أشاد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بمستوى العلاقات الجيدة التي تربط بلاده بدول الخليج العربية، مؤكدًا أن الجزائر “لا تواجه أي خلافات” مع أي من هذه الدول، باستثناء دولة واحدة رفض ذكر اسمها، في وقت كشف فيه عن استرجاع الجزائر 30 مليار دولار من الأموال المنهوبة خلال السنوات الماضية، واستمرار الجهود لاستعادة بقية الأرصدة المهربة إلى الخارج.
وقال تبون، في مقابلة خاصة بُثّت على التلفزيون الجزائري عقب زيارته إلى مقر وزارة الدفاع الوطني، إن “الجزائر تتعامل يوميًا مع أشقائها في السعودية وقطر وسلطنة عُمان والكويت والعراق بكل ودّ واحترام، ولا توجد أي مشكلات معهم”، مضيفًا أن “المشكل فقط مع من يريد الخراب في بيتي لأسباب مشبوهة، ويتدخل في أمور منعنا دولًا عظمى من التدخل فيها”.
وشدد على أن الجزائر “ترفض تدخل أي طرف في شؤونها الداخلية”، وأنها “تتحلى بالصبر، لكن للصبر حدود”.
وفي الشأن الاقتصادي، أعلن الرئيس تبون أن الجزائر نجحت في استعادة نحو 30 مليار دولار من الأموال المنهوبة، بفضل تعاون عدد من الدول الأوروبية، مشيرًا إلى أن إسبانيا سلّمت أحد الفنادق الذي تم شراؤه بأموال مهربة، في حين تجري مفاوضات مع دول أخرى لتسليم الأصول المرتبطة بملفات الفساد السابقة.
وأكد أن مكافحة الفساد “أنقذت الاقتصاد الوطني من الانهيار”، موضحًا أن حجم الاستيراد المزيف بلغ في فترات سابقة 62 مليار دولار.
كما جدد تبون رفض الجزائر اللجوء إلى المديونية الخارجية رغم العروض المقدمة من مؤسسات دولية، من بينها مجموعة “بريكس” والبنك الإفريقي للتنمية، مؤكدًا أن بلاده تسير نحو تصنيفها كـ“دولة ناشئة” بدخل قومي قد يتجاوز 400 مليار دولار سنويًا.
وأوضح أن مؤشرات الاقتصاد الوطني تشهد تحسنًا ملحوظًا مع تزايد جاذبية السوق الجزائرية للاستثمارات الدولية، وارتفاع مساهمة الصناعة في الناتج المحلي.
واختتم الرئيس الجزائري تصريحاته بالتأكيد على أن بلاده تحافظ على استقلالية قرارها السياسي وتوازن علاقاتها الدولية، مشيرًا إلى أن “الحدود الوطنية مؤمّنة بفضل قوة الجيش الوطني الشعبي”، وأن الجزائر ماضية في مسارها نحو تعزيز التنمية والاستقرار والحفاظ على علاقاتها “الطيبة مع الدول الشقيقة والصديقة”.
