أظهرت بيانات موقع Numbeo لعام منتصف 2025 أن دول شمال إفريقيا تسجل تباينًا ملحوظًا في مؤشرات التلوث، حيث جاءت ليبيا في مرتبة متقدمة نسبيًا من حيث انخفاض معدلات التلوث مقارنة بدول الجوار مثل مصر والجزائر وتونس، في حين بقيت المؤشرات الأوروبية وخصوصًا في جنوب أوروبا أفضل بكثير على مستوى نظافة الهواء وجودة البيئة الحضرية.
وفق تصنيف Pollution Index by Country 2025 Mid-Year، سجلت ليبيا مؤشر تلوث يبلغ 52.0 نقطة، وهو أقل من الجزائر (63.8) وتونس (69.7) ومصر التي جاءت بمؤشر مرتفع وصل إلى (82.7). وبهذه النتيجة، تُعتبر ليبيا الأقل تلوثًا في شمال إفريقيا بحسب قاعدة بيانات Numbeo، رغم تحديات البنية التحتية البيئية التي تعانيها البلاد.
أما في المقارنة مع دول جنوب أوروبا المطلة على البحر المتوسط، فقد أظهرت الأرقام فروقًا واضحة:
إيطاليا: 53.4 نقطة
اليونان: 49.4 نقطة
إسبانيا: 35.3 نقطة
فرنسا: 43.7 نقطة
وتشير هذه البيانات إلى أن مستوى التلوث في ليبيا قريب من جنوب إيطاليا، بل أفضل نسبيًا من بعض المدن الصناعية الإيطالية والبلقانية، في حين تبقى دول مثل إسبانيا وفرنسا أكثر نظافة بيئيًا بهوامش ملحوظة.
كما أظهرت المؤشرات أن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا عمومًا تسجل مستويات تلوث أعلى من المتوسط الأوروبي، باستثناء دول الخليج مثل الإمارات وقطر اللتين استفادتا من استثمارات ضخمة في البنية التحتية البيئية، فسجلتا (48.2 و60.0 نقطة) على التوالي، وهو ما يضعهما ضمن الدول الأقل تلوثًا في المنطقة.
ويُعزى ارتفاع التلوث في بعض الدول العربية، مثل مصر ولبنان، إلى ضعف أنظمة إدارة النفايات، والازدحام الحضري، والتوسع الصناعي غير المنظم، بينما تسهم قلة الكثافة السكانية والنشاط الصناعي المحدود في ليبيا في الحفاظ على مستويات تلوث أقل نسبيًا.
وبحسب خبراء بيئيين، فإن هذه الأرقام تُبرز حاجة المنطقة إلى سياسات بيئية موحدة عبر حوض المتوسط، خاصة أن الرياح الموسمية ونشاط النقل البحري بين شمال إفريقيا وجنوب أوروبا يجعل من جودة الهواء قضية مشتركة تتجاوز الحدود الوطنية.
