في واحدة من أكثر الليالي المؤلمة في مسيرته، خسر أسطورة كرة القدم الهولندية يوهان كرويف نهائي كأس أوروبا للأندية عام 1969، عندما سقط فريقه أياكس أمستردام أمام ميلان الإيطالي بنتيجة 4-1، في مباراة أرجع كثيرون هزيمتها إلى سبب غير متوقع: نسيان كرويف طقوسه الخاصة قبل انطلاق اللقاء.
وعُرف كرويف بمواظبته على طقسين ثابتين قبل كل مباراة: ضربة خفيفة على بطن الحارس جيرت بالس، ورمي علكته في نصف ملعب الخصم. لكن في ليلة البرنابيو، ومع التوتر والتنظيم الأمني المشدد، دخل اللاعبون أرضية الملعب على عَجَل، مما جعل كرويف ينسى طقوسه المعتادة.
وتمكن ميلان، بقيادة تراباتوني وريفيرا، من فرض سيطرته وتسجيل رباعية نظيفة تقريبًا، قبل أن يسجل أياكس هدفًا شرفيًا. وعقب المباراة، أشار كرويف إلى الارتباك والتوتر، بينما ربطت الصحافة الهولندية الهزيمة بغياب الطقوس، في مشهد تحوّل لاحقًا إلى أسطورة تُروى.
ورغم أن كرويف كان يرفض الإيمان بالخرافات، فقد أقر لاحقًا أن التخلي عن العادات التي تمنحه الشعور بالاتزان قد يؤثر نفسيًا عليه، قائلًا: “ربما كانت مجرد علكة.. وربما كانت أكثر من ذلك”.
يُذكر أن كرويف عاد ليُحقق بعدها ثلاثة ألقاب متتالية في دوري أبطال أوروبا مع أياكس، كما صنع المجد مدربًا مع برشلونة، وظل رمزًا لفلسفة “الكرة الشاملة”. وتوفي في مارس 2016، لكنه بقي أيقونة خالدة في تاريخ كرة القدم.
