، مما أدى إلى عدم استقرار طويل الأمد. يقول بعض الباحثين بأن هذا الإرث الاستعماري يُعطي القوى الاستعمارية السابقة إحساسًا بالتأثير المتبقي أو حتى الحق في تنفيذ تغييرات في المنطقة بما يتماشى مع مصالحها الأمنية و الاقتصادية.
ينفذ الاتحاد الأوروبي بشكل متزايد سياسات “إخراج” رقابة الهجرة عن ادارتها المباشرة، مما يعني أنه يموّل ويتعاون مع دول شمال إفريقيا لمنع المهاجرين من الوصول إلى أوروبا, و نتج عن ذلك التعاون بين الاتحاد الأوروبي وليبيا و الذي نتج عنه تمويل خفر السواحل الليبي لاعتراض قوارب المهاجرين، على الرغم من انتهاكات حقوق الإنسان الموثقة في مراكز الاحتجاز في ليبيا.
و يُجادل البعض من النقاد بأن هذه السياسة تعكس موقفًا ما بعد استعماري، من حيث أن أوروبا تستغل قوتها الاقتصادية والسياسية لإملاء سياسات الهجرة على مستعمراتها السابقة.
كذلك يقول البعض من الباحثين والنشطاء في قضايا الهجرة من الجنوب الى الشمال بأن تدخل أوروبا في دول شمال أفريقيا اليوم – سواء من خلال صفقات الهجرة أو بالإكراه الاقتصادي أو التدخلات العسكرية – يعكس استمرار المواقف التي كانت سائدة في الحقبة الاستعمارية و فكرة أن أوروبا هي التي “خَلَقَت” هذه الدول و بالتالي فإن ذلك يعطيها حق التدخل في أي وقت اذا رأت بأن هناك خطر أمني أو اقتصادي قد يضر بمصالحها الاستراتيجية””.
