فرج مفتاح
لا تُراقبوا ما يؤذي قلوبكم إن في بعض التخلي راحة
عن سيدنا علي كرم الله وجهه ورضي عنه ” اعتزل مايؤذيك “
………………..
“البعض لا يقترب منك لمواساتك بل ليطمئن أنك تتألم”
ألا يعد هذا من شدة الحسد .. الذي نتعوذ بالله من أن يصيبنا ” ومن شر حاسد إذا حسد ” كما في النص القرآني الكريم .. كما الأعمال بالنيات ولكل امرئ ما نوى وسيلاقي بنيته الحسنة حسنات وكل شيء حسن .. بمعنى أن النوايا ليست دائمًا نقية كما تبدو، فهناك من يحضر لا بدافع التعاطف ، بل بدافع الفضول أو الشماتة أو الرغبة الخفية في رؤية الضعف . هذه الازدواجية في العلاقات الإنسانية للأسف المشوهة والبعيدة عما أمرنا به ” شعوبا وقبائل لتعارفوا ” و ” إن أكرمكم عند الله أتقاكم ” … تلك تكشف جانبًا معتمًا من النفس البشرية ، حيث يتقن البعض التظاهر بالقرب بينما دواخلهم مسكونة بالغيرة أو الحقد .. وفي علم النفس الاجتماعي يُفسَّر هذا بما يُسمى “العدوانية المستترة ” أو الشماتة العاطفية ، حيث يجد الإنسان لذة خفية في معاناة الآخر .. وفلسفيًا المقولة تنبهنا إلى أن الألم يكشف معدن الناس : من يقترب ليضمّد ، ومن يقترب ليؤكد لنفسه أنك مهزوم .. وهنا يصبح الوعي بالنيات درعًا يحمي القلب من انكسارٍ مضاعف . . ولكنها نيات دواخل لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى تريد فراسة كي يتبين الإنسان من نظرة العين من المواقف ربما من ملامح الوجه من الابتسامة الكاذبة الباهتة أن هذا الذي أمامك زنديق فهو يظهر عكس ما يبطن .
………………
” كُل ما شَقَّ على النُفوس مُكَفِّر للسيئات “
فاعلمِ الآنَ أنَّ كلُّ ألمٍ مررتَ بهِ مكفِّر للسيئات ، كلُّ صغيرةٍ وكبيرة
كلّ غصّةٍ لم يشعُر بها غيركَ
كلّ فكرةٍ أرّقتك ولم تستطِع أن تشكوَ حالكَ لأحدٍ حتّى ذلكَ السلامُ الذي قابلهُ البعضُ ببرودٍ تامّ
كلُّ التفاتةٍ عنك آلمتكَ
كلُّ همزٍ ولمزٍ قيلَ من ورائكَ
كلُّ ألمٍ ألمَّ بكَ ؛ مهما ظننتهُ تافهًا ، وقِس على ذلكَ . .
” إن الله بِكلِ شيءِِ عٓليم “
…………..
كلما اتجه تفكيرك لأمر يزعجك أو يتعبك..
أشغِل تفكيرك بالأفكار التالية:
• فكر في أنّ الأمر كله بيد الله سبحانه
• فكر في ” قل لن يصيبنا إلا ماكتب الله لنا “
• فكر في أن الخلق لايملكون نفعاً ولا ضرًا ..
• فكر في أن القوة التي تحميك هي قوة الله سبحانه وتعالى .
وكفي به وليا ونصيرا . .
……………..
ياربّ أحينا حياة طيّبة ، نتذوّق فيها سخاء نِعَمك ، وجزيل كرمك ، ولذّة رضاك ، نسيرُ فيها في واسع أرضك ،
نتأمّل جمال خلقك ، ونستشعر بها معنى استخلافك ، نترك أثرًا طيّبًا ، وذكرًا حسنًا ، وعملاً باقيًا ،
وعلمًا نافعًا ” اللهم امين “
