تامر العلواني
تي بنغازي عزاها فيك ديمه ديمه ..
ماهو كراسي كم يوم وخيمه ..
هكذا استمر الشاعر الفنان عصام الصابري يبكي صاحبه بعد مرور خمسة أيام على وفاته الفاجعة رغم علم الجميع حين خضع صباح الاثنين في بتاريخ 7/إبريل / 2025 م لعملية استئصال ورم أصاب البنكرياس .. أنه مريض ولم يكن يعلن هذا ولآخر تواقيته وهو مبتسم ويشاكس الأصحاب في جلسات براح الرمضانية وبين الأهل والأصحاب وكأنه لا يعاني أبدا وقرر في الفترة الأخيرة بحسه الضاحك أيضا أن يكون فنانا رشيقا .. أهمل الطب وتفرغ للرياضة والحمية وبدأ يختلف مظهره رغم أن الكل أحبوه وتعودوا عليه هكذا بذات الهيئة منذ صغره .. فآمنوا أنه أقوى من المرض وسيهزمه وسيخرج من الجراحة بخير صاحب الروح المرحة الفنان والطبيب .. فكانت تلك الجملة هي آخر منشور رصدته لعصام الصابري صديقه بل رفيق روحه وهو ينوح فيه بصمت خوفا على روح رقيقة رفيقة فنانة ملكها تامر طوال حياته أثناء ممارسته لمهنته وكما عرفه مرضاه وأثناء مداعبت عوده وسرد حكايات الصحب عبر قصائدهم أو قصائده وهو يلحنها ويعزفها ويغنيها في كثير من الأحيان .. وكأب رؤوم وصديق صدوق وكبهجة في كل المجامع الأدبية والفنية وحتى في مجالس الأصحاب فما بالكم بالأهل وكل من حوله كانوا يحسبون أهله وخاصته وأقرب الأقرباء توفي تامر وكان من حوله شيعوا مع جثمانه الوداعة والتألق الفني وباغتهم برحيله ولم يكتبوا عنه ما يستحق أن يقال ولم يشتهر بإبداعاته الكثيرة لأنهم لم يعطوه حقه .. قالها الشاعر عصام الفرجاني الذي عرف تامر كزميل مهنة إنسانية وعبر الأماسي الأدبية بدء من رواق بهو الأدب والفن الثقافي منتصف التسعينيات وحتى أيامه الأخيرة ولقاء جمع المحبين في براح للثقافة والفنون في شهر رمضان 2025 الأسبوع الأخير منه في جلسة ( كولاج ) الشعرية الفنية وكأنه يلوم نفسه أنه لم يقترب أكثر من العلواني ويسبر غور روحه التي كانت ترهقها الآلام الجسدية التي عانها وحده كي لا يحزن الأصحاب حوله ثم ظهرت حيث فجاءة اقتراب لحظة الموت الفاجعة لنجيب حين نسأل كيف مات لماذا مات فنبرر بسبب المرض اللعين في البنكرياس ولأنه رجل لطيف تلطف الله به فلم يقع فريسته بل ظل يداعب أوتار عوده ويغني بيننا أجمل ما لحن وأحن ما كتب وغنى عن الأمهات في عيدهن ثم يسلم روحه لباريها وقد ارتوى بغذاء الروح ونقول ” تعددت الأسباب والموت واحد ” ولكننا سنقولها عنه دائما ” تعددت الأسباب وموت تامر فادح .. قاتلنا ونحن نسير جثثا تتنفس ” كتب الفرجاني عنه :
لا أدري أَرَحلَ تامر العلواني باكرًا أم أن اعترافاتنا هي التي تأخرت ! نعم .. رحل تامر أيها المفجوعون المكلومون فجمِّدوا ذاكرتَكم عند اللقاء الأخير، والابتسامة الأخيرة، والدعابة الأخيرة، والعناد الأخير! نعم.. لقد انتصر تامر عليكم جميعا، وباغتكم باعترافه الحقيقي قبل أن تعلنوا اعترافاتكم المتعثرة، فادخروها لتجتروها بين الحين والحين ! إلى صدوركم، لكنْ خبِّئوها في زوايا حناجركم؛ لعلَّ لقاءً يكون قريبا !
