الأخبار الشاملة والحقيقة الكاملة​

2025-12-05

10:31 صباحًا

أهم اللأخبار

2025-12-05 10:31 صباحًا

أديبة طيفها يقتفي أثر الغائب والحاضر وتقرأ بتلطف رسائل حب الفلاسفة

انتصار بوراوي

انتصار بوراوي

بوراوي حين قرأت أثر الغائبين للروائية نهلة العربي كتبت :

تسرد الصحافية والروائية نهلة العربي، في روايتها “أثر الغائبين”، الصادرة عن دار السراج للنشر والتوزيع سيرة الألم وتفاصيل المرض الذى يخاف الكثيرين من مجرد ذكر اسمه ،“السرطان”  المرض الخبيث الذى يحل فجأة بجسد  الإنسان فيزرع فيه ألم فوق تحمل الطاقة البشرية، وبالقوة والعزيمة يحارب مريضه حلوله في جسده، وهذا ما فعلته الروائية نهلة العربي التي روت في روايتها الثانية ، قصة معايشتها للمرض الذى داهمها بغتة ،وهز كيان أسرتها الصغيرة المتكونة من زوجها وابنها آدم” الذى توجه حديثها له طيلة الرواية بضمير المتكلم فتذكره بالاسم وتصرح من خلال روايتها بأن الرواية موجهة إليه كي يقرأها ،عندما يكبر ويدرك تفاصيل معايشتها للمرض وتأثيره على علاقتها به وبوالده بكل شفافية ودون مواربة وبشجاعة سردية استوقفني عنوان الرواية الذي يعطى للغياب ملمحا كبيرا ولكن لا غياب لمن يمتلك القوة والشجاعة لرواية تفاصيل الوجع والألم فالرواية هي أثر باقي ضد شراسة المرض وحضور وديمومة خالدة لا يفنيها مرض ولا غياب.

هي انتصار بوراوي ابنة بنغازي الشغوفة بكل ما ينشر في المشهد الثقافي الليبي خاصة والعربي عامة خريجة جامعة قاريونس ( بنغازي حاليا ) في العام 1993 م اهتمامها تعدى القراءة ثم الترك بل التمعن والتدقيق والنقد الانطباعي والنقد المبني على أسس للروايات والقصص الكثيرة التي قرأتها والتي تعدت الأدباء الليبيين إلى العرب وحتى الأجانب عبر كتبهم المترجمة .. وعنها فهي تكتب القصة القصيرة المقال بكافة مشاربه ( الثقافي/ الاجتماعي/  الوطني ) .. حاليا هي موظفة بدار الكتب الوطنية التي بدأت فيها منذ يناير 1996 م قبل تعيينها بالدار كانت في العام 1994 م محررة بمجلة(لا) وفي مجال أحبته وبرعت فيه تستمر فكانت عضو هيئة تحرير بصحيفة الأحوال 2012م وعضو هيئة تحرير بمجلة ثقافة   2013 م . كما تولت في العام 2014 رئاسة تحرير مجلة المرأة

عن تجربتها بالصحافة بشكل عام وعن ترأسها تحرير مجلة المرأة لها وجهة نظر تعلن فيها //

بعد عملي القصير في مجلة  “ لا ”  توجهت للعمل بدار الكتب الوطنية ، التي منحتني فرصة للقراءة والكتابة، وفى نفس الوقت كنت أبعث مقالاتي وقصصي للنشر في الملفات الثقافية للصحف التي تصدر في التسعينيات: الشمس، أخبار بنغازي، الجماهيرية . ومنذ العام 2011 م نشرت مقالاتي الثقافية والاجتماعية التي تخص المرأة في كثير منها، ثم أصبحت عضو تحرير بصحيفة الأحوال التي كانت تصدر في بنغازي ثم بمجلة “ الثقافة ” التي كانت تصدر من وزارة الثقافة ، ثم أوكلت لي مهمة رئاسة تحرير مجلة المرأة التي حققت من خلالها حلمي باستئناف صدور  مجلة خديجة الجهمي، وأنجزت مع فريق من الصحافيات أعداد شهد لها الكثيرون بالتميز والاختلاف بالطرح في المواضيع ،التي ناقشت قضايا المرأة المسكوت عنها، ولكن للأسف كعادة كل المشاريع الصحافية والثقافية في بلادنا ، توقفت المجلة نتيجة الحرب وانقسام المؤسسات بين الشرق والغرب ولكن  بقيت  تجربة رئاسة تحرير مجلة المرأة بالنسبة لي هي  أجمل تجربة صحافية حققت ، فيها حلمي الصحفي ولو لوقت قصير .

