عبر الطبيب الشرعي محمد جعاكه الكوافي عن حجم الصدمة الإنسانية التي عاشها أثناء معاينته لجثامين الأطفال السبعة الذين راحوا ضحية جريمة بنغازي المروّعة، مؤكدًا أن المشهد الذي رآه “يفوق قدرة أي إنسان على الاحتمال”، وأن ما جرى “ليس ترندًا ولا خبرًا عابرًا، بل مأساة ستبقى محفورة في الذاكرة”.
ووصف الكوافي في شهادة مؤثرة نشرها عبر صفحته على فيسبوك، تفاصيل اللحظات المؤلمة داخل المشرحة، قائلاً إن الأطفال كانوا “صامتين إلى الأبد في طريقٍ كان يُفترض أن يقودهم إلى المدرسة لا إلى نهايتهم”، مشيرًا إلى أن ملامحهم ما زالت تحمل بقايا ابتسامة الصباح، وأن أكثر المشاهد قسوة كان للتوأم عبدالرحمن وعبدالرحيم اللذين وُجدا متعانقين كأن أحدهما يحاول حماية الآخر.
كما تحدث عن الطفلة الكبرى ميار، التي حاولت حماية إخوتها بجسدها الصغير، لتسقط مضرجَة بدمائها، في مشهد وصفه بأنه “كسر كل صلابة رجل اعتاد رؤية الموت”.
وفي ختام كلمته، دعا الطبيب الشرعي إلى التريث وعدم التسرع في إطلاق الأحكام، مؤكدًا أن التحقيقات ما زالت جارية لتحديد الفاعل الحقيقي، سواء كان الأب أو جهة أخرى، مشددًا على ثقته في الأجهزة الأمنية والقضائية لكشف الحقيقة.
وختم الكوافي منشوره بعبارة مؤثرة: “بنغازي يملؤها الحزن… ومصابنا فيهم جلل، ولكن لا نقول إلا ما يرضي الله، إنا لله وإنا إليه راجعون “