هم يرحلون
ويُشْعِلون فتيلا
بين الضلوعِ
فَساءَ ذاك رحيلا
هم يرحلون
ويعزفون بخافقي
ويرتلون عذابهم
ترتيلا
هم يرحلون
ويتركون وراءهم
يوما على
قلب المحب ثقيلا
” رحم الله تامرًا “
تامر علي العلواني .. مواليد بنغازي عام 1974 م من سكان شارع سيدي عبدالجليل في البركة تتلمذ في مدارسها ومن رائحة اليود الذائعة على بحر الشابي والكورنيش كما يبدوا إلهاما لكل مبدعي المدينة شعراء وموسيقيين ورسامين ومثلهم كان تامر حيث يلتقي هو وأصدقاء يسكنون هناك ويدندنوا ألحانهم وأغانيهم .. فأخذ ملامحه ونمى إبداعه الفني مع التصاق بالأحياء المختلفة في بنغازي وأهلها من مدرسة الصادق باله لشهداء يناير وقبلها مدرسة التحرير الإعدادية التي تتلمذ فيها فنيا على يد الآستاذ علي كتوع حيث اكتشف موهبته الفنية .. ثم لجامعة العرب الطبية بنغازي لينال بكالوريوس الطب عام 2003 م ويتخصص جراح العظام الفنان معا .. والفن اتضحت ملامحه ،حيث ترعرع في بيت يقدر هذا الإبداع ومافيه من غذاء للروح والعقل .. حيث التقيت بصديقه الدكتور محمود علي الجماعي قال لي كنا في كلية الطب نترافق حيث جمعتنا الموهبة تمثيل مسرحي وموسيقى معا رغم اختلاف تخصصنا …. عرفته وعاشرته موهوبا فذا فكان ممثلا مسرحيا من الطراز الأول .. و مخرجا مسرحيا أيضا.. أسسنا معا لأول مرة في جامعة العرب الطبية قسم خاص بالموسيقى كما استطعنا بمجهوداتنا توفير آلات موسيقية للقسم و كان معانا أستاذ عبدالباسط الخضر .. وأجمل ذكرياتنا كانت في حفلات التخرج و حفلات التعارف و الأنشطة الفنية جامعة العرب الطبية .. أول لحن له كان أوبريت أنا عربي لحنه سنة 1997 كلمات د. رحاب شنيب .. وهذه الاغنية أصبحت وقتها ولفترة طويلة قبل أن يختفي النشاط الموسيقي من المدارس السنوات الأخيرة الماضية ضمن منهج تدرس مادة الموسيقى .
طبيب العظام المهم بين الزملاء وفي بلاده بالنسبة له الأهم من مهنته الإنسانية عنده .. كان العود حبيبه الذي يضمه لصدره بحنو ويداعب أوتاره بمهارة كما مهارته في الإمساك بمشرط الجراحة وكنا كلنا من نعرفه نتحير كيف يمكن لمنبع الإحساس أن يتحمل رؤية وممارسة عمليات صعبة مع رهافة كلماته حين تئن داخله الكلمات فيبدع شعرا ناعما ثم يزيد خلطة الرهافة رهفا ويرهق ويفعم راحة .. قلوبا تسمعه بشغف حين تسمع كلماته وألحانه بصوته الطروب .. كما فعل في أغنيته الأخيرة التي أهداها لأمه ولكل الأمهات في عيد الأمهات مارس 2025 م . كتب على صفحته الشخصية بتاريخ 22/ مارس / 2025 م _ إنت الحياة _ كلمات ولحن وأداء // تامر العلواني _ تنفيذ موسيقي // عزو العمامي _ هذا العمل نفذ كفكرة منذ سنوات عديدة لكن لم تسنح الفرصة لتوزيعه بالشكل الذي يليق بهذه المناسبة الغالية .. نهديه لكل الأمهات والزوجات وأخواتنا وبناتنا الذين تعبوا وقدموا الكثير لنا نحن معشر الرجال .. وإهداء خاص للحبيبة بنغازي ولآمنا ليبيا .. كل عام وأنتن أمهاتنا جميعا بخير ورحم الله اللآتي رحلن بواسع رحمته _ عيد الأمهات 21/3/2025 م .
