أعلنت المنظمة غير الحكومية الألمانية “ريسكشب” أنها عثرت على جثث لثلاث شقيقات قاصرات تبلغ أعمارهن 9 و11 و17 عاما بعد أن غمرت مياه وسط البحر المتوسط قاربهم المطاطي المكتظ وسط سوء الأحوال الجوية.
وتم إنقاذ نحو 65 مهاجرا من على متن القارب غير الصالح للإبحار في المياه الدولية الذي حاول قطع المتوسط وصولا إلى إيطاليا انطلاقا من زوارة بشمال ليبيا ليل الجمعة إلى السبت 23 أغسطس، ونقلوا في وقت متأخر يوم السبت إلى جزيرة لامبيدوزا الإيطالية.
وأبلغت المنظمة عن فقدان شخص رابع في عملية الإنقاذ هذه، وذكرت أن من بين الناجين أم الضحايا الثلاث وشقيقهن وخالتهن وأصدقاء لهن، حسبما ذكرت المنظمة على فيسبوك مضيفة “كان من الممكن منع وفاتهن. هناك حاجة ملحة للمرور الآمن لإنهاء الموت في البحر الأبيض المتوسط. لن نتوقف عن قول ذلك لأنه لا يجب إجبار أحد على المخاطرة بحياته في البحر بحثا عن الأمان”.
وقالت باربرا ساتوري، إحدى المنقذات، لوكالة ” ” أسوشييتد برس”، “كان القارب مكتظا للغاية ومفرغا جزئيا من الهواء. كانت ليلة حالكة السواد، حيث بلغ ارتفاع الأمواج 1.5 متر (4.9 قدم)، وكان القارب يغرق في الماء لساعات”. وأضافت ساتوري أن المنقذين عثروا على القارب بعد بلاغ من شبكة هاتف الإنذار “آلارم فون”، التي تتلقى مكالمات من قوارب المهاجرين المنكوبة.
وبعد أن أجلى المنقذون حوالي ثلثي من كانوا على متن القارب، ظهرت الجثث طافية في بركة من الماء والوقود في قاع القارب. وقالت ساتوري “سمعت امرأة تصرخ ورجلا يشير إلى الماء”. وأضافت أن الظلام والظروف الجوية جعلت عملية الإنقاذ بالغة الخطورة، حيث “حاول الفريق الطبي إنعاشهما، لكنهما كانا تحت الماء لفترة طويلة”. وأضافت ساتوري أن الأم ظلت في حالة صدمة، وجلست بجانب رفات بناتها على متن سفينة الإنقاذ. وطلب الأقارب من الطاقم أقمشة بيضاء ولفّوا الجثث بها.
وأضافت ساتور أن من بين الأشخاص الآخرين الذين تم إنقاذهم نساء حوامل والعديد من الأطفال. احتاج أربعة منهم إلى إجلاء طبي عاجل، ونُقلوا إلى سفينة تابعة لخفر السواحل الإيطالي مع أفراد عائلاتهم. وأضافت أن الناجين جاؤوا من السودان، بالإضافة إلى مالي وساحل العاج وإثيوبيا وإريتريا.
على جانب آخر، أنقذت سفينة “أوشن فايكينغ” 47 شخصا، بينهم 9 قاصرين غير مصحوبين بذويهم، من قارب مطاطي كان في خطر في المياه الدولية قبالة ليبيا، بعد بلاغ من منصة “هاتف الإنذار”، “آلارم فون”، حسبما ذكرت منظمة “إس أو إس هيومانيتي” غير الحكومية أمس الأحد .
واشتكت المنظمة من تعيين ميناء بعيد جدا لإنزال المهاجرين وكتبت أيضا “عيّنت السلطات الإيطالية ميناء مارينا دي كارارا، الذي يبعد أكثر من 1300 كيلومتر، ملاذا آمنا. استغرقت الرحلة 3.5 يوما. مرة أخرى، يبعدنا هذا الميناء عن وسط البحر الأبيض المتوسط، حيث تشتد الحاجة إلى جهود الإنقاذ. هذه الممارسة تُكلف أرواحا يوميا”.
وأكدت المنظمة أيضا أن معظم الذين يخاطرون بأرواحهم يفرون من بلدان تتمزقها الحروب مثل السودان الذي تسبب النزاع فيه بنزوح ولجوء أكثر من 12 مليون شخص.