أحبت ما تبدع لأنها بالنسبة للقصة القصيرة تقول .. ( القصة هي التي جذبتني إليها ) فتستلهمها من الأحداث  والشخصيات حولها وهى كحالة إبداعية مختلفة عن كتابة المقال النقدي أو الأدبي الذى يحتاج لدراسة وتمعن عقلي والمقال النقدي تصرح حين سئلت عنه قائلة :

 الذى  يعمل على  الكتابة النقدية إنما يكتب عن الكتب التي تستفز فيه مكامن الجمال أو الأسئلة  المختلفة ، وأغلب ما أقوم به من كتابات عن الرواية والشعر وغيرهن من مجالات الأدب والفكر ، هو محاولة  متواضعة منى للإشارة لقارئ مجهول بأن ثمة جمال هنا عليك الاطلاع عليه والنقد في بلادنا شحيح وهناك إصدارات شعرية وروائية وقصصية  وفى أدب المذكرات والسيرة لا يعرف عنها القارئ شيء، نتيجة عدم الكتابة عنها و إظهار جمالياتها لهذا أرى من واجبى كقارئة متذوقة للجمال الإبداعي بكافة أجناسه، وككاتبة مهتمة  بالكتابة الإبداعية المتميزة أن أكتب وأنشر مقالات  تلامس تخوم الأعمال الإبداعية  المهمة  وتستنطق جمالياتها وتنقد مكامن الضعف فيها أحيانا.

_ تولت لفترة عضوية مجلس إدارة دار الكتب الوطنية بنغازى.

_ شاركت بعضوية اللجنة العليا بنغازى عاصمة للثقافة 2013.

_ شاركت بعضوية اللجنة الإعلامية لليبيا ضيف شرف معرض القاهرة للكتاب 2013..

_ عضو محرر بالصحيفة التي صدرت يوميا عن اللجنة الإعلامية.

كتبت أيضا عن فن النحت من خلال قصتها الجميلة حين قادتها خطواتها نحو دار أكاكوس في عام 2008 وتجذبها فقط لافتة الاسم “دار أكاكوس” وهي الدار التي كانت تقبع في شارع متفرع من منارة بنغازي ، فتنبهر بما رأت من منحوتات كثيرة تملأ المكان ثم تكتشف أن هناك في جانب من الدار يجلس علي الوكواك وفي يده منحوته يستغرق في تشكيلها كما رأت مخيلته تلك اللحظة رحمه الله .. فجهزت بعد أن خرجت من المكان الذي سحرها مقالا في بعض منه كما استقطعت أنا :

كان المبنى قديما، تعبق منه روائح التاريخ والمواد التي يستعملها الفنان لمنحوتاته فيما كانت هيئة الفنان النحات وصوت الموسيقى الغربية لأغاني البى جيز تضفي فنية هائلة على المكان، بدا لي أن ثمة سحرا في المكان بفنية المعروضات التي ينحتها الفنان بيديه بشغف ومحبة، وبأسلوب مبتكر لم يسبقه إليه أحد .

اقترب منى شخص قام بالتعريف بنفسه بأنه ضابط أمن مسئول على أمن وحماية المكان، ثم أشار للفنان المستغرق في عمله وأخبرني بأنه الفنان علي الوكواك، فسألته إذا كان هناك أي مانع من سؤاله بضعة أسئلة عن أعماله، فأجابني بالقول بأنه ليس هناك أي مانع، فاتجهت للفنان وسألته عن نوعية المواد التي يستخدمها في عمله فأخبرني بأن معظمها من الخشب والقماش؛ لأنه يجد مرونة معهما في تجسيد أعماله الفنية المتعددة من أقنعة و مجسمات وجوه، ومجسمات بشرية، ثم قام بإطلاعي على الغرفة التي يحتفظ بها بمجموعة من أعماله السابقة التي كانت معلقة على جدران الغرفة بالمئات، فوقفت مبهوتة ومندهشة من الروعة والسحر الذى تجلى أمامي، وشعرت وكأن تلك الوجوه حية تحدق هي أيضاً في وجهي وتنطق بالحياة .. كان كل وجه معبرا عن حالة نفسية أغلبها متشظية كأنها تعبر عن روح الفنان، فثمة دلالات للوجوه تنتقل ما بين الحزن والألم والصرخة المكتومة، والذهول والإحساس بالخيبة والانتكاس، لم يصادفني وجه سعيد أو يعلوه الفرح أو الحبور، فهل كان رسم الفنان على الوكواك لتلك الوجوه الحزينة والمتألمة والموجوعة هو إسقاط منه على حالته النفسية التي كان يعيشها في تلك الفترة مهملا، منزويا، في بيت عربي قديم متهالك بأحد شوارع خريبيش؟ دون أن يعرف بأعماله الفنية المذهلة إلا قلة من الزوار، قد تقودهم خطاهم صدفة للمكان، أو بضعة سواح أجانب تقوم الدولة بجلبهم للمكان من حين لأخر.. ربما هذا أحد التفسيرات لتلك القطع من الوجوه الفنية التي يصدح من تعابير وجهها الألم والحزن والغضب .

