أكد أحد أعيان الزنتان الشيخ رماح الدحنوس، أن دعوة القائد العام للقوات المسلحة المشير خليفة حفتر للقبائل الليبية وخطواته تجاهها تمثل خطوة إيجابية نحو إعادة الاعتبار للدور القبلي في بناء الدولة، مشدداً على أن أي مصالحة وطنية حقيقية يجب أن تكون من الداخل وبإرادة ليبية خالصة، بعيداً عن الإملاءات والتدخلات الخارجية.
وأوضح الدحنوس في تصريحات لقناة “المسار” أن القبائل الليبية كانت ولا تزال الركيزة الأساسية لوحدة البلاد، وأن التلاحم بين القبائل والقوات المسلحة في الشرق والجنوب أسهم بشكل كبير في إرساء الأمن النسبي ومحاربة انتشار السلاح والجريمة، مشيراً إلى أن المؤسسة العسكرية لعبت دوراً محورياً في ضبط الأوضاع رغم التحديات القائمة.
وأشار إلى أن ملف المصالحة الوطنية مرّ بمراحل معقدة وصعبة، شابتها التجاذبات السياسية وتعدد المبادرات منذ اتفاق جنيف، لافتاً إلى أن المجلس الرئاسي استحوذ على هذا الملف من خلال أعضائه الثلاثة، ما أدى إلى تهميش دور القبائل التاريخي وتحويل الملف إلى “مصلحي” بدلاً من أن يكون مشروعاً وطنياً حقيقياً.
وأضاف الدحنوس أن الليبيين بطبيعتهم ميّالون للتصالح والتآخي، لكن تحويل مسار فبراير من مشروع وطني لبناء الدولة إلى سلسلة من الحروب أنهك البلاد، مؤكداً أن المصالحة الحقيقية يجب أن تقوم على أسس دستورية وعدالة انتقالية، لا على صفقات سياسية أو فرض رموز من الماضي دون إرادة الشعب.
وفي حديثه عن الأوضاع في الغرب الليبي، أشار إلى أن المنطقة تعيش حالة من الحرية الواسعة لكنها تواجه انتشار السلاح والنزاعات المحلية، داعياً إلى ضرورة توحيد الجهود من أجل إجراء الانتخابات وتجديد المؤسسات السياسية، بما في ذلك مجلس النواب، عبر إدخال كفاءات جديدة وتحسين الأداء العام.
كما حذّر الدحنوس من تنافس القوى الدولية على ليبيا، وخصوصاً الروس والأتراك والأمريكيين، معتبراً أن هذه التدخلات أعاقت مسار الانتقال الديمقراطي، مشدداً على أن الديمقراطية تظل مطلباً أساسياً شرط فرض سيادة القانون وضبط السلاح.
وأكد الشيخ رماح الدحنوس أن المصالحة الوطنية الحقيقية بين القبائل تتطلب الاعتراف بالأخطاء وفتح صفحة جديدة، مشيراً إلى الروابط القوية التي تجمع الزنتان وقبائل القذاذفة وورفلة والمقارحة، ومؤكداً أن القبائل الكبرى مثل الزنتان ومصراتة وورفلة والمغاربة والعبيدات والزوية يجب أن تكون ممثلة في أي حوار وطني جاد.
وختم الدحنوس تصريحه بالتأكيد على أن قبيلة الزنتان لا تزال مظلة اجتماعية قوية وقادرة على الإسهام في أي مشروع وطني، داعياً إلى توحيد الجهود بين القبائل والمؤسسات الوطنية من أجل بناء ليبيا جديدة تقوم على العدالة والوحدة والاستقرار.
