قالت منظمة البحث والإنقاذ الإنسانية “إس أو إس هيومانيتي”، في منشور لها على منصة “إكس” يوم السبت، إن شخصين توفيا بعد عملية إنقاذ معقدة، فيما رفضت السلطات الإيطالية السماح للسفينة بإنزال الناجين في ميناء قريب.
وأضافت المنظمة أن 41 شخصاً كانوا في حالة استغاثة لأكثر من أربعة أيام على قارب مطاطي مكتظ، وأن طاقم السفينة وصل إلى الموقع بعد تلقي نداء استغاثة، ليكتشف أن عدداً من المهاجرين كانوا يعانون من الإرهاق الشديد، بينما فارق اثنان منهم الحياة قبل الوصول.
ورغم خطورة الوضع الصحي للناجين، لم تسمح السلطات الإيطالية بإنزالهم في أقرب ميناء بجزيرة لامبيدوزا، وهو الخيار الأسرع لتقديم الرعاية العاجلة، وبدلاً من ذلك وجّهت السفينة إلى ميناء بعيد في جنوب البلاد.
ووفقا للسياسات التي بدأت الحكومة الإيطالية تطبيقها في السنوات الأخيرة ، فإن السلطات غالبا ما توجه سفن الإنقاذ إلى موانئ تقع في جنوب البلاد أو في البر الرئيسي، بعيدا عن أقرب نقطة وصول. ويأتي ذلك في إطار ما تسميه الحكومة “تنظيم عمليات الإنزال” وتقليل الجاذبية الجغرافية لجزيرة لامبيدوزا، التي تُعد نقطة الدخول الرئيسية للمهاجرين عبر المتوسط.
وتبرر الحكومة هذا النهج بضرورة توزيع المسؤوليات ومنع تكدس المهاجرين في جزيرة واحدة. وتعاني لامبيدوزا بالفعل من اكتظاظ مزمن في مراكز الاستقبال، وهو ما تستخدمه الحكومة ذريعة لإعادة توجيه السفن إلى موانئ أخرى.
وشدّدت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني على أن تضع القانون فوق كل الاعتبارات وقالت “هناك بديل ملموس وممكن يضع القانون في المقام الأول، ويحارب المافيا في البحر، ويبني نموذجاً للتعاون الإنمائي يمكنه معالجة الأسباب الجذرية للهجرة”.
كما اعتبرت محاربة تهريب المهاجرين من أساسيات الحد من الهجرة، ووصف عملية تهريب المهاجرين بأنها أنشطة تجارية مربحة وشكل من أشكال العبودية الحديثة للبشر وتسببت بوفاة اكثر من تسعة آلاف شخص على طرق الهجرة، ولذلك لا بد من محاربتها بكل الوسائل الممكنة.
