أكد رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة أن ليبيا تمتلك اليوم فرصة حقيقية لتغيير واقعها الاقتصادي، مشدداً على ضرورة التحول من اقتصاد ريعي يعتمد على النفط إلى اقتصاد إنتاجي واستثماري يقوم على تنمية رأس المال البشري ورفع كفاءة الإنفاق العام.
وقال الدبيبة، خلال كلمته في مؤتمر الاستثمار المصرفي، إن الحكومة تعمل من خلال خمسة أهداف رئيسة لإعادة قوة الاقتصاد الوطني، يأتي في مقدمتها تحسين دخل المواطن الذي عانى لسنوات من الأزمات الاقتصادية والطوابير، مشيراً إلى أن تحقيق هذا الهدف يتطلب خلق الثروة بالإنتاج لا بطباعة النقود.
وأوضح أن الهدف الثاني يتمثل في المحافظة على القطاع النفطي وتحويله من مصدر للإنفاق إلى مصدر للاستثمار طويل وقصير المدى، عبر توجيه عوائده لصناديق الاستثمار بعد رفع الإنتاج، بينما يهدف الثالث إلى إعادة الدور الريادي للقطاع الخاص وتمكينه من الوصول إلى النقد الأجنبي بنسبة تصل إلى 80%، باعتباره المحرك الطبيعي للاقتصاد الوطني.
وفيما يتعلق بالهدف الرابع، شدد الدبيبة على أهمية إصلاح النظام المالي والمصرفي ليكون موجهاً نحو تمويل الإنتاج بدلاً من المرتبات، عبر إطلاق أدوات استثمارية حديثة، لافتاً إلى أن الهدف الخامس يتمثل في تعزيز الشفافية والانضباط المالي ومواجهة “فيروس خلق النقود من العدم” الذي أضعف الثقة بالعملة المحلية.
وأكد رئيس الحكومة أن المرحلة المقبلة تتطلب تعاوناً وتكاملاً بين جميع المؤسسات الاقتصادية والمصرفية لبناء اقتصاد متوازن ومستدام، يعيد الثقة بين المواطن والدولة، وبين المصرف والمودع، مشيراً إلى أن التركيز سيكون على تحسين جودة الإنفاق لا زيادته لتحقيق تنمية حقيقية وشاملة في البلاد.