في قصتها طيف يهمس الخيال للواقع بعض ما كان يجب أن يكون فيها :

تهمس للرجل الذى يحاول أن يراها، بأنها مجرد طيف، وأن خياله فقط هو من صور له بأنها امرأة من لحم ودم ، …….. تبتسم من وراء الستار وتقول له : هذا ما تبقى فقط من المرأة التي ماتت هذه بقاياها التي تحدثك من خلف ألف ستار وستار ………………

لكن الرجل لا يريد تصديق بأنها محض طيف ويحاول أن ينفخ في روحها الحياة لتعود من جديد امرأة من لحم ودم تصهل بالفرح، وتغنى بصوتها الجميل كما كانت تفعل في حياتها الغابرة وتعلو ضحكاتها وهى تركض في طريقها لتحتضن الحب وتلمسه بيديها ، وتشم رائحته ……………

يمر طيفها أمامه ويعبره وينسل بهدوء من أيامه ، تنام بجانب أحبائها الموتى تحتضنهم وتسرد عليهم حكاياتها، تقبل عيون أحبائها الموتى الذين يعيشون رفقتها و يلمسون يديها بمحبة ، ويبتسمون وهم يتهاطلون في منامها تسير معهم سعيدة لأنها خلعت الأديم الأرضي وأوزاره ، وأصبحت شفافة، تدرجت في شفافيتها درجة درجة حتى تخلصت من كل أثقال الأرضي وتحولت إلى محض طيف…

صديقتها أيضاً التي فقدت أخاها منذ أشهر ، لا تصدق بأنها طيف امرأة ، ……….. تطلب منها أن تشاركها البكاء على الميت دون أن تعرف بأنها تعيش مع الموتى، تنغز مكمن جرح الموت بسكين الذاكرة فيتهاطل دم الجرح النازف ، ترجو صديقتها أن تصمت فنحيبها يوجع الموتى ويجعلهم يتقلبون في قبورهم ، ولكنها تصر كل ليلة على نكأ الجرح ، والبكاء فوق رؤوس احبائها الموتى ………..

يحدق شبحها فى وجه صديقتها ، دون أن تبكى أو يهطل من عينيها الدموع التى جفت من كثرة البكاء حين كانت امرأة من لحم ودم .

– صدر لها حتى تاريخ تجميعنا سيرتها العطرة ..

عن وزارة الثقافة _ كتاب ( ضفاف الكتب والحياة ) مقالات عن الكتب والثقافة والدراسات الأدبية .

– وظلت مخطوطات في انتظار الطبع قريبا :

•     الظلم المزدوج – مقالات في الشأن الاجتماعي.

•     شرفات الروح – مجموعة قصصية.

للمكتبة النقدية الثقافية في ليبيا قدمت انتصار بوراوي الكثير من القراءات النقدية المهمة سواء للقصة الليبية أو المقالة كما أنارت الدروب لمحبي قراءة الروايات المترجمة عن كتاب عالميين كما فعلت في رسائل حنه ورسائل الحب والفلسفة سأورد بعضا منها في ختام السيرة العطرة للكاتبة العميقة مع سلاسة الحروف وتأثير المعاني بين الاختزال والإسهاب .. لذا أسهم وأنا أكتب سيرتها هنا مما جمعته بإدراج النزر اليسير من قصص وروايات تعمقت في جمالياتها وبحثت في هناتها إن وجدت وتوقفت عند مواطن القوة في موضوعية النقد وسلامة النية تجاه ما تقرأ ولمن تقرأ وهذا يلمسه القارئ لنقدياتها تجاه الآخر فمثلا نشر لها مقالات نقدية عن :

