حذّر المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا، جير بيدرسن، من أن البلاد قد تواجه مصيراً مشابهاً لليبيا إذا لم تُنفذ التغييرات السياسية الموعودة، مشيراً إلى أن الأوضاع الحالية تضع سوريا “على حافة الهاوية”.
وفي حديثٍ مع صحيفة فايننشال تايمز البريطانية، قال بيدرسن إن الرئيس السوري أحمد الشرع “بحاجة إلى ما أصفه بتصحيح المسار”، موضحاً أن على القيادة السورية إقناع المواطنين بأن هذه المرحلة تمثل “بداية جديدة بعد ديكتاتورية بشار الأسد”، وليست “نظاماً استبدادياً جديداً بثوب مختلف”.
وأشار المبعوث الأممي إلى أن استبعاد الأقليات من العملية الانتخابية وغياب الثقة بين مكونات المجتمع السوري يهددان باندلاع موجة جديدة من العنف الطائفي، في ظل بطء وتيرة الإصلاحات السياسية.
وتستعيد الصحيفة البريطانية المقارنة بين ليبيا وسوريا، مذكّرة بأن الثورة في ليبيا عام 2011، التي دعمتها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، انتهت سريعاً بسقوط نظام معمر القذافي، لكنها تركت البلاد منقسمة منذ عام 2014 بين إدارتين متنافستين في الشرق والغرب.
غير أن الخبير السوري في مجموعة الأزمات الدولية، نَـنّار حواش، قال لموقع دويتشه فيله إن “الدولة السورية لم تنهَر بالكامل كما حدث في ليبيا”، مشيراً إلى أن البلاد، رغم انقسامها إلى مناطق نفوذ، ما تزال تعمل تحت مظلة “حكومة مركزية واحدة”.
وأضاف أن القوى الإقليمية والدولية مثل تركيا والأردن والعراق والولايات المتحدة ودول الخليج لا ترغب في رؤية سوريا تتحول إلى “دولة فاشلة” لما لذلك من تداعيات خطيرة على أمن المنطقة.
من جانبها، اعتبرت كيلي كامبا، نائبة رئيس فريق الشرق الأوسط في معهد دراسة الحرب بواشنطن، أن “غياب الثقة والأرضية السياسية المشتركة بين حكومة الشرع وبقية مكونات المجتمع السوري يمثل تحدياً حقيقياً للحكومة الجديدة”.
ويأتي هذا التحذير الأممي في وقتٍ تسعى فيه الأمم المتحدة إلى إحياء العملية السياسية السورية وفق خريطة طريق جديدة بعد مرحلة ما بعد الأسد، وسط انقسامات داخلية وضغوط إقليمية متزايدة.
