أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) أن امرأة حامل لقيت حتفها، فيما لا يزال عدد من الأطفال في عداد المفقودين، إثر حادث غرق مأساوي جديد في وسط البحر الأبيض المتوسط، قبالة سواحل جزيرة لامبيدوزا الإيطالية، بعد أن أبحر القارب من مدينة الخُمس في ليبيا.
ووفقًا لبيان صادر عن المنسق القطري لليونيسف في إيطاليا نيكولا ديل أرسيبريتي، فإن القارب وهو من نوع الألياف الزجاجية الصغيرة كان يقلّ نحو 35 مهاجرًا، بينهم أربعة أطفال غير مصحوبين بذويهم. وبعد يومين في البحر، انقلب القارب في المياه الدولية، حيث تمكّن خفر السواحل الإيطالي من إنقاذ 11 شخصًا وانتشال جثة امرأة حامل، بينما لا يزال أكثر من 20 شخصًا في عداد المفقودين.
تم نقل الناجين والجثة إلى لامبيدوزا لتلقي الرعاية والمساعدة، في وقت تستمر فيه عمليات البحث في المنطقة بحثًا عن المفقودين، وسط تدهور الأحوال الجوية.
وقالت ديل أرسيبريتي في بيانها إن “هذه المأساة تسلّط الضوء مجددًا على المخاطر المميتة التي يواجهها الأطفال والأسر على طريق وسط البحر الأبيض المتوسط”، مضيفة أن “كل حياة تُفقد في البحر تُذكّرنا بالحاجة الملحّة إلى عمليات بحث وإنقاذ منسّقة، وإنزال آمن، واستقبال مجتمعي يضمن الوصول إلى خدمات الحماية واللجوء”.
ودعت اليونيسف الحكومات الأوروبية إلى استخدام ميثاق الهجرة واللجوء لإعطاء الأولوية لحماية الأطفال، بما في ذلك ضمان مسارات آمنة وقانونية، ولمّ شمل الأسر، والاستثمار في الخدمات الأساسية للأطفال من دعم نفسي واجتماعي، ومساعدة قانونية، ورعاية صحية وتعليم.
وفي حادث منفصل، أفادت وكالة الأنباء الإيطالية «إيه جي آي» (AGI) بأن شرطـة الضرائب الإيطالية اعترضت قاربًا آخر على متنه 85 مهاجرًا من باكستان وإريتريا والصومال، على بعد 16 ميلًا بحريًا من لامبيدوزا، حيث تم العثور على جثتين فيما نُقل 14 شخصًا في حالة حرجة إلى المستشفيات.
من جهته، قال المتحدث باسم المنظمة الدولية للهجرة فلافيو دي جياكومو إن ما لا يقل عن 916 مهاجرًا لقوا حتفهم في وسط البحر الأبيض المتوسط منذ بداية عام 2025، مشيرًا إلى أن إجمالي عدد الضحايا منذ عام 2014 تجاوز 32,700 شخص، بينهم طفل من كل خمسة ضحايا.
وتؤكد هذه الأرقام، بحسب الأمم المتحدة، أن طريق وسط المتوسط ما يزال الأخطر في العالم بالنسبة للمهاجرين واللاجئين، ولا سيما الأطفال الذين يغامرون بأرواحهم في رحلات محفوفة بالموت هربًا من النزاعات والفقر وانعدام الأمان.