•     خبز على طاولة الخال ميلاد.. وتفكيك معنى الرجولة

•     الترهونى.. ترجمات مميزة

•     رواية أثر الغائبين … سردية محاربة لمرض السرطان

•     التِّمثالُ

•     قصر الصبار… رواية الجسد المقتول

•     رسائل مس توللى وثيقة اجتماعية وتاريخية

•     القسوة وشرور الإنسان

•     راصدوا الصحراء للرحالة الدنماركي كنود هولمبو

ربما أترك قارئ سيرة انتصار بوراوي مع كتاباتها خاصة هذه التي تتعلق بالحب والفلسفة وكيف أدرجتها تحت عين الناقد بين حكمة الفلسفة وجنون الحب وطبع ومنطق الحياة الذي يتسلل بين الناس ليغير مجرى أحداث عيشهم .. كيف قرأت انتصار وكيف حللت ناقدة المعاني في الرسائل المتبادلة نعم المقال طويل لكن سيرتها ستتضح أكثر عبره لأننا نستشف من أحرف الكاتب كيف هي روحه وبما يكتب من مداد القلب أم مفاتيح الذهن المفكر فقط أم هما معا هذه ختاما ممتعا مع مقال للناقدة القاصة الصحافية انتصار بوراوي بعنوان :

((  هيدغر وحنة آرندات ..حب الفلاسفة الكبار ))

في كتاب  الرسائل المتبادلة بين حنة آرندت (1906_ 1975) والفيلسوف مارتن هيدغر (1889 1976) ، الذى صدر بترجمة المترجم  المغربي حميد لشهب سيكتشف القارئ، بأنه يغوص في  عالم من الفكر والمعرفة عبر قراءة الرسائل المتبادلة، بين عقلين عظيمين  يتناقشان عبر رسائلهم في الفلسفة والأدب ،مع ملامسة  للعواطف الجياشة التي ربطت بينهما بشكل وثيق ، تلك العاطفة التي  شبت حين التقت  حنة أرندات الطالبة في الفلسفة وهى في عمر 18 عشر بأستاذها الفيلسوف والأستاذ الجامعي مارتن هيدجرفي عام 1925، فأنجذب الفيلسوف هيدغر لتلك الطالبة التي رأى النبوغ  في عقلها الفلسفي  .

يعرض هيدغر في رسائله إلى حنة ارندات لكثير من النصوص الأدبية بالتحليل والنقد ومنها نصوص للوادمان وهولدرين ويرشدها إلى قراءة بعض الكتب الفلسفية، التي تعينها في دراستها وأبحاثها ويحدثها عن محاضراته، ويصف بأسلوب شاعري أجواء الطقس في الخريف بليله البارد ونهاره المشمس ،كما يقول في أحد رسائله  وهو يصف تذمره من كثرة المحاضرات الجامعية التي تثقل عليه في كتابة مؤلفه الفلسفي العميق الزمن الذى كان يعمل عليه في عام 1925  وهو نفس العام الذى التقى فيه بحنة  آرندت وتم تبادل الرسائل  بينهما .

المدهش والممتع في رسائل هيدغر، أنه يمزج حديثه العميق عن رغبته في إعطاء حلقة دراسية عن مؤلف كانط” نقد العقل الخالص” وطلبه منها أن تراجعها ثم يقفز ليسألها عن معدات التزلج على الثلج ورغبته في أن يتجولا معا على الثلج حينما تأتى من أمريكا لزيارته في ألمانيا.

 الملاحظ من خلال قراءة الكتاب أن الرسائل التي يبعثها مارتن هيدجر إلى حنة كانت بمعدل رسالة أسبوعيا وأحيانا ثلاث رسائل شهريا في عام 1925 ولكن في السنوات التالية أصبحت الرسائل تتم شهريا أو بعد بضعة أشهر حسب المنشور بالكتاب والتسلسل التاريخي للرسائل

يتحدث الفيلسوف مارتن هيدجر في إحدى رسائله إلى حنه أرندات عن العزلة التي يجب أن يعيشها كي ينجز أعماله بالقول:

“ما هو صعب جدا أن هذه العزلة لا يمكن تسويغها بما يعمله المرء لأنه ليس هناك أي مقاييس لذلك ولا يمكن اعتبارها بالنظر إلى مراجع الإنسان لكن على المرء أن يتحمل كل هذا بطريقة لا يتحدث بها حتى لأقرب الناس إليه”

