بفضل جهود القوات المسلحة بدأت في المنطقة الشرقية عملية واسعة لإعادة الإعمار تحت قيادة المهندس بالقاسم حفتر بعد ما يقارب العشر سنوات من مجابهة الإرهاب الذي تسبب في ضرر كبير للبنى التحتية هناك.
مدينة بنغازي العامرة
يصف تقرير صحيفة ذا تليجراف البريطانية أن المشهد في بنغازي بأنه مغاير تمامًا لما كان عليه قبل سنوات، إذ أصبحت المدينة تعجّ بالحركة والنشاط، وتنتشر فيها المقاهي الحديثة والمطاعم الراقية ومراكز التسوق الجديدة، في مؤشر واضح على عودة الحياة المدنية وازدهار الاقتصاد المحلي.
كما تشهد المدينة مشاريع تنموية واسعة النطاق، من بينها تطوير الواجهة البحرية بالتعاون مع شركات إماراتية كبرى، وإنشاء فنادق فخمة وأبراج سكنية وتجارية وملاعب للجولف وحدائق عامة، إلى جانب بناء جسور جديدة وتوسعة الطرقات.
وأضاف التقرير أن هذه المشاريع، تعكس رؤية جيل جديد من القيادات في الشرق، وعلى رأسهم الفريق صدام حفتر، الذي يتولى منصب نائب قيادة القوات المسلحة ويُوصف بأنه “قيادة شابة تسعى لتحديث المؤسسة العسكرية والانفتاح على التعاون مع الغرب”، وتحت إدارة مدير عام صندوق التنمية وإعادة إعمار ليبيا المهندس بالقاسم حفتر.


نسبة الإنجاز ببنغازي
ويعتبر صندوق التنمية وإعادة إعمار ليبيا برئاسة المهندس بالقاسم حفتر، يعمل بعيدًا عن أي تجاذبات سياسية، واستطاع منذ مطلع فبراير 2024، فتح أكثر من 70 مشروع عمل داخل بنغازي لوحدها.
وحقق الصندوق حتى الآن أكثر من 50% من الأعمال، والتي لاقت استحسانا لدى شريحة كبيرة داخل هذه الأحياء السكنية، وذلك حسبما نقلت قناة سكاي نيوز.
من جانبها ذكرت قناة الجزيرة في تقرير لها أن بنغازي نجحت في استقطاب اهتمام دولي، إذ وقّعت 17 مذكرة تفاهم مع شركات إيطالية تغطي قطاعات مثل البناء والطاقة والتحول الرقمي.
كما استضافت المدينة في عام 2025 المنتدى الاقتصادي الليبي الإيطالي، ومعرض “ليبيا بيلد 2024″، مما عزز ثقة المستثمرين الأجانب بشرق ليبيا.
وتُظهر بيانات مجلة “أفريكان بزنس” وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي أن مشاريع الطاقة والمياه نالت حصة كبيرة من التمويل، مع رفع إنتاج الكهرباء الوطني إلى 8200 ميغاوات، وإنشاء 62 محطة معالجة مياه جديدة على مستوى البلاد، من بينها محطات عديدة في بنغازي. مشاريع في جليانة.
ومن جانبه أكد صندوق التنمية وإعادة الإعمار استمرار العمل في مشروع تطوير منطقة جليانة، الذي يتضمن إنشاء 5 كباري وملعب غولف. وقال الصندوق في بيان له صدر منتصف الشهر الماضي إن الشركة المُكلفة تواصل الأعمال، التي تشمل أيضا تطوير البحيرة، بينما وصلت نسبة الإنجاز إلى 68% «في واحد من أبرز المشاريع الحيوية التي ستُسهم في إبراز واجهة مدينة بنغازي».
وفي منتصف أغسطس الماضي، كشف الصندوق تفاصيل مشروع تطوير بحيرة جليانة، والمناطق المحيطة به، إذ قال مدير المشروع، المهندس تركاي أردوغان، إن الأعمال تجرى على مساحة نحو مليون و700 ألف متر مربع، منها 600 ألف متر مربع مساحة البحيرة، ومليون و100 ألف متر مربع في المناطق المحيطة بها، وتتضمن الأعمال تنظيف وتجميل البحيرة، وإنشاء مسار جري بطول 5100 متر، ومسار للدراجات الهوائية في المنطقة، كما سيجرى إنشاء ملاعب رياضية وملاعب للأطفال، وملعب غولف مكون من تسع حفر، ومقاهٍ ومطاعم.

