قال الفنان التشكيلي جمال الشريف إن “ليبيا لها تاريخ مشرف ومستقبل واعد”، معلنًا عن إنجازه عملًا فنيًا توثيقيًا جديدًا يجسد 27 شخصية ليبية بارزة في مجالات الثقافة والعلم والفن والرياضة والخدمة المجتمعية.
وأوضح الشريف، عبر صفحته على فيسبوك، أن اللوحة أنجزت باستخدام ألوان زيتية وتقنية الكولاج، بمقاس 1.65 × 5 أمتار، مشيرًا إلى أنها من مقتنيات الجامعة الليبية الدولية في بنغازي، حيث ستُعرض ضمن المكتبة المركزية بالجامعة.


وأضاف الفنان أنه يعمل حاليًا على استكمال بعض اللقطات التفصيلية لوجوه الشخصيات، لضمان التصوير في إضاءة صحيحة تبرز التفاصيل الدقيقة للعمل الفني. ومن بين الشخصيات التي ضمها العمل: الصادق النيهوم، حسن السوسي، محمد حسن، علي الشعالية، نجيب الحصادي، فهمي خشيم، محمد صدقي، إبراهيم الكوني، أحمد رفيق المهدوي، حسن عريبي، علي الرويعي، خديجة الجهمي، عوض عبيدة، أحمد الصويدق الشلوي، إبراهيم الأسطى عمر، وعلي مصطفى المصراتي.


ويُعد هذا المشروع إضافة نوعية للمشهد التشكيلي الليبي، ويأتي ضمن الجهود الهادفة إلى توثيق أعلام ليبيا من خلال الفن، على غرار مبادرة الدكتور صلاح الشاردة الذي سبق أن بدأ مشروعًا مشابهًا لتخليد شخصيات أثرت في تاريخ البلاد الحديث.
ويُعرف الفنان جمال الشريف بكونه من أبرز التشكيليين المحترفين في ليبيا، ويمتد رصيده الفني لأكثر من أربعة عقود من العطاء والإبداع. وُلد الشريف في مدينة بنغازي، حيث تأثر منذ طفولته بمثقفيها وفنانيها، وتخرّج في جامعة طرابلس بدرجتي البكالوريوس والماجستير في الفنون التشكيلية (تخصص البورتريه)، قبل أن يتجه إلى التدريس الأكاديمي في جامعة بنغازي.


شارك الشريف في معارض جماعية عديدة داخل ليبيا، ونال تقدير الأوساط الفنية والنقاد، وأقام في عام 2023 معرضه الفردي الأول بعنوان “دمى” الذي احتضنته منظمة براح للثقافة والفنون ثم بيت إسكندر للثقافة والفنون بطرابلس، وضم مجموعة من الأعمال النحتية المركبة التي تناولت رحلة الإنسان في الحياة برؤية فنية تعبيرية مؤثرة.
ويرى متابعون أن تجربة الشريف تمثل جسرًا بين الأصالة الفنية والتجريب المعاصر، إذ يمزج في أعماله بين الانطباعية والتعبيرية في بحث دائم عن لغة تشكيلية جديدة تعبّر عن الإنسان الليبي وهويته الثقافية.


