سُجلت في مناطق الجبل الأخضر خلال الأيام الماضية حالات نفوق مفاجئ لعدد من الأبقار، ما دفع إدارة الثروة الحيوانية بالمنطقة إلى المطالبة بفتح تحقيق عاجل لتحديد الأسباب المحتملة وراء هذه الظاهرة.
نفوق 10 رؤوس أبقار
من جانبه قال مدير إدارة الثروة الحيوانية صالح بومباركة إن أحد المربين فقد نحو عشر رؤوس من الأبقار دون ظهور أعراض مرضية واضحة، موضحًا أن البلاغات أُحيلت إلى الجهات المختصة دون التوصل إلى نتائج حتى الآن.
ورجّح بومباركة أن تكون الأسباب بيئية أو غذائية، مثل تناول الأبقار نباتات سامة أو أعشاب غريبة ظهرت بعد إعصار “درنة”، داعيًا إلى تشكيل فرق بيطرية عاجلة لمعاينة المواقع وتعويض المربين المتضررين.

عدم ورود بلاغ رسمي بالنفوق
وفي المقابل، أكّد رئيس المركز الوطني للصحة الحيوانية بالحكومة الليبية الدكتور محمد العقاب أن المركز لم يتلق حتى الآن أي بلاغ رسمي موثق بشأن حالات النفوق التي تم الإبلاغ عنها في منطقة الجبل الأخضر، مشيرًا إلى أن مباشرة أي إجراء فني أو تحاليل مخبرية تتطلب ورود بلاغ رسمي مصحوبًا بمستندات وتقارير معتمدة من الجهات المحلية المختصة.
وأوضح العقاب، في تصريح لوكالة الأنباء الليبية، أن حالات النفوق الجماعي إن ثبتت ميدانيًا تستوجب التعامل معها بجدية نظرًا لاحتمال ارتباطها بأحد الأمراض الوبائية أو حالات التسمم الكيماوي أو الأعلاف الملوثة، مشيرًا إلى أن الكشف عن الأسباب الدقيقة يتطلب سحب عينات وإجراء فحوص متخصصة في مختبرات المركز.
صعوبات مالية
وأضاف أن المركز الوطني للصحة الحيوانية يواجه صعوبات مالية حادة بسبب عدم صرف الميزانية التشغيلية للعام 2025، الأمر الذي أدى إلى تعطل بعض المختبرات ونقص المواد الأساسية اللازمة لإجراء التحاليل والفحوص البيطرية.
كما لفت إلى أن العاملين بالمركز لم يتقاضوا مرتباتهم منذ عدة أشهر، رغم استمرارهم في أداء مهامهم بشكل تطوعي لمتابعة البلاغات الواردة، في ظل ما وصفه بـ”ظروف تشغيلية قاسية تهدد استمرارية العمل الرقابي والبحثي”.
تشكيل لجنة لزيارة المنطقة
من جانب آخر أعلن رئيس لجنة إدارة المركز الوطني للصحة الحيوانية، عبدالرحمن جبريل، أن اللجنة ستشكل فريقًا ميدانيًا لزيارة منطقة الجيفاس على خلفية الأنباء المتداولة عن نفوق أبقار.
وأوضح جبريل في تصريحات لقناة ليبيا الأحرار، أن الفريق سيعمل على سحب العينات وإعداد التقارير للتأكد من وجود أي أمراض، مشيرًا إلى أن اللجنة لم تتلق أي بلاغات عن أمراض وفق البروتوكولات المعتمدة للتبليغ.
وأضاف جبريل أن التصريحات حول انتشار الأمراض في الثروة الحيوانية يجب أن تكون وفق خطوات دقيقة تبدأ بالتحاليل وأخذ العينات حسب الآليات المعتمدة لدى المركز.
ويترقب المربون في المنطقة نتائج التحقيق المنتظر لمعرفة الأسباب الحقيقية وراء هذه الظاهرة، وسط مطالبات بتعزيز الدعم الفني والمالي للجهات البيطرية المختصة لحماية الثروة الحيوانية في البلاد.