وفي نوفمبر الماضي، بدأت إزالة الجسور المُتهالكة في الطريق الرابط بين جسر الحديد بطريق طرابلس وصولا لجسر جليانة وجسر المدينة الرياضية، لبدء أعمال الإنشاءات الجديدة وفقاً لخطة وضعها صندوق إعادة الإعمار، لتغيير وجه المنطقة وتطويرها.
إعمار درنة
وبالنسبة لدرنة، أفاد التقرير الصادر عن قناة الجزيرة، أنه تم تخصيص نحو 10 مليارات دينار ليبي لصندوق إعادة الإعمار تحت إشراف المهندس بلقاسم حفتر، مشيرا إلى إعلان السلطات في ليبيا إنجاز 70% من أعمال الإعمار، من مساكن ومدارس إلى مستشفيات.
إعمار الشرق
وكان رئيس لجنة إعادة الإعمار والاستقرار السابق حاتم العريبي، قد صرح في يونيو من العام 2023، إن التكلفة الإجمالية لما تم التعاقد عليه لإعمار المنطقة الشرقية تتراوح بين مليار ونصف الميار والملياري دولار، حسبما ذكرت سكاي نيوز.
وأضاف: “الكل يعمل، استقطبنا عدة شركات دولية ومحلية من غرب البلاد هي اليوم تعمل في كل أريحية داخل مدينة بنغازي”.
من جانب آخر، أشار تقرير صادر عن البنك الدولي إلى أن القطاع غير النفطي في ليبيا شهد نموا بنسبة 7.5% في عام 2025، مما يفتح آفاقا أمام مدن مثل بنغازي ودرنة، إذا ما تم تحسين مناخ الأعمال وضمان الاستقرار المؤسسي والإداري.


وفي سياق آخر، قالت صحيفة ذات تليجراف البريطانية، إنه في الوقت الذي ما زالت فيه مناطق الغرب تعاني من الانقسام السياسي والنزاعات بين المجموعات المسلحة، تشهد مناطق الشرق تحولًا ملحوظًا في مسارها نحو الاستقرار والتنمية، بفضل الجهود التي تقودها القوات المسلحة الليبية بقيادة المشير خليفة حفتر، وما تحقق خلال السنوات الأخيرة من نجاحات أمنية وعمرانية ملموسة.
ولفت التقرير الذي ترجمته “المنصة” إلى أنه بعد سنوات من الفوضى والانفلات، تمكنت القوات المسلحة من تطهير مدينة بنغازي ومدن الشرق من الجماعات الإرهابية والمتشددة، لتتحول المدينة اليوم إلى أحد أبرز نماذج التعافي في ليبيا من محاربة الإرهاب والجريمة المنظمة .
ويرى مراقبون أن ما تحقق في شرق ليبيا خلال السنوات الماضية يعكس نجاحًا في فرض الأمن ومحاربة الإرهاب والجريمة المنظمة، إلى جانب إعادة بناء مؤسسات الدولة وتفعيل عمل الأجهزة الأمنية، وهو ما منح المنطقة الشرقية صورة أكثر استقرارًا مقارنةً ببقية مناطق البلاد.
من هنا يمكن التأكيد على أن التحول في بنغازي وشرق ليبيا يمثل خطوة نحو إعادة بناء ليبيا الحديثة، ويُبرز إمكانية تحقيق نهضة حقيقية حين تتوفر الإرادة السياسية والقيادة الموحدة، حتى في ظل التحديات الدولية والاقتصادية التي تواجه البلاد.