تقول كلمات الأغنية :
الله ما يحرمني منك .. مانقدر نستغنى عنك
حياتي وعمري لأنك … كل الكون
يامحلى صورتي في عيونك ماتسوى الدنيا بدونك .. لا عمري نا مانهونك كيف السند والعون
انت الحياة نبضي والهوى وعمري الي مشى وعمري الجاي
انت الغلا جرحي والدوى الحب والوفا وفرحي وبكاي
الله يخليك ليا ياصابره ديمه عليا
لو كان الأمر بيديا نجيبلك الكون
ياروحي يانور عيوني شلتي همي وحمولي
تحملتي اخطائي وجنوني بقلبك الحنون
انت الحياة نبضي والهوى وعمري الي مشى وعمري الجاي
انت الغلا جرحي والدواء الحب والوفا وفرحي وبكاي
*( الملحن تامر العلواني والموزع الموسيقي عزو العمامي أثناء تسجيل إنت الحياة )*
تميّز العلواني بأسلوبه الإبداعي الخاص في التلحين الذي جمع بين الأصالة والتجريب، وقد تعاون مع نخبة من الأصوات الليبية والعربية، وساهم في إثراء الأغنية الليبية المعاصرة من أبرز ألحانه: لحن أغنية (ضي القمر صيّاد) التي كتب كلماتها الشاعر سالم العالم وغناها المطرب المصري محمد محسن، ولحن أغنية (أني أميرة) للفنانة أسماء سليم، وغيرها من الأعمال الموسيقية المتميزة .. واستغرب كثير من متتبعي تامر عبر قناته الفنية على اليوتيوب أن معظم أغانيه في الموقع قد حذفت على فترات متقاربة وأرجع بعضهم أن السبب مرضه وربما هو من قام بهذا الحذف خاصة وأنهم افتقدوا أعماله مع بدايات شهر رمضان 2025 وهي ذات الفترة التي شخص فيها مرضه المؤدي لوفاته ولكل أجل كتاب إنما هي أسباب تذكر.
*(( ” إنت الحياة ” نتاج تامر العواني الأخير ))*
الكاتب الصحفي مهند سليمان .. كتب في موقع بلد الطيوب عقب نشر خبر وفاة تامر :
فُجعت الساحة الفنية الليبية مساء اليوم بنبأ وفاة الملحن تامر العلواني أحد أبرز المواهب الموسيقية في ليبيا وذلك عن عمر ناهز الـ51 عاماً بعد صراعٍ مرير مع مرض عضال ، وقد وافته المنية وسط حالة من الحزن خيّمت على الوسطين الفني والثقافي، لما مثّله الراحل من حضور فني متميّز ومسيرة حافلة بالعطاء والإبداع، طبع خلالها ذاكرة المتلقي الليبي والعربي بألحانه المرهفة وأعماله التي امتزج فيها الحس الإنساني بالعمق الفني .. وُلد تامر العلواني بمدينة بنغازي عام 1974م حيث درس وتخرّج كطبيب متخصص في مجال جراحة العظام بجامعة العرب الطبيّة، وتميّز العلواني بأسلوبه الإبداعي الخاص في التلحين الذي جمع بين الأصالة والتجريب، وقد تعاون مع نخبة من الأصوات الليبية والعربية، وساهم في إثراء الأغنية الليبية المعاصرة من أبرز ألحانه: لحن أغنية (ضي القمر صيّاد) التي كتب كلماتها الشاعر سالم العالم وغناها المطرب المصري محمد محسن، ولحن أغنية (أني أميرة) للفنانة أسماء سليم، وغيرها من الأعمال الموسيقية المتميزة.
