سالـم العوكلي
أو…
على سرج وثير
رديني إلى مهجع
أرى منه النجوم
إلى مرد المنجل
تحت دثار السنابل
أسكب الماء
على شحم الأيادي
مقايضا
رغوة الصابون برحمة الوالدين
ومغدقا زادي من الريبة
على كل وجه واثق
………
موقوت دمعي الخصب
برعشة مزمار
يتوضأ القلب
ليس بيدي
خرق المواعيد
التي تاجرت بوقتي
وليس بقدمي سوى دروب
تحاشت وحل المسالخ
ومضت في السفوح
تترصد ساكنة الوادي البعيد
……….
أمحو تجاعيد اليد
بكيروسين الموقد
ساردا على ضوء اليراعة
حنكة الظل
يرسم على الرواق كائنات لا تحد
ممشوقا كمسواط رغوة
ولجت شوارع لا تفهم شعري
أحيك من صوف الخرافة
نور فتارينها
نورس يمتص روحي العزباء هناك
ومقالع الحجر
يغفو على خشب النوافذ غبارها
مدينة تربت معي في القماط
أدخر في صندوقها
عكازي …
هائما في شوارعها النحيلة
أجر الخطى
إلى كل جدار وردي
فترد بوحي أزقتها اللاطمة
………
من هنا
مر شاعرها الكاشف
حادي الوهم إلى برتقال الوعود
يلمع في نظارته بريق وطن
وفي خطاه المائجة
قواف تترنح في بحر يضيق
على برد المساطب
ألقى حزمة الحطب
وغنى عيدها دون كعك
في كل مأتم له سؤال
ومن كل منور له دخان
عاث في روع المدينة خرابا حالما
وزمجر برحاه
حيث الهمس مائدة الخائفين
ماطاق ليله دونخمر
ولا طاق السكوت
من هنا مرت شعائر الجسد
المولع بالبخور …
عين سوداء
تثقب عتمة اللحاف الأبيض !!!
يتهادى فوق الكاحل المترع
كرذاذ من النسيان
ونقر الكعب النحيل
يتلو على مسمع البلاط
آياته الخرساء
أو…
هنا كان جرده الأبرص
مشتعلا بالدفوف
يحصي بنات المدارس
على عقيق المسبحة
ذارفا خوفه من عطن الفاكهة
آه .. ياصمت النحاس
كيف تتلمذ البارود على رائحة الياسمين
وكيف اندثر الجسر القديم
كيف تخثر السحلب
على الطاولة الفارغة
كيف تشرد الصيف في صمغ الرطوبة
باحثا عن مقهاه الضليل
كيف تقشرت حوافر الحصات
ومات في عربته الصهيل
كيف استدار الزمان
وجار حبق الظل
على قامة النخيل ؟!!!
