رُصدت صباح اليوم سلحفاة بحرية نافقة على شاطئ الصابري بمدينة بنغازي، في مشهدٍ جديد يعكس استمرار التحديات البيئية التي تهدد الحياة البحرية على الساحل الليبي. وقد وثّق عدد من النشطاء البيئيين الحادثة، معبرين عن قلقهم من تزايد حالات نفوق الكائنات البحرية خلال الأشهر الأخيرة.
وأوضح مختصون في البيئة البحرية أن شاطئ الصابري يعاني من تراكم النفايات البلاستيكية وبقايا الزيوت ومخلفات الصرف الصحي، ما يؤدي إلى تلوث المياه وتسمم السلاحف البحرية نتيجة ابتلاعها لمواد بلاستيكية أو تعرضها للاختناق. كما تشكل شباك الصيد غير المنظمة خطرًا مباشرًا، إذ تعلق فيها السلاحف ولا تستطيع الصعود إلى السطح للتنفس، مما يؤدي إلى غرقها.
وأشار مراقبون إلى أن بعض الصيادين ما زالوا يلجؤون إلى استخدام مواد متفجرة محلية الصنع تُعرف باسم “الجولاطينة” في عمليات الصيد، وهو ما يتسبب في تدمير واسع للنظام البيئي البحري ومقتل أعداد كبيرة من الأسماك الصغيرة والسلاحف، ويخلّ بالتوازن الطبيعي في المناطق الساحلية.
كما حذّر باحثون من تأثير ارتفاع حرارة المياه وتسرب الوقود والزيوت من السفن قرب الشواطئ، إذ تؤدي هذه العوامل إلى اضطرابات في النظام البيئي وتسبب التهابات جلدية وتنفسية خطيرة للسلاحف والكائنات البحرية الأخرى.
وفي سياق متصل، كانت الجمعية الليبية لحماية الأحياء البحرية قد أعلنت في يونيو الماضي عن تحقيق إنجاز مهم، بعد تمكن فريق الرصد التابع لها من تحديد أكثر من 40 عشًا للسلاحف البحرية ضخمة الرأس (Caretta caretta) على سواحل شرق بنغازي، في خطوة اعتُبرت دليلًا على عودة النشاط الطبيعي لهذه الكائنات المهددة بالانقراض.
