عوض الشاعري
القارئ يتأثر ويتفاعل مع شخصيات القصة أو الرواية .. يفرح لفرح البطل مثلاً ، ويحزن عندما يمر هذا البطل بأزمة ما ، ويكره الشخصيات الشريرة ، وهذا يتوقف على براعة الكاتب في إيصال الفكرة وكيفية التعبير عنها ، وعلى مهارته أيضاً في رسم عوالم تستدرج المتلقي وتأسره لبعض الوقت ، وربما تترك لديه مفهوما مغايرا لما كان ينتهجه قبل قراءة النص ، قد يكون أملاً جديداً ، أو رؤية مختلفة لعالم أفضل على سبيل المثال .
…………………………………
تجربتي مع الكتابة هي محاولات ومشاكسات يفرضها علي قلمي بين فترات متباعدة أحاول فيها أن استدرج قريحتي وتدوين ما أقدر عليه من أفكار أو تداعيات أرى أنها جديرة بالتوثيق أو بالكتابة، أرى ان الكتابة حلم جميل أحاول أن أراه كل مساء رغم عناده، وعلى الرغم من محاولة اقتناصه باستمرار وتوفير معظم الفخاخ الجميلة للحصول عليه، إلا أنه كثيراً ما يهرب مثل عصفور مشاكس.
………………………………..
الكاتب ابن بيئته لا يستطيع أن ينسلخ عن محيطه ، حتى وإن حاول التحليق في عوالم الخيال والفنتازيا ، فلابد أن يشرئب المكان بعنقه من بين سطوره ولو على استحياء أو عن طريق التلميح ، ولابد للقارئ أن يشم رائحة المكان من خلال الصور أو الكلمات أو عبر مسامات نسغ النص بطريقة ما ، حتى وإن حاول الكاتب بأسلوبه مواربة ذلك ، إلا أن المكان كأحد العناصر في القصة يظل موجوداً وأن كان باهتاً ومشوشاً لدى كثير من الكتاب ، وأن كان أطلالاً أو وهماً أو حلما أو عالماً يختلقه المبدع ، ويتمنى أن يبني مدينته الفاضلة.
……………………………….
كلنا يجيد الحكي ، نحن شعب حكاء، غير أن بعضنا وهبه الله تصفيف العبارات وجعلها تمسك مفردة بأخرى في تناغم جميل يسلب اللب ويصيبك سحره منذ الوهلة الأولى، والكتابة بالنسبة لي هي الروح والحياة والباب إلى عالم مدهش ترآى لي ذات مساء.