كتب عنه الأستاذ وليد اللافي معزيا نفسه فيه وكل من عرفه وآمن بموهبته :
بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، بلغني نبأ وفاة الصديق العزيز الملحن الدكتور تامر العلواني، الإنسان الفنان … لقد كان لي شرف العمل معه عن قرب، إذ جمعتنا لحظات مهنية وإنسانية تركت أثرها العميق، كان مثالًا للإبداع والصدق، وكانت رؤيته الفنية تحمل لمسة تحكي جمال الوطن وروحه .. عرفته عن قرب، فكان قلبًا نقيًا، وفكرًا مبدعًا، وصوتًا صادقًا لوطنه، جمع بين نبض المهنة ورقّة الفن، وبين العلم والإحساس، فترك أثرًا وإرثا لا يُنسى … خسرت ليبيا اليوم قامة فنية وطبية متميزة، قدم الكثير من خلال تلحين الشعر المحكي والتعاون مع كبار الشعراء الليبيين، وكذلك مع فنانين عرب، مما ساهم في انتشار الألحان الليبية والارتقاء بالموسيقى الوطنية، وكان من أبرز أعماله الوطنية أوبريت “قدس الزمان”، الذي جسّد فيه مشاعر الفخر والاعتزاز باستقلال ليبيا .. كان الراحل مثالاً معطاء في الإنسانية والإبداع، فكرّس حياته لخدمة وطنه، طبيبًا ومبدعًا، وإنسانًا لا يُعوّض .. أتقدم بأحرّ التعازي وأصدق المواساة إلى عائلته الكريمة وأصدقائه ومحبيه، سائلاً الله تعالى أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يلهمنا جميعًا جميل الصبر والسلوان .. إنا لله وإنا إليه راجعون.
بدأ تامر مع لحنه الأول أثناء دارسته في كلية الطب البشري ولم يتوقف ظل يبدع فكان الملحن الأول في ليبيا الذي تجرأ أن يلحن قصائد المحكية التي تختلف عن القصيدة الغنائية بعدم التزامها بالتشطيرات الغنائية المعهودة فهي تعد كقصيدة التفعيلة والشعر الحر في الفصيح .. فلحن أعمالا عديدة جميلة لأصدقائه المقربين الشاعر محمد الدنقلي الشاعر الصيد الرقيعي والشاعر الرفيق سالم العالم وأبدعا في العام 2022 سالم كلمات قصيدته (( ضي القمر )) وتامر قدم أروع ألحانه لكلمات من خيال خصب ليتغنى بها الفنان المصري محمد محسن بصوته الطروب في أول تعامل بين ثلاثتهم .. وذاع صيت الأغنية ليترنم بها الوطن العربي بأجمعه ويعشقها العامة كما المختصون .. وأثناء بحثي عن أحداث في حياة الطبيب الفنان صديقي تامر علي العلواني قابلتني حكاية يرويها الفنان المصري محمد الطحاوي بلهجته قال عن صياد وتامر وسالم معا :
من فترة مش كبيرة نزلت أغنية جديدة للفنان محمد محسن بالهجة الليبية اسمها ” ضي القمر صياد ” ولأني من محبينه وبيعجبني التنوع اللي بيعمله دايما في اغانيه ، وانه دايما بيفكر بره الصندوق .. لكن الاغنية دي تحديدا عاشت معايا فترة طويلة بسمعها وكل مرة كنت بكتشف فيها معاني جديدة لنج ، خصوصا في الكلمات والالحان ، وبسببها نشات علاقة صداقة قوية بيني وبين صناع الاغنية
الثنائي الخطير اوي ده الشاعر سالم العالم والدكتور الملحن تامر العلواني وفضلنا نتواصل ونتكلم مع بعض كتير .. لحد ما شرفونا بزيارتهم لمصر وجمعتنا قعدة جميلة جداً في ( ستي ستارز) …
وانا في الطريق ليهم كنت متخوف من فكرة اني مقدرش اجاري العقول الكبيرة اوي دي، وانها المقابلة الاولي لينا ومش عارف ايه اللي ممكن يتقال .. لكن من حسن استقبالهم ليا وكأننا نعرف بعض من سنين ،لقيتني بتكلم معاهم في كل حاجه فن وكورة وفي بعض الاحيان سياسة وكانت قعدة اخر روقان الصراحه واتحكالي فيها كواليس اغنيتي المفضلة من بداية كتابتها وتلحينها لغاية ما غناها محمد محسن ، والمدة الزمنية مابين كتابة الاغنية لحد ما اتغنت ونزلت تقريباً فوق الـ10 سنين واول جملة جت في دماغي لما عرفت التفاصيل دي
( إن الافكار زي النبيت .. كل ماتتعتق تحلو ) جملة قالها الفنان أحمد حداد في فيلم ليه .. والاغنية دي اتعتقت كفاية اوي علشان كده هي حلوة وعايشه وهتعيش كتير اوي وانا كتبت الحكاية دي حبا في الناس دي وبدون مناسبة واتمني ان يحصل تعاون جديد مابينهم وبين محسن في ملحمة جديدة .. لأننا محتاجين من ده كتير الفترة دي .
