عمر عبد الدايم
** القصيدة لا تكتب بقرار من الشاعر.
ماذا تغير في منهاج صحبتنا … حتى يكون صدود ما له سببُ؟
إن كـان ســيئة أنَّا لنــا مُهــج … إن غبتــمُ فبنــارِ الشـوق تلتهب
فالسيئات هنا في شرعنا أدب … أنعم به رجلا من يصقل الأدب
القصيدة هي البيت الذي يسكنه الشاعر في الأرض و الشعر منحني الاحتراق والغربة الروحية.
لأن الشعر حياة في الحياة ، أجد من الصعوبة بمكان أن يتذكر المرء متى تعلم النطق أو متى بدأ أول خطوات المشي أو متى غمره ..
صعب أن نعتمد تاريخا معينا لولادة القصيد فينا ، فمحاولاتنا المبكرة لكتابة الشعر (على تواضعها وإغراقها في العادية والتقريرية ) والإحساس بالجمال أو تملكه الحزن لأول مرة كذلك الشعر لا نستطيع (توقيتا) له يمثل بدايات محتملة .
القصيدة تدفع بنفسها ، القصيدة لا تكتب بقرار من الشاعر ، لذلك فإن اللحظة الشعورية هي من يدفع الفكرة في رأس الشاعر يعد الشعر لكل شاعر حصن يحتمي به لمواجهته لمشاكل الحياة التي منها الألم والحزن والتعب والإرهاق
ماديا لم يقدم لي الشعر شيئا ، بل لعله أخذ مني الكثير . أخذ مني الوقت والجهد وحتى المال ، ومنحني الاحتراق والغربة الروحية نعم فالشعر سرق مني العمر بامتياز ، وسلبني الراحة ، كما وأنني لم أتحصل على أي مقابل مادي فيما يتعلق بذلك. لكن من جهة أخرى فإنني أعتبر أن الشعر أعطاني كل شيء ، فالتعبير عن كل هذه المشاعر المفرحة والمحزنة على حد السواء بالقصيدة هو في حد ذاته بهجة للنفس لا تعادلها بهجة مادية ، كما وأنني أشعر بسعادة غامرة كلما رأيت قصائدي ترتسم بالدهشة في عيون من قرأ شعري أو استمع له. لكل ذلك فأنا لا أنظر للشعر بمنظور الربح والخسارة
الشاعر يتكئ على فريدتين أساسيتين هما الاطلاع و سلامة اللغة ، وهو بدون هذين الركيزتين الأساسيتين سيكون كمن يبني بناءه على شفا جرف هاوي.
إنا أقول دائما أن القصيدة أنثى ، إنها لحظة الدهشة ، أو لعلها تفاحة غير آثمة يوسوس لنا بقطفها جنون لذيذ
الكلمة أنثى ، والقصيدة كلمة.
قراء قصائدي إذا كانت قصائدي جميلة فإنكم أنتم مصدر هذا الجمال ، فكتاباتي تظل ميتة حتى تأتي قراءتكم لها فتسري فيها الحياة ، لذلك أنتم أصحاب الفضل علي بقراءاتكم لقصائدي.
قصائدي معنونة ، والعنوان يعتبر من ضمن شاعرية القصيدة ، ومع ذلك فقد يحدث أن أكتب بعض القصائد القصيرة ولا أضع لها عناوين.
