شهدت سواحل صالكتة في ولاية المهدية بتونس فجر أمس الأربعاء ، مأساة هجرة جديدة راح ضحيتها أربعون شخصا بينهم أطفال رضّع ، إثرغرق قارب حديدي كان يقل حوالي 70 مهاجرا من دول إفريقيا جنوب الصحراء.
وفقأً للناطق الرسمي باسم المحكمة الابتدائية بالمهدية، وليد شطربي، تمكنت وحدات الحرس البحري من إنقاذ 30 ناجياً، فيما تستمر عمليات البحث عن مفقودين محتملين.
وأمر مكتب النائب العام بالمهدية بفتح تحقيق قضائي في تهمة “تكوين وفاق قصد مساعدة الغير على اجتياز الحدود البحرية خلسه، نتج عنه موت، والاتجار بالبشر”.
وتسلّط هذه المأساة الضوء من جديد على خطورة ظاهرة الهجرة غير النظامية عبر السواحل التونسية، التي تشكل غالبا نقطة انطلاق رحلات محفوفة بالمخاطر نحو أوروبا. فمنذ بداية العام، شهدت المناطق الساحلية التونسية عدة حوادث غرق أودت بحياة العديد، نتيجة تصاعد عمليات الهجرة غير النظامية و ما يصاحبها من مخاطر، لاسيما ظروف الطقس القاسية التي تزيد من خطورة الرحلات.
في أبريل الماضي لقي ثمانية مهاجرين مصرعهم ونجا 29 آخرون بعد أن انقلاب قاربهم قبالة سواحل العوابد بالقرب من صفاقس، وسط شرق تونس. وكان جميع الغرقى أجانب، ويحملون “جنسيات مختلفة”، وبعضهم من دول إفريقيا جنوب الصحراء.
كما أعلن الحرس الوطني التونسي قبل تلك الحادثة بشهر عن إنقاذ 612 مهاجرا من دول جنوب الصحراء الكبرى أثناء محاولتهم عبور البحر المتوسط باتجاه أوروبا، وتم انتشال 18 جثة من البحر، من بينها جثث لأطفال.
و تتواصل دائما عمليات الإنقاذ خاصة من قبل منظمات الإغاثة قبالة السواحل التونسية التي تعد منطقة عبور مهمة بالنسبة للمهاجرين من دول افريقيا جنوب الصحراء.
وحسب وزارة الداخلية الإيطالية، وصل 55,948 مهاجرا إلى إيطاليا عبر البحر منذ بداية العام وحتى 17 أكتوبر، مقارنة بنحو 55,010 خلال نفس الفترة من العام الماضي، مما يشير لارتفاع نشاط طرق الهجرة البحرية، ولا سيما طريق وسط المتوسط الذي يربط بين إيطاليا ومالطا وليبيا وتونس، والذي يُعد من أخطر المسارات نحو أوروبا.
فمنذ عام 2023، انطلقت من الشواطئ التونسية قوارب مصنوعة بالكامل من صفائح معدنية، تُلحم على عجل قبل الإبحار. يطلق عليها المهاجرون اسم “قوارب الحديد” أو “القوارب المعدنية”.
