في كل عام، ومع حلول يوم عاشوراء، تتجدد في محلة بنت بية إحدى مناطق وادي الآجال مظاهر احتفالية ذات طابع تراثي عريق، أبرزها تقليدا “الطقطاقة” و”القندولة”، وهما من العادات الشعبية القديمة التي لا يزال السكان يحرصون على إحيائها رغم تغيّر الأزمنة.
وتُعد “الطقطاقة” إحدى أبرز مظاهر الفرحة بالنسبة للأطفال، وهي عبارة عن عرجون جاف من شجر النخيل، يُحضّر ويُزيَّن خصيصًا لهذه المناسبة يقوم الأهالي بإعدادها مبكرًا وتقديمها لأطفالهم، الذين يجوبون بها شوارع وأزقة المحلة.
أما “القندولة”، فهي تقليد آخر يرتبط بعاشوراء، وتُجسد مظاهر الفرح والمشاركة المجتمعية، حيث تشهد الأحياء تفاعلاً واسعًا بين الكبار والصغار، يتخلله توزيع الحلويات والمأكولات التقليدية، إلى جانب الألعاب الشعبية والزيارات الاجتماعية.
ويعتبر سكان بنت بية هذه الطقوس جزءًا من الهوية الثقافية للمنطقة، ويؤكدون على أهمية المحافظة عليها ونقلها للأجيال القادمة، باعتبارها إرثًا ثقافيًا يعكس روح التضامن والتكافل ورغم مظاهر الحداثة وتغير أنماط الحياة، لا تزال هذه العادات صامدة في وجدان الأهالي، ممن يرون في إحيائها رسالة للحفاظ على خصوصية المنطقة وتقاليدها المتجذرة في الذاكرة الشعبية.
