كلمة القائد العام للقوات المسلحة المشير خليفة حفتر، خلال لقائه بمشايخ وأعيان وأساتذة مدينة ترهونة، في مدينة المشير خليفة حفتر العسكرية، بحضور رئيس الحكومة الليبية أسامة حماد، ورئيس الأركان العامة الفريق أول ركن خالد حفتر، ومستشار الأمن القومي الفريق أول عبد الرازق الناظوري، ومدير مكتب القائد العام الفريق أول أيوب بوسيف.
وجاء في نص الكلمة:
أهلاً وسهلاً برجال ترهونة نرحب بكم اليوم شرفتمونا أهلاً وسهلاً
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن ولاه
مرحبا بكم شيوخ وحكماء مدينة ترهونة الأفاضل المدينة التي دفعت ثمناً باهظاً جزاء انحيازها للقوات المسلحة ولمعركة الكرامة، كم نحن سعداء بجهودكم بيننا! وكم نحن فخورين بهذه الزيارة! وهذا اللقاء المبارك الذي يجمعنا! وإذا كان لنا من موقف نعتز به أمام أنفسنا وأمام الشعب الليبي، بل وأمام العالم فهو بلا شك تأييد ودعم شيوخ وحكماء ليبيا لقواتنا المسلحة، وتقديرهم لما قدمت من تضحيات، وما حققت من إنجازات، هذا الموقف له تأثير إيجابي عميق على شعوبنا بالمسؤولية اتجاه الوطن والتزامنا بأداء واجبنا بما يرضي الله أولاً، وما يرضي ضمائرنا وشعبنا العزيز لنكون دائماً عند حسن الظن بنا، ويدفعنا إلى مضاعفة الجهد في العمل والتفاني فيه لنضمن لكل الليبيين عيشاً كريماً، وحياة آمنة، ولبلادنا نهضة شاملة في حاضرها، وتقدماً سريعاً في كل الميادين؛ من أجل مستقبل مزدهر.
أيها الإخوة الأعزاء لقد استطعنا بفضل الله وعونه وبصلابة الإرادة وقوة العزيمة، وبالصبر والمثابرة أن نتغلب على العديد من المصاعب الشاقة التي اعترضت مسيرتنا وقد رفضنا أن نستسلم لها وعقدنا العزم على مواجهتها والتغلب عليها، وشق الطريق نحو تحقيق أهدافنا وغاياتنا دون توقف؛ حتى بلغنا هذا المستوى من الأمن والاستقرار. وقد حرصنا في كل الأوقات أن نواجه بأنفسنا التحديات التي تمس وحدة البلاد وأمنها واستقرارها وسلامة أراضيها، بما يمليه علينا واجبنا الوطني، ونتخذ حيالها ما يلزم من قرارات وإجراءات من أجل تجاوزها والتقدم إلى الأمام. واليوم في هذه المرحلة المفصلية التي نقف عندها لا نملك إلا أن ننبه الشعب الليبي كافة إلى أن موعد حراكه السلمي المنظم ليقرر مصيره قد حان. ولا يحتمل التأجيل إما الدولة وإما الفوضى، إما السيادة وإما التبعية، إما النهضة والتقدم وإما الفقر والتخلف.
أيها السادة الكرام ليست القيادة العامة للقوات المسلحة من يتخذ القرار الحاسم بشأن الأزمة السياسية التي تعاني منها البلاد لسنوات طويلة، وألحقت بها الضرر البالغ، بل الشعب نفسه، بعد أن فشلت كل المساعي والمبادرات المحلية والدولية في معالجتها، ولا يمكن بأي حال أن يقبل الشعب بأن يصبح وطنه حقلاً للتجارب التي لا نهاية لها، وساحة للصراع على السلطة والثروة، وبراحاً مفتوحا للعبث وممارسة الفساد ونهب المال العام، بل عليه أن يضع حدا لذلك، وأن يشعل الضوء الأحمر في وجه كل من يدعي الوصاية عليه في تقرير مصيره، وأن يحسم أمره بنفسه؛ ليبدأ العمل الجاد في بناء الدولة. وكل من يتصدى لقرار الشعب واختياراته سيجد نفسه في مواجهة القوات المسلحة.
أيها الإخوة الأعزاء كنا نود أن يكون هذا اللقاء المبارك خالصا فقط للتصافح الحار، وتبادل التعبير عن المشاعر الطيبة، وإلقاء الكلمات التي تعكس روح المحبة والتآخي بيننا، خالياً من أي قضايا تشغل البال وترهق الذهن وتعكر صفو النفوس، ودون أن نُلقي فيه حديثا قد يكون ثقيلاً على مسامعكم، ومسامع كل الليبيين، لكن المرحلة تفرض علينا أن نواجه الحقيقة، وأن لا نغفل عن واجبنا نحو وطننا ونحو أنفسنا وأبنائنا وأجيال المستقبل، علينا أن نتقبل هذا الحديث بروح المسؤولية اتجاه ليبيا العزيزة، وأن نثبت لها بأننا يا ليبيا، لن نخذلك.
أكرر ترحيبنا بكم أيها السادة الكرام، مرحبا بكم إخوتنا أعزاء، أبوابنا وقلوبنا مفتوحة أمامكم في كل الأوقات، نحن إخوة في السراء والضراء، ماضينا واحد وحاضرنا واحد، ومستقبلنا واحد، ودولتنا هي ليبيا الواحدة.
وفقكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
