محمد علي الشويهدي
” قصصي تطرح الأسئلة دون أن تجيب “
” الإبداع قليل من الحقيقة كثير من الخيال “
” أمي كانت هي كحل العين في مجموعتي المسماة كحل العين “
” أنا أكتب كي أتنفس “
قائل هذه العبارات العميقة صاحب السيرة أديب ودبلوماسي يُعد من أبرز روّاد القصة القصيرة في ليبيا. تميزت كتاباته بالواقعية النفسية ، والبساطة اللغوية التي تخفي عمقًا إنسانيًا مؤلمًا هو القاص الأستاذ / محمد علي الشويهدي المولود في بنغازي عام 1942 م صحفى و كاتب قصص قصيرة وهو من رواد القصة القصيرة في ليبيا .. وعنها يقول : القصة “صوت الفرد”، بخلاف الرواية التي تعبر عن المجتمع ، وأكتبها فقط حين “تتخلق داخلي” وتلح عليّ بالتجلي .
الجوائز التقديرية
جائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 2009 .
الوظائف والأعمال
ترأس تحرير عدة دوريات على مدى ثلاثة عقود وتولّى رئاسة تحرير عدة مجلات ليبية ..
– فتولى رئاسة تحرير الشورى والجهاد والثقافة العربية وأمين تحرير الموقف العربي .
– تولى مهمة مدير الدار الجماهيرية للنشر والتوزيع والإعلان _ مدير إدارة المسرح الوطني بنغازي .
– مدير المؤسسة العامة للصحافة .
– دخل السلك الدبلوماسي كأمين للثقافة والإعلام بين الأعوام 1979 و1980 م
– أمينا للمكتب الشعبي الليبي في براغ .


نشر نتاجه الثقافي في الحقيقة والجهاد والأسبوع الثقافي والجندي والشورى والثقافة العربية والموقف العربي .. واستمر في عطائه الإبداعي حتى السنوات الأخيرة من عمره الزمني الذي حين انقضى وعادت روحه لباريها ترك أعمق أثر في الجانب الثقافي الأدبي والصحفي وإن جمع بين العمل الثقافي والصحفي والدبلوماسي تاركا بين كل منها مسافة بحيث لا تطغى إحداها على الأخرى بل بحكمته تكملها وتثريها ..
إصداراته
– صدرت له مجموعات قصصية في عدة دور نشر منها طرابلس و القاهرة و بيروت وبنغازي ورواية واحدة :
و من أعماله القصصية التي حظيت باهتمام و إشادة النقاد كونه رسم فيها ملامح مرحلة الخمسينيات والستينيات .. ما نشر له ابتداء من 1972 _ 1977 م .
– “أحزان اليوم الواحد” 1972م صدرت في بنغازي . طبعت أربع طبعات . حَوَت المجموعة قصصا عديدة والتي تناولها النقاد أحزان اليوم الواحد التي عنون بها المجموعة .
– أقوال شاهد عيان 1976م صدرت في طرابلس .
– كحل العين 1999 م . بيروت _ والتي تحتوي على قصتين بتوقيع مجتمع الستينيات وهما (ولْد الشيخ) و(الجُــرْذ) .
– صرخات في زمن الصمت 1999 صدرت في بيروت
– الموجة والرحيل 2015 _ صدرت في القاهرة .
– السوق القبلي 2017 صدرت في طرابلس .
– مختارات “الموجة والرحيل” 2023 م . صدرت في القاهرة عن الهيأة العامة لقصور الثقافة ضمن سلسلة آفاق عربية المتخصصة في نشر إبداع المثقفين العرب المتميزين
– رواية “ربيع وطن” عام 2023م . وفيها لا يُخفي الأديب الليبي محمد علي الشويهدي حزنه لما صارت إليه الأمور في ليبيا وهو ما رثاه في روايته «بتحول البلاد إلى شرق ستان، وغرب ستان، وجنوب ستان»، معرباً عن اعتقاده أن موطنه «ماضٍ نحو المجهول»
” عام 2022 أثناء وجود الشويهدي في القاهرة يوقع مع قصور الثقافة طباعة روايته ربيع وطن ”

يُعرف الشويهدي كما كتب عنه كثر من النقاد الموضوعيين .. برؤيته العميقة للأدب وعشقه لفن القصة ، ومارس الكتابة كوعي لا كإنتاج رغم انخراطه في مؤسسات الإعلام والثقافة وفي عمل دبلوماسي دقيق .. حيث يعتبر القصة القصيرة صوت الفرد، بينما تُعبّر الرواية عن صوت المجتمع.
ويؤمن بأن القصة القصيرة يجب أن تتخلق في ذهن الكاتب قبل أن تُكتب، مشددًا على أهمية الواقعية والفانتازيا الراقية في تقديم “جرعة” أدبية ممتعة للقارئ.
اهتمت أوساط عدة بقصص محمد علي الشويهدي كقاص يحاكي الواقع وأبطاله شخوص حقيقية من الحياة وربما بجانبه مما يعطي القصة نبرة حية نابضة بالروح .. حتى أن قصصه اختيرت إحداها بين تسع قصص من العالم من قبل الناقد حميد عقبي وضمنها كتابا عنوانه : عين على القصة القصيرة .. استقطعت ما همنا عن صاحب السيرة هنا إذ كتب الناقد في كتابه عين قراءة تتوسل السينما وتستنطق الصمت :
” من ليبيا، يقرأ نصًا منسيًا للكاتب الرائد محمد علي الشويهدي بعنوان “أحزان اليوم الواحد”، ويرى فيه تنبؤًا مبكرًا بالانهيارات النفسية والسياسية التي ستضرب البلاد لاحقًا، من خلال سرد مشبع بالمرارة والاستبصار. “

يُعد الشويهدي صوتًا رصينًا وصادقًا في المشهد الليبي، منح القصة القصيرة الليبية بُعدًا وجدانيًا وإنسانيًا دائم الحضور.
مما كتب فيه وعنه أن الشويهدي يفسّر فن القصة القصيرة بوصفه شكلاً مرنًا، قادرًا على التنقّل بين الواقعية الخالصة، والفانتازيا الراقية، والبوح الذاتي الشفاف.. يقول:
“القصة القصيرة تتخذ أشكالًا مختلفة، منها الواقعية التي تسرد واقعة تنتهي بالقارئ إلى قناعة استهدفه بها القاص… لكن الفانتازيا الراقية، والخيال الجميل، والبوح الشفاف، عوامل تيسر ابتلاع الجرعة وتحقق متعة القراءة.”
بهذا المعنى، لا يُلزم الشويهدي نفسه باتجاه واحد؛ فهو يكتب حين تتوفر الجرعة ، كما يسميها ، أي عندما تتخلق داخله الفكرة وتلحّ عليه بالتحقق الفني . القصة بالنسبة له ليست وصفًا أو تقريرًا، يؤكد أنها مركّب لغوي وجداني يحتاج إلى عناية في البناء وتأنٍ في الولادة .. فيقول:
“لا أكتب القصة إلا بعد أن تتخلق في ذهني، وتلحّ هي على أن أنقلها إلى الورق، فأتناولها بكل قدراتي الإبداعية واللغوية المكتسبة، وأسطرها بحماس شديد.” هذا الحماس لا يأتي من فعل تلقائي، بل من حالة شبه شعائرية، تجعل القصة كأنها احتفال داخلي، يخرج من العزلة إلى الصفحة لا كواجب، بل كحاجة وجدانية ملحة.
