دخل قرار حظر السفر الجديد الذي أعلنه الرئيس الأميركي دونالد ترامب حيز التنفيذ عند منتصف ليل الاثنين بتوقيت الساحل الشرقي، ليمنع بشكل كامل دخول مواطني 12 دولة إلى الولايات المتحدة، ويقيّد بشكل جزئي مواطني 7 دول أخرى، في خطوة أثارت جدلاً واسعًا على المستويين السياسي والحقوقي.
ويشمل الحظر الكامل مواطني كل من: أفغانستان، وميانمار، وتشاد، وجمهورية الكونغو، وغينيا الاستوائية، وإريتريا، وهايتي، وإيران، وليبيا، والصومال، والسودان، واليمن. بينما فرضت قيود جزئية على مواطني بوروندي، وكوبا، ولاوس، وسيراليون، وتوغو، وتركمانستان، وفنزويلا.
ويعد هذا القرار من أبرز سياسات ترامب في ولايته الثانية، ويمثل، بحسب مراقبين، محاولة جديدة لإعادة تشكيل سياسة الهجرة الأميركية على نحو أكثر تشددًا. ويأتي الحظر بعد أكثر من ثماني سنوات على الحظر الأول الذي أطلقه ترامب عام 2017، والذي استهدف حينها سبع دول ذات أغلبية مسلمة، وقوبل بانتقادات واحتجاجات واسعة.
وعلى عكس القرار السابق، الذي وُصف بأنه “حظر للمسلمين”، فإن الحظر الجديد أوسع نطاقًا ويشمل دولًا من خلفيات دينية وإثنية متعددة، غير أن منظمات حقوقية اعتبرت أن القرار ما يزال يحمل طابعًا عنصريًا، كونه يستهدف شعوبًا من دول غير بيضاء وفي الغالب من دول الجنوب العالمي.
من جهتها، قالت آبي ماكسمان، رئيسة منظمة أوكسفام أميركا، إن “هذه السياسة لا تتعلق بالأمن القومي، بل بزرع الانقسام وتشويه المجتمعات التي تسعى إلى الأمان في الولايات المتحدة”.
ويرى خبراء قانونيون أن الحظر الجديد أكثر قابلية للصمود أمام الطعون القضائية، نظرًا لصياغته الواسعة واعتماده على مبررات تتعلق بالأمن القومي، كضعف إجراءات التدقيق في بعض الدول، أو وجود نشاط إرهابي، أو ارتفاع معدلات مخالفة شروط التأشيرة.
وفي الوقت ذاته، أثار القرار قلقًا لدى العديد من مواطني الدول المشمولة بالحظر، الذين يخشون فقدان فرص التعليم أو العمل أو لمّ شمل أسرهم. وأوضح المحلل السياسي ميخائيل نيامويا أن الحظر الجديد “يعزز نمطًا من الإقصاء” ويكرس النظرة إلى الأفارقة وغيرهم من شعوب الجنوب كغرباء في النظام العالمي.
وتشير التوجيهات الأميركية إلى أن الحظر لا يلغي التأشيرات التي صدرت سابقًا، لكنه يمنع إصدار تأشيرات جديدة لمواطني الدول المحظورة، ما لم تنطبق عليهم شروط الإعفاء.
وبرر ترامب قراره بأن بعض الدول المشمولة لا تمتلك آليات موثوقة لتوثيق هويات المسافرين، أو رفضت سابقًا استعادة مواطنيها، فضلًا عن مزاعم بوجود صلات محتملة بالإرهاب. وربط ترامب في مقطع فيديو الحظر بهجوم وقع مؤخرًا في بولدر بولاية كولورادو، رغم أن المشتبه به من دولة غير مشمولة بالحظر.
ومع دخول القرار حيز التنفيذ، قال متحدث باسم مطار هيوستن إن الحظر لن يؤثر على حركة الرحلات القادمة إلى المطار، لعدم وجود رحلات مباشرة مع الدول المستهدفة.
يُذكر أن مسودة سابقة لخطة الحظر كانت قد ضمت 43 دولة، لكن القرار النهائي شمل 19 فقط، بدرجات متفاوتة من القيود.
