نشرت الصحفية البريطانية “إيزابيل أوكشوت”، تقريرا على صحيفة “تليغراف” ، بعد زيارتها إلى ليبيا، تطرقت فيه إلى أزمة الهجرة غير الشرعية ، خاصة عبر الصحراء الليبية.
أوكشوت سلطت الضوء في تقريرها على “بحر الرمال الأعظم” الذي يمتد من غرب مصر الى شرق ليبيا، والذي وصفته بإحدى أخطر طرق الهجرة غير الشرعية التي يسلكها ألاف المهاجرين للوصول إلى أوروبا عبر ليبيا.
الهجرة غير الشرعية… من الأمل إلى المقابر
قالت أوكشوت في تقريرها إن المهاجرين الأفارقة يتدفقون أسبوعيًا ، إلى داخل ليبيا، في محاولة للوصول إلى السواحل الليبية ومنها إلى أوروبا. ولكن الحلم كثيرًا ما يتحول إلى كابوس. فواحد من كل أربعة مهاجرين يموت أثناء عبوره الصحراء.
وأضافت:” مؤخرًا، وخلال حملة تفتيش روتينية لقوات حرس الحدود الليبية، تم العثور على خمس جثث متحللة لمهاجرين في عمق الصحراء، لا تزال ملتصقة ببقايا ملابسهم، وتم نقلها من قبل متطوعي الهلال الأحمر الليبي لدفنها بكرامة.
الرحلات التي تقودها شاحنات متهالكة يقودها مهربون غير مؤهلين غالبًا ما تنتهي بكوارث، إذ تُترك المركبات حين تغوص في الرمال، ويُجبر الركاب على إكمال الطريق سيرًا على الأقدام حتى ينهاروا.”

جهود القوات المسلحة في الحد من الهجرة
أشادت الصحفية البريطانية بجهود الجيش الوطني بقيادة المشير خليفة حفتر، في الحد من موجات الهجرة غير الشرعية وسط ضعف الإمكانيات وغياب الدعم الدولي و في ظل العقوبات الأممية، قائلة:”لا تمتلك ليبيا الطائرات ولا الطائرات المسيّرة ولا حتى قطع الغيار لأسطولها القديم، رغم ذلك، تُبذل جهود كبيرة لمراقبة مثلث الصحراء بين السودان ومصر وليبيا، وقطع الطريق على شبكات التهريب قبل وصول المهاجرين إلى الساحل، وهناك تعاون محدود مع أوروبا، رغم دعوات متكررة من الجانب الليبي لمزيد من الدعم.”
الحقوق والانتقادات الدولية
رغم الجهود الليبية، قالت أوكشوت” إن السلطات الليبية تواجه انتقادات حقوقية متزايدة بشأن معاملة المهاجرين في مراكز الاحتجاز. بينما تؤكد الجهات الليبية أن المعاملة إنسانية ومحترمة، تشير منظمات دولية إلى غياب “المعايير الدولية” في هذه المراكز، خاصة عند مقارنتها بالخدمات الفندقية التي يحصل عليها بعض طالبي اللجوء في أوروبا.”

شرق ليبيا… استقرار ونهوض اقتصادي
وعن زيارتها إلى ليبيا قالت أوكشوت، “يظهر شرق ليبيا، وتحديدًا مدينة بنغازي، بصورة مختلفة تمامًا، فهناك مؤشرات واضحة على تعافي اقتصادي وتحول عمراني لافت. المدينة التي كانت في قبضة تنظيم “داعش”، باتت اليوم مركزًا يزدهر بالمطاعم والمقاهي ومشاريع تطوير كبرى، تشمل فنادق ومنتجعات وحدائق عامة، وحتى ملعب جولف.”
وأشادت بدور نائب القائد العام الفريق ركن صدام حفتر، في تقديم رؤى حديثة وسياسات خارجية مرنة، شملت زيارات رسمية لواشنطن وباريس وروما، ومحاولات لبناء علاقات جديدة “.
طرابلس تحت سيطرة الميليشيات… وحكومة بالاسم فقط
كما تطرقت الصحفية البريطانية الى ما شهدته في الغرب الليبي، خلال زيارتها الى ليبيا وقالت في تقريرها:” تبدو الصورة مختلفة تمامًا عن شرق البلاد. لا تزال العاصمة طرابلس غارقة في حالة من الفوضى، تسيطر عليها ميليشيات متناحرة وتجار مخدرات وسلاح، ما يُقوّض عمل الدولة ويعيق أي جهود نحو الاستقرار.”
ووصفت حكومة الوحدة الوطنية التي تتخذ من طرابلس مقرًا لها، بأنها في الواقع حكومة بالاسم فقط، وأضافت أنها بالكاد تفرض سيطرتها على العاصمة، دون قدرة تُذكر على إدارة باقي المناطق.
وأشارت أوكشوت الى أن المراقبين يصفون حكومة الوحدة ب “حل مؤقت وغير فعال”، في ظل تعثّر مسار الانتخابات الوطنية التي طال انتظارها، ما يترك البلاد رهينة تجاذبات سياسية وأمنية، وسط غياب واضح لمؤسسات الدولة الحقيقية.