ولينا لقاء قريب باذن الله في ليبيا رمضان كريم وكل سنه وانتم طيبين أوي .
(( صورة تجمع تامر وسالم ومحمد الطحاوي ))
في بكائية دامية أخرى بعد غياب ضحكة تامر كتب عصام الصابري لائما على صاحب قلبه ورفيق جلسات إبداعية راقية تأكد أنها ستخلوا منه ولكنه يحاول يائسا أن يصدق بإحساسه تجاه صاحبه كتب له عتابا حانيا مبكيا باللهجة المصرية :
هو انت أيه
مش جي ؟
تلاقيك استحليت البعاد
مش كان
ما بيناتنا معاد ؟
هو انت ما صدقت ؟
يخبط عليك الموت
تفتحله ؟
يا ليله سواد ….
في ملعب المدينة الرياضية الصالة المغطاة ماعرف مجمع سليمان الضراط رقص وصفق وغنى الجميع هذا كان بفعل تامر العلواني الذي أبدع ألحانا من شدة حبه لبنغازي وتعلقه بأم تحملته عابثا وهادئا وفنانا وطبيبا وطفلا كبيرا كما كان يقول دائما فحين أبدعت السيدة الكبيرة الشاعرة الفذة شاعرتنا المبدعة بدرية الاشهب كلماتها الشعرية ” بنغازي عروس البحر “ اختيرت لتكون افتتاحية كأبريت جسده أطفال المدينة ضمن احتفالية بنغازي عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي 2024 م وكان حظ الكلمات المهمة الجميلة الصادقة جميلا كماها حين لحن الأوبريت العلواني بإبداعه مع بهارات من الحب والعودة إلى الطفولة ليجعله هكذا يبكي ويفرح كل من حضروا التدريبات على مدى شهر كامل ثم يبكيهم ويفرحهم ويرقصهم بمرح طفولي على مدرجات الملعب مساء الاحتفالية التي كانت فعلا عرسا خاصة حين بدأ الأوبريت وألحان تامر أرسلت رسالات حب واستمتاع مع كلمات الاشهب لكل أهل المدينة يومها ..
فوق من صدر المسا حلت جدايلها
شلال نور وشذى والنجم شايلها
زينوا خصلاتها قطر الندى
كادوا عوازلها
بنغازي عروس البحر وطن الهوى والسحر
فوق المدى والشمس تلقى منازلها
” بنغازي عروس البحر ” أجمل ألحان تامر العلواني لأجمل قصائد بدرية الاشهب
أخيرا سأترك القارئ الكريم لسيرة الغائب الذي لن يغيب عن أذهاننا مطلقا لأنه سكن القلوب والعقول وتملكت روحه أرواح من ساروا معه مشوار حياته الذي لم يطل كفاية اللهم لا اعتراض .. أترك القارئ مع شيء من عبث صاحب المرحوم الدكتور الفنان تامر العلواني _ الشاعر والمصور والرسام عصام الصابري الذي سيظل يبكيه في كلماته ونرى فيها كيف يعتصر فؤاده قال بعد أن وسده التراب :
اليوم درّجت تامر ، حضنته مالصندوق وضمّيته لصدري وشمّيته ، نزّلته فالقبر وسنّدته ، وكشفت على وجهه ، كان نفس الصوره ومن نفس الزاويه بس عيونه مغمضات ، مسحت خده بكف يدي وحبيته واستودعته رحمات ربنا الجليل ..
نحمد الله اليوم ضمّيته
وسلّمته لها في ترابها اتضمّه
وبسته وشمّيته
اوّصّيتها ! قالت : اتوصّي أمّه ؟
…….
إلى روح وريحان يا صاحبي
الفقد شي ما ينحكى
ولا ينفهم لا ينكتب لا يمتحى
الفقد ما يشاور فحد
فالروح ياكل ما يمل
كيف ما ادّير الرحى
مع السلامه يا الحبيب
الفقد شي ما ينحكى
ولا ينفهم لا ينكتب لا يمتحى
الفقد ما يشاور فحد
فالروح ياك…
البقاء لله من يمر يقرأ الفاتحة لروحه التي كانت بيننا كرفيف نور لكنه بزغ باهرا في دواخلنا
