حمزة الفلاح
تداخل التخصصات اليوم لا يقف حائلاً أمام الشاعر أو الروائي في أن يكون مؤرخًا، فالكاتب المُنفتح على عمق العلوم الإنسانية وضرورتها لبناء الفكر والتجديد ينسحب بقدرتهِ على التوليف إلى فضاءات غير تقليدية، فهذا الكاتب بطبيعتهِ مرن وانسيابي ويغضبهُ الجمود والعبارات الميّتة عن الموضوع الذي يشغلهُ. يمسك باللغة ليحطم قداستها في تصلب التخصص الواحد، وينثرها مثل الشامان القديم إلى تعويذةٍ شعريةٍ تسمح بكل ما هو غير قابل للتعبير الشعري إلى الامتزاج معها بخلق صوت يعبر إلى ما وراء حدود الكلمات.
………………………
نحن أمام سؤال مهم اليوم كشعراء شباب في ليبيا ماذا نكتب، وأي شكل نعتمد فالشكل يمنح التسمية بعيدًا عن التقنية التي سينتهجها الشاعر فيما بعد عند كتابة نصهِ، والإجابة هي أن الكثير لا يعي أين هو من قصيدة النثر فالظاهر هو عبارة عن مُحاكاة شكلية يمارسها الكثير لإكثارهم من قراءة الشعر المترجم – والمحصلة تشابه شكلي دون تجديد أو استعارة تقنية أخرى لكتابة القصيدة النثرية
………………………
خلال البحث تعلمت كيف تخفي ليبيا ظلها الطويل بعيدًا عن العيون التي لا تلتقط سحر الحنين وتلتفت فقط إلى سيرة الكلمات المكتوبة بلا عناية وتفتقد حرارة الأرض.
……………………..
ما أحوجنا اليوم للتعاطف مع هذا البلد المهزوم ، فمن يكتب شعريتهُ بصوت الهزيمة هو المنتصر الوحيد في معركتهِ.

حياة البدائي القديم هي الحياة الحقيقية الوحيدة والصادقة، البدائي الأكثر إنسانيةً من إنسان عالم اليوم، هو الذي اخترع الناي والرسم واللون والعربة والطقوس وفكرة القداسة واحترام التراب، البدائي الأول الذي كان بعيدًا عن معاهدات السلام المزيفة ومواثيق الخداع، والقوانين المنحازة لموت الإنسان، فلمَ لا نفكر جميعنا بأن نهرول إلى كهوفنا في الصحراء ونمارس حياتهُ لنحتفظ بما تبقى من إنسانيتنا ؟
…………………….
لا يجب الاتكال على النثر لقول كل شيء .. النثر نصًا وقصيدةً أداة تستفردُ بخدمةِ وقتها وحاجاتهِ لإفراغ زمنها كما غيرها.
……………………
ليبيا العالم القديم موجودة في ثنايا كل منعطف تاريخي في الحضارات الأخرى، ولم تعان من تجاهل المؤرخين لأنها جزء مهم من تاريخ هذا العالم .
……………………
هناك أكثر من لغز في التاريخ الليبي، أهم هذه الألغاز هو التاريخ الليبي نفسه، في كل كتب المؤرخين القدامى كانت ليبيا هناك يُنطق اسمها بلغة سحرية وأسطورية، ولكن مع الأسف عندما يكتبها المؤرخ الليبي تفقد هذا السحر ويجرى استبعاد شعرية الحلم القديم، وأمر آخر مهم وهو لماذا تقف ليبيا في كتب المؤرخين عندنا على حدود الحضارات الأخرى بينما كانت هي مفترق طريق مسارات الأساطير في هذه الحضارات ؟
