فتح الله ضو
المتأمل في وضع دولتنا الهش يصاب بعدة أنواع من الأحاسيس، أولها الاستغراب والدهشة ويليهما الإحباط واليأس ويعقبهما خوف ورعب.
حاضر بائس ومستقبل مبهم، حكومات متعددة، إما منفردة فاشلة أو حكومات متوازية مختلفة ومتخالفة، مجالس تشريعية واستشارية، أحدهما يشرع بدون استشارة والآخر يريد أن تكون استشارته تشريع، ولا ندري هل هما مختلفان حقيقة أم هو نوع من الاختلاف المزعوم لإطالة أمد بقائهما في السلطة.
وزارات عدد موظفي كلا منها يناظر موظفي دولة أخرى أكثر سكانا.
وزارة ينتشر موظفوها في أكثر من 140 سفارة وقنصلية ويتقاضون مرتبات تكفي لأن تكون ميزانية لوحدها علما بأن هذه السفارات لا يستفاد منها سوى ما هو موجود في أقل من عشرين دولة فقط.
وزارة يتجاوز موظفوها 700 ألف موظف وتعاني مدارسها ومؤسساتها من النقص الدائم فيمن يعلم أبناء شعبها.
الاتصالات رغم العوائد الكبيرة من دخلها إلا أننا لا نعرف أو نرى أين تصرف.
ولازال الكثير والكثير مما يصيب المتأمل بالغثيان والذهول.
وزارة تسمى بالصحة وأعداد المصابين بالأورام في تزايد والعناية بهم وتوفير علاجهم في تناقص.
العملة وما أدراك ما العملة، ذلك ” الدينار المسكين” كلما حاول تقليص الفارق مع السيد ” دولار” ابتعد عنه مما جعله سخرية من قبل أقرانه في الدويلات التي لا تملك من الموارد ما يساوي عشر مواردنا.
والكثير…والكثير…والكثير…
مآسي يزداد العسر بعدها