تحتضن بلدية وادي عتبة عدداً من المعالم الأثرية والتاريخية التي تعكس عمق الموروث الإسلامي والمعماري للمنطقة، ومن أبرزها مسجد أم الحمام العتيق، أحد أقدم المساجد في البلدية، والذي يواجه اليوم خطر الانهيار بعد أن صمد لعقود أمام عوامل الزمن.
ويقع المسجد في محلة أم الحمام، التي تُعد من أقدم مناطق وادي عتبة، وقد شُيّد خلال أوائل القرن الماضي باستخدام الطين المجفف وجريد النخيل وعيدان الأثل، في نمط معماري إسلامي مغربي الطراز، ويتكون المسجد من ثلاث صحون، وحجرات لتدريس القرآن الكريم، ومحراب ومئذنة وفناء خارجي، وكان يُقام فيه صلاة الجمعة وتُدرّس فيه علوم القرآن والفقه والتوحيد والسيرة النبوية، إضافة إلى إحياء المناسبات الدينية.
ومع مرور الوقت، بدأت جدران المسجد تتصدع وسقفه ينهار تدريجياً، ما دفع الأهالي إلى بناء مسجد جديد بجواره في النصف الأخير من القرن الماضي، ومع ذلك، لا يزال المسجد القديم يحتفظ بمكانته الرمزية كأحد الشواهد التاريخية على العمارة الإسلامية في الجنوب الليبي.
ويناشد سكان محلة أم الحمام الجهات المختصة وأهل الخير والإحسان التدخل العاجل لترميم المسجد والمحافظة عليه، ليواصل أداء رسالته الدينية والتاريخية، وليبقى شاهد حي يربط الأجيال الجديدة بجذورهم الحضارية والدينية.
