احتفل الباحثون في شركة “كولوسال بيوساينس” الأميركية بعيد الميلاد الأول لاثنين من الذئاب الرهيبة المستنسخة، أطلق عليهما اسم “رومولوس” و”ريموس”، ليشكلا أول جيل من نوع منقرض يعود إلى الوجود بعد أكثر من 12 ألف عام، ما أثار موجة من الحماس العلمي والجدل الأخلاقي في الأوساط الأكاديمية.
الجراء الثلاثة وُلدت ضمن مشروع علمي غير مسبوق في علم الوراثة، استخدم فيه العلماء الحمض النووي القديم المأخوذ من حفريات الذئب الرهيب، إلى جانب تعديلات جينية على الذئب الرمادي، بهدف إعادة إنتاج كائن قريب من النوع الأصلي الذي انقرض في نهاية العصر الجليدي الأخير.
ويُعد هذا الإنجاز محاولة لإحياء أحد أشهر مفترسات العصر الجليدي، الذي عاش في أميركا الشمالية والجنوبية قبل انقراضه منذ نحو 10 آلاف عام، وقد استند العلماء في معرفتهم به إلى آلاف الهياكل العظمية التي اكتُشفت في حفرة قطران لابريا بمدينة لوس أنجلوس، والتي تعد من أغنى مواقع الحفريات في العالم.
لكن المشروع أثار جدل واسع في الأوساط العلمية، إذ يرى بعض الباحثين أن الكائن الجديد لا يُعد نسخة حقيقية من الذئب الرهيب، نظراً لاعتماده على جينات الذئب الرمادي المعدلة، وليس على الجينوم الكامل للنوع المنقرض، فيما اعتبر آخرون أن هذه التجربة تمهّد الطريق نحو ثورة علمية قد تغيّر مستقبل علم الأحياء من خلال إعادة إحياء أنواع اندثرت منذ آلاف السنين.
وتشير الدراسات إلى أن الذئاب الرهيبة القديمة كانت تعتمد على القوة العضلية في الصيد، وتعيش في مجموعات منظمة قادرة على قتل فرائس ضخمة مثل الماموث والبيسون القديم، قبل أن يؤدّي تغيّر المناخ وانقراض هذه الفرائس إلى زوالها، مع صعود الذئب الرمادي الأكثر تكيفاً.
ويُنظر إلى التجربة على أنها خطوة جريئة في مجال الهندسة الوراثية، تطرح تساؤلات حول حدود العلم، وإمكانية تكرار الحياة لأنواع لم تعد جزءاً من الطبيعة منذ آلاف السنين.
