إسراء.. طفلة لا تكبر ولا تمشي وألمانيا مفتاح الحياة لها  

حياة صعبة عاشتها الشابة إسراء في ظل نقص نموها وعجزها عن المشي وتلبية احتياجاتها اليومية بنفسها.

مأساة إسراء عرضها شفيفها التوأم أسامة الفسي قائلا “إسراء… شقيقتي التوأم، لكن السنين لم تمر علينا بالتساوي”.

وأضاف “نحن توأمان، خرجنا إلى الحياة في اللحظة نفسها، لكن الحياة اختارت لكلٍ منا طريقًا مختلفًا، أنا كبرت كما يكبر أي شاب… أما هي، فبقيت هناك، في الطفولة، لا تكبر ولا تتغير، وكأن الزمن توقف عندها”.

جراحة

خمسة وعشرون خريفًا مرّت على إسراء، لم تعرف يومًا طعم الربيع، في عام 2002، خضعت لعملية إزالة ورم في الرأس، أُجريت في مصر، الورم كان قريبًا جدًا من مناطق عصبية دقيقة، وخلال الجراحة، تضررت تلك الأعصاب، وكانت النتيجة: نقص في النمو، وشبه شلل نصفي، وصعوبة في الحركة، منذ ذلك الوقت، بدأت رحلة طويلة من المعاناة… رحلة لم تخترها، ولم تشكُ منها يومًا.

يقول شقيقها “إسراء لا تدرك تمامًا ما فاتها من لذّات العيش، ربما لأن الله رحم قلبها، فجعل تفكيرها كبساطة الأطفال، لكنها كانت دائمًا تتمنى شيئًا واحدًا فقط: أن تتمكن من المشي لتساعد أمي، أمي التي تعلقت بها كما تتعلق الروح بالجسد، إسراء تراها كل شيء… سندها، أمانها، وحتى أطرافها التي لا تقوى على الحركة دونها”.

مرض الأم

وتابع أسامة “ما يؤلم اليوم أكثر، أن أمي أصيبت مؤخرًا بذلك المرض اللعين، وأصبح أكبر همّ إسراء أن تتعافى أمي، لأنها ببساطة: ذراعها ورجلها وكل قوتها، ورغم هذه الحياة القاسية، إسراء لا تُضيع فرضًا، وسؤالها المعتاد دائمًا: “ها أذّن؟” وكأن الصلاة هي الثابت الوحيد في عالمها المضطرب.

ألمانيا

وأضاف أسامة “أكتب هذا المنشور لا طلبًا للعون، ولا استجداءً من أحد، بل لأنني أخٌ ضاق صدره، وضيّق عليه العجز أبواب الأمل، إسراء بحاجة لعملية في ألمانيا، قد تمنحها قدرة أفضل على الحركة، حلم بسيط… لكنه محاط بتعقيدات الواقع، طرقنا الأبواب… ولم يُفتح منها شيء، فإسراء ليست ابنة مسؤول، ولا أختًا لوزير، أحبت الوطن بصدق، لكنها لم تجد منه حُبًا في المقابل.

أسامة قال “ما أكتبه ليس صراخًا، ولا تسولًا، بل مجرد “توسعة خاطر”، أكتب لأفرغ وجعًا في صدري، وأحكي عن أختي التوأم التي تستحق من الدنيا ما هو أجمل من هذا”.