أثار إعلان وزارة الصحة في الجزائر تسجيل حالتَي وفاة من بين 5 حالات مؤكدة بداء مرض «الخُنَّاق» (الدفتيريا)، مخاوف واسعة في البلاد، خصوصاً بعد سنوات من اختفاء المرض تقريباً بفعل برامج التطعيم.
ويُعدّ ظهور حالات إصابة جديدة مؤشراً على وجود ثغرات في التغطية التلقيحية، أو ضعف المتابعة الصحية، ما استدعى تحركاً سريعاً من السلطات الصحية، ومطالبات بتكثيف حملات التوعية والوقاية.
وذكرت الوزارة في بيان أنه جرى، فور تسجيل هذه الحالات، تشكيل «خلية أزمة» على مستوى مديرية الصحة والسكان لولاية سكيكدة؛ بهدف متابعة تطور الوضعية الوبائية من كثب، واتخاذ كل الإجراءات الوقائية والاستشفائية اللازمة بالتنسيق مع السلطات المحلية.
ما هو مرض الخُنَّاق؟
الخُنَّاق أو الدفتيريا هو مرض بكتيري مُعدٍ وخطير، يصيب الحلق أو الأنف في المقام الأول، وقد يمتد ليشمل الجلد وأعضاء أخرى من الجسم.
ويسبب الخُنَّاق أو الدفتيريا جرثوماً يُعرف باسم «Corynebacterium diphtheriae»، الذي يُفرز سُمّاً يمكن أن يؤدي إلى تلف خطير في القلب والأعصاب وقد يُسبب الوفاة، بحسب منظمة الصحة العالمية.
وينتقل المرض عن طريق الرذاذ التنفسي عند السعال أو العطس، أو من خلال التلامس المباشر مع إفرازات المريض أو أدواته الملوّثة.
ما أعراض الخُنَّاق؟
تبدأ أعراض الخُنَّاق عادةً بعد يومين إلى 5 أيام من العدوى، وتتمثل في:
– التهاب الحلق وصعوبة البلع.
– ارتفاع درجة الحرارة.
– تورم في الرقبة (يُعرف أحياناً بـ«رقبة الثور»).
– تكوُّن غشاء رمادي سميك في الحلق أو اللوزتين، قد يعيق التنفس.
– ضعف عام في الجسم.
– وفي الحالات المتقدمة: شلل عضلي أو قصور في القلب.
وتُعدّ هذه الأعراض أكثر خطورة لدى الأطفال الصغار أو كبار السن، أو مَن يعانون من نقص في المناعة أو لم يتلقوا اللقاحات اللازمة.
ووفق منظمة الصحة العالمية، تتراوح نسبة الوفاة بسبب الخُنَّاق بين 5 و10 في المائة، وقد ترتفع إلى 30 في المائة في بعض الحالات، خصوصاً لدى الأطفال دون سن الخامسة أو مَن لم يحصلوا على التطعيمات الأساسية.
ويُعدّ المرض من الحالات الطارئة التي تحتاج إلى تشخيص فوري وعلاج عاجل بالمضادات الحيوية ومضاد السمّ، بالإضافة إلى العزل لمنع انتشار العدوى.
وأعلنت وزارة الصحة الجزائرية أنه تم تلقيح 514 شخصاً خلال الـ48 ساعة الماضية، في إطار حملة تلقيح استباقية، مؤكدة أن الوضعية الوبائية مستقرة، وأن المتابعة الميدانية مستمرة بشكل دقيق ويومي من خلال تعزيز أنشطة المراقبة الوبائية على مستوى جميع الهياكل الصحية في المنطقة.
يُعدّ التلقيح الوسيلة الأكثر فاعلية للوقاية من الخُنَّاق، حيث توصي منظمة الصحة العالمية بإعطاء 3 جرعات أولية من اللقاح خلال السنة الأولى من عمر الطفل، تليها جرعات داعمة خلال فترتَي الطفولة والمراهقة.
ويُدرج هذا اللقاح ضمن ما يُعرف بـ«اللقاح الثلاثي» (ضد الخُنَّاق، والكزاز، والسعال الديكي)، وهو لقاح آمن وفعّال أثبت نجاحه لعقود في الحد من انتشار المرض على مستوى العالم.
وفي ضوء عودة ظهور حالات إصابة، أوصت الجهات الصحية في الجزائر والمنظمات الدولية بما يلي:
– التأكد من استكمال التطعيمات الأساسية للأطفال.
– مراجعة الطبيب فوراً عند ظهور أعراض غير معتادة في الحلق أو الجهاز التنفسي.
– تجنّب التواصل المباشر مع المرضى أو المشتبه في إصابتهم.
– تعزيز التوعية الصحية حول أهمية التلقيح والمتابعة الدورية.
