علي المجبري
هل صَنَعَ الإنسانُ البُرْجَ ، ليكونَ رَمْزًا لاتحادِ الأرضِ بالسَّماءِ ؟ هل كان أيْقُونَةً ، تُجسِّدُ ذُكورةَ الأرض ، ” الغائِصَة ” ، صُعُودًا ، في السَّماء ؟ .. ؛ .. أيْقُونَةُ الطَّاقَةِ الواعيَة ، المُتَحَفِّزَة ، المُبصِرة ، التي لا تُطيقُ النَّوم ، ولا يغمضُ لها جَفْن ! .
…………. ………….. …………..
سألني يوما أحدُ مُريدِيّ الصَّادقِ النيهوم: “ماذا تصنع إذا حفرتَ في الأرضِ؟ “ فأجبته بعفوية : “أصنعُ حُفرة” !.
“وماذا تتوقع أن تجدَ في حُفرةٍ عميقة ؟”
” ربما أجدُ الخفافيشَ أو الثعابينَ أو العقارب !”.
إذا حفرتَ في الأرض تصنعُ بئراً، وإذا حفرتَ في السماءِ تصنعُ مِئذنة!!؛ هكذا تَكلَّمَ الصادقُ النيهوم.
…………. ………….. …………..
إنَّ يدَ الرَّجُلِ أضعفُ مِن كلمةِ الرَّجلِ التي هي يَدُه!؛ فالكَلِمَة، أقوَى أدَواتِ الحَفرِ التي عَرَفَها الإنسان؛ إنَّها تمضي حافِرةً، ضاربةً، ناشِبةً أحرُفَها، في الأرضِ المُظلمة أو السَّماءِ المُشرقة، أينما اتَّجَهَت.
…………. ………….. …………..
فهل المئذنةُ هي مُجرَّد دَلالةٍ عقليةٍ على وُجُودِ مَسجد ؟ ؛ وبمعنَى آخرَ هل وُجِدَت لتَدُلَّ على المَسجدِ في سَماءِ المدينة ؟ .. ؛ .. إنَّ المآذِنَ وُجِدَت لتربطَ الأرضَ بالسِّماء !.
…………. ………….. …………..
هل يدُ الإنسان، هي التي تَحفرُ الأرضَ المُظلمة؟ يَقولُ “خْوان رامون” لحِمارِه بلاتيرو: ـ الكلمةُ الرَّقراقة، الصَّائتة، هِيَ التِي تحفرُ حتَّى تصِلَ إلى الماءِ البارِد!.