حسين المسلاتي
حظيت زيارة الفريق ركن صدام حفتر، مبعوث القائد العام للقوات المسلحة المشير خليفة حفتر، إلى العاصمة الأمريكية واشنطن، باهتمام محلي واسع، وعكست الزيارة التي عقد خلالها لقاءً مهما مع مسؤولين رفيعي المستوى في وزارة الخارجية الأمريكية اهتماما دوليا متجددا ومتصاعدا لحل الأزمة الليبية.
وجاءت الزيارة الرسمية إلى مقر الخارجية الأمريكية لتؤكد التواجد اللافت للقيادة العامة للقوات المسلحة في المحافل الدولية، لا سيما مع الحضور الأمريكي المتجدد في الملف الليبي، والرغبة في دعم مسارات الاستقرار وتوحيد المؤسسات.
الفريق صدام حفتر التقى خلال الزيارة مع تيم ليندركينغ، كبير مسؤولي مكتب شؤون الشرق الأدنى، ومسعد بولس، كبير مستشاري الرئيس الأمريكي لشؤون أفريقيا والشرق الأوسط، إلى جانب السفير ريتشارد نورلاند، المبعوث الأمريكي الخاص إلى ليبيا، حيث ناقش الطرفان جملة من الملفات المرتبطة بالأمن، وتوحيد المؤسسة العسكرية، ودعم المؤسسات السيادية كالمؤسسة الوطنية للنفط ومصرف ليبيا المركزي.
انعكاس لنجاح استراتيجية القيادة العامة
تأتي هذه الزيارة في وقت نجحت فيه القيادة العامة في فرض الاستقرار على أكثر من 80% من الجغرافيا الليبية، بعد سلسلة من المعارك الحاسمة ضد الإرهاب، ولصوص النفط، و التهريب والهجرة غير الشرعية والجريمة ، وهي إنجازات ميدانية مهّدت لتحول في موقع القيادة العامة على طاولة السياسة الدولية.
ولعل ما يلفت الانتباه في لقاء واشنطن هو ما يحمله من دلالات سياسية، فبعد أن كانت بعض القوى الدولية تتعامل بحذر أو تجاهل مع الدور الذي تلعبه القيادة العامة، بات الاعتراف بقدرتها على التأثير والتفاوض واقعا لا يمكن تجاوزه، إذ أثبتت الأحداث أن القيادة العامة، ومنذ إطلاقها خيار “السلام العادل” في عام 2020، التزمت بخريطة طريق واضحة تستند إلى الأمن، والوحدة، وبناء الدولة الوطنية.
شريك لا غنى عنه في الحل الليبي
وبينما تتواصل حالة الانقسام السياسي والفوضى الأمنية التي تسيطر على المشهد في غرب البلاد، فرضت القيادة العامة نفسها كطرف فاعل وموثوق في أي حل دائم للأزمة الليبية، وخصوصا في ما يتعلق بتوحيد المؤسسة العسكرية، وهو ملف لا يمكن أن يُحسم إلا برؤية وإشراف القيادة العامة.
إن زيارة الفريق ركن صدام حفتر الأخيرة لا تمثل فقط تحركا دبلوماسيا، بل هي محطة مفصلية في مسار إعادة تشكيل العلاقات الليبية-الأمريكية، على قاعدة الندية والاحترام المتبادل، وفق ثواب القيادة العامة ورؤيتها الوطنية التي تضع وحدة ليبيا وسيادتها وأمنها واستقرارها ومصلحتها اولا وفوق أي اعتبار .
القيادة العامة قوة توازن واستقرار
وتواصل القيادة العامة، عبر أدواتها السياسية والعسكرية، فرض نفسها كقوة توازن واستقرار في ليبيا، وسط موجات متلاحقة من الصراع والمكائد الإقليمية والدولية، وها هو مركبها، رغم العواصف، يرسو بثبات على شواطئ القرار الدولي، مستنداً إلى رصيد هائل من الانتصارات والنجاحات التي يصعب تجاهلها.