ويستمر الكتاب في عرض رسائل هيدجر ،طيلة ثلاث أعوام دون أن نقرأ ردود حنة ربما لأنه لم يتم العثور علي رسائلها في السنوات الممتدة من عام 1925 الى أوائل عام 1928،  حيث نقرأ أول رسالة  منشورة بالكتاب من حنة  الى هايدجر  في أبريل عام 1928 التي كتبت له  فيها عباراتها التالية المؤثرة  :

” لا يمكن أن أصبح أنا حقيقة  ، أنني لأعطى أكثر مما يطلبه المرء مني أما الطريق فليس شيئا أخر غير المسئولية التي يعطيني إياها حبنا  سأفقد حقي في الحياة إذا فقدت حبك ولكن سوف أنسلخ عن هذا الحب وواقعه عندما أنسلخ عن المسئولية  التي يفرضها على وإذا كان الله موجودا فمن الأحسن أن أحبك بعد الموت” ………..

وتنقطع الرسائل المتبادلة بينهما في شتاء 1933 نتيجة تأييد الفيلسوف هيدغر للنظام النازي لفترة قصيرة ، ليستأنفا المراسلة من جديد  بعد قرب نهاية الحرب العالمية الثانية وتراجع تأييد الفيلسوف  مارتن هيدجر للنظام النازي  حيث التقيا في عام 1944 ، وكانت أول رسالة بينهما في 7 فبراير  1950،  وفى هذه الفترة يضمن هايدغر رسائله الكثير من كتاباته الشعرية  ، حيث تطغى اللغة الفلسفية الذهنية على كثير من قصائده  كما أنه لا ينسى أن يبعث لها في آخر كل رسالة  تحيات وسلامات زوجته ألفريدا، وسلامه لزوجها  وكما لو أن العلاقة التي بدأت بكثير من العاطفة تحولت إلى علاقة  ممتدة فكريا وروحيا، يتبادل فيهما الاثنين الآراء الفلسفية والفكرية حول كثير من الفلاسفة والموضوعات  الفلسفية   وأخبار ترجمات حنة ارندات لمحاضراته وكتبه.

في عام 1969 تتم مراسلات بين زوجته وفريدا هيدغر وحنة آرندت   وتطلب منها في رسالتها بيع مخطوط كتاب “الوجود والعدم “لهيدغر كي تتمكن مع زوجها هيدغر من إكمال بناء بيتهما الذي يشيدانه

ويتضح من خلال رسائل حنة أرندات مع زوجة هيدغر ، بأن العلاقة تحولت إلى علاقة صداقة بين العائلتين ، حيث تتكرر زيارات حنة أرندات مع زوجها لبيت مارتن هيدغر وزوجته  وتجرى في الزيارة نقاشات فيها حول مخطوطاتهما وكتبهم الجديدة.

في عيد ميلاده الثمانين تكتب حنة أرندات مقالة طويلة عن فكر مارتن هايدغر وفلسفته وكتبه، وبامتنان ومحبة التلميذة لمعلمها وأستاذها والعاشقة لمعشوقها تكتب حنة آرندت عن مارتن هيدجر :  إن حياته ومؤلفاته علمتنا ما هو التفكير ونصوصه  ستبقى نموذجية  للشجاعة على  الجرأة للدخول للمفزع والكشف عن لا المفكر فيه “

وتمضى رسائل الكتاب في تبادل المناقشات بينهما حول مخطوطات هيدغر ومحاضراته ومخطوطات حنة ومؤلفاتها إلى ديسمبر من عام 1975 م وهو العام الذي توفيت فيه حنة أرندات، لتنطوي قصة حب بين عقلين فلسفيين كبيرين تركا خلفهما أرث فلسفي ضخم للبشرية وعلاقة حب شاسعة كبيرة تركت خلفها، رسائل شاهدة على عمق علاقتهما بكل وجوهها الغرامية والفكرية والروحية، رسائل جميلة ممهورة بعشق لم ينفصم إلى آخر نفس في عمرهما.

شارك المقالات:

مواقيت الصلاة

حالة الطقس

حاسبة العملة

PNFPB Install PWA using share icon

For IOS and IPAD browsers, Install PWA using add to home screen in ios safari browser or add to dock option in macos safari browser

Manage push notifications

notification icon
We would like to show you notifications for the latest news and updates.
notification icon
You are subscribed to notifications
notification icon
We would like to show you notifications for the latest news and updates.
notification icon
You are subscribed to notifications