أعاد تحليل علمي جديد اكتشاف قديم إلى دائرة الضوء، بعد أن كشف باحثون أنّ جمجمة عُثر عليها قبل عقود في وسط الصين، تعود إلى نحو مليون سنة، وقد تُغيّر الفهم السائد لتاريخ تطوّر الإنسان.
الجمجمة التي وُجدت على ضفاف نهر في منطقة يونشيان بمدينة شيان بمقاطعة هوبي، كانت متضرّرة ويصعب تصنيفها، لكن فريق من العلماء أعاد بناءها رقمياً باستخدام تقنيات المسح المقطعي والتصوير الضوئي، ليتضح أنّها تنتمي إلى السلالة ذاتها التي تشمل ما يُعرف بـ”رجل التنين” والـ”دينيسوفانيين”، وهما مجموعتان بشريتان قديمتان غامضتان.
وأوضح الباحثون، في دراسة نُشرت بمجلة Science، أنّ تصنيف الجمجمة ضمن أسلاف الـدينيسوفانيين يشير إلى أنّ هذه المجموعة ظهرت في وقت أقدم بكثير مما كان يُعتقد، مما يغيّر الجدول الزمني لأنواع مثل الإنسان الحديث (Homo sapiens) والإنسان النياندرتالي (Homo neanderthalensis).
وقال عالم الإنسان القديم في المتحف الطبيعي بلندن والمشرف على الدراسة كريس سترينجر، إنّ “النتائج تُظهر أن أسلاف البشر انقسموا إلى مجموعات مميزة قبل مليون سنة، وهو ما يعكس انقسام تطوّري أعمق وأكثر تعقيد مما اعتُقد سابقاً، وأضاف أنّ قبول هذه النتائج على نطاق واسع قد يؤخّر ظهور نوع الإنسان الحديث بنحو 400 ألف سنة.
وأفاد المؤلف الرئيسي للدراسة من جامعة شانشي بالصين شياوبو فنغ، أنّ إعادة دراسة الجمجمة كانت ضرورية، بسبب موثوقية تأريخها الجيولوجي وأهميتها في فهم مراحل مبكرة من تطوّر الإنسان.
واعتمدت الدراسة على تحليل أكثر من 100 جمجمة بشرية وفكّ متحجّر لإعادة بناء “الشجرة التطورية” للأنواع البشرية، بالتعاون بين سترينجر والباحث الصيني شيجون ني من معهد علم الحفريات الفقارية ببكين، وأظهرت النتائج أن أصول الإنسان الحديث والنياندرتاليين والدينيسوفانيين أقدم بكثير مما هو موثّق في الدراسات السابقة.
ويُنتظر أن تُسهم دراسة جمجمة ثالثة اكتُشفت عام 2022 في الموقع ذاته، في اختبار صحة هذه النتائج، وتوضيح مزيد من التفاصيل حول فروع شجرة العائلة البشرية القديمة.
