كشفت السلطات الإسبانية عن عثورها على ستة من الضحايا متفرقين بين شواطئ “لوس مويرتوس”، “مارينيكاس” و”كورال” التابعة لبلدية كربونيراس، فيما عُثر على جثة سابعة على شاطئ “لا فابريكيا” في بلدية نيخار، داخل منتزه “كابو دي غاتا-نيخار” الطبيعي.
وبحسب المعلومات الأولية، فقد كان على متن الزورقين نحو 63 شخصا، بينهم نساء وأطفال. وتمكن الحرس المدني ومنظمة الصليب الأحمر من إنقاذ 26 شخصا من القارب الأول و37 من الثاني، بعضهم وصل إلى اليابسة بمفرده، قبل أن يتلقوا الرعاية الطبية اللازمة. وتشير المصادر إلى أن جميع الضحايا من الرجال.
وبدأت البلاغات بالوصول إلى أجهزة الطوارئ بعد منتصف الليل، حيث تم رصد أول زورق عند شاطئ “لوس مويرتوس” حوالي الساعة 00:30. وبعد ساعات، واصل البحر لفظ الجثث حتى منتصف النهار. أما الجثة التي عُثر عليها في “لا فابريكيا”، فيُعتقد أنها تعود لأحد ركاب الزورق الثاني الذي وصل قبل ساعات قليلة إلى الساحل.
ولا تزال التحقيقات مفتوحة لمعرفة ملابسات الحادثين، وسط شهادات من بعض الناجين تفيد بأن قوة الأمواج قد أجبرت عددا من الركاب على القفز في البحر عند الاقتراب من الشاطئ، غير أن هذه الروايات لم تُؤكد رسميا بعد.
وتشير السلطات الإسبانية إلى أن المهاجرين قدموا من الجزائر ، في وقت تستمر فيه إسبانيا في احتلال موقعها كإحدى أهم بوابات الهجرة غير النظامية نحو أوروبا، إلى جانب إيطاليا واليونان.
وبحسب بيانات وزارة الداخلية الأخيرة، فقد وصل خلال الأشهر الثمانية الأولى من هذا العام أكثر من 21,700 مهاجر بحراً إلى إسبانيا، من بينهم ما يزيد عن 12,000 إلى جزر الكناري. ورغم تراجع الأعداد هناك بنسبة تفوق 35% مقارنة بالعام الماضي، تظل جزر الكناري الوجهة الرئيسية للوافدين.
وعلى عكس التراجع للوافدين على جزر الكناري، سُجّل ارتفاع ملحوظ في أعداد الوافدين إلى جزر البليار في البحر المتوسط بنسبة 78,6%، ففي 11 أغسطس وحده، وصل نحو 600 مهاجر خلال ثلاثة أيام على متن أكثر من 30 قاربا، في رحلة بحرية محفوفة بالمخاطر تستغرق قرابة يومين. كما أنقذت السلطات الإسبانية في 19 أغسطس، 134 مهاجرا كانوا موزعين على ستة قوارب وصلت إلى محيط الجزر.
وزير الداخلية الإسباني، فرناندو غراندي-مارلاسكا، كان قد صرّح في مجلس الشيوخ في نوفمبر 2024 أن طريق الهجرة بين شمال أفريقيا وجزر البليار “ليس مستقرا بعد”، مشيرا إلى أن التعاون مع الجزائر ودول العبور أدى إلى إحباط نحو 40% من محاولات المغادرة وتفكيك شبكات تهريب عديدة.
