دار الكتب الوطنية التي ازدهرت بعمرانها عادت لها الروح مع معرض الكتاب الدولي . بنغازي في دورته
الرابعة .. ضجت القاعات والممرات بازدحام 90 دار نشر عربية ودولية وليبية تعرض إصداراتها بين حديث في العام 2025 م وإصدارات لسنوات سابقة .. ومن الوهلة الأولى للافتتاح يوم الاثنين 3 /11 / 2025 م مساء كان المثقف الليبي ينتظر بفارغ الصبر مشاهدا الإبداعات التي حواها سياج الدار من بيت عربي ليبي يقول للرائي هذه هويتي وثقافتي يلمسها الزائر للمعرض عينيات وجماليات كما سيقرأها في كتب تحفظ الموروث والتاريخ .. وهيأة خارجية مبهرة يعبر عنها كتاب بطيات وريقاته مشرع ينادي القراء هنا معرض بنغازي الدولي الرابع بفعاليات تثقيفية وإبداعية تُثري الأجواء حيوية …
صباح اليوم الثاني وبعد افتتاح مهيب في اليوم الأول للمعرض انطلقت فعليا مناشط ستتنوع كل يوم تبدأ الساعة التاسعة والنصف صباحا وحتى الثانية عشر فاستقبلت أروقة المعرض زيارات مميزة من طالبات وطلبة مدراس صحبة معلميهم ومدربي النشاط الفني المسرحي والموسيقي والطلبة عشاق القراءة من مدارس عدة عامة وخاصة ” الأندلس الأولى ، ومدرسة دروب المستقبل ، ومدرسة أصول التعليمية ، ومنظمة الطيور بنغازي ، ضمن برنامج تثقيفي لربط الأطفال بعالم الكتاب والقراءة ، وإلهامهم لاكتشاف متعة المعرفة منذ الصغر .. على أن تخصص أيام المعرض لاستقبال يومي لعدد محدد من المدارس لتقديم نتاجهم الأدبي والفني وحضور المحاضرات التوعوية التثقيفية الخاصة بالطفل والمراهق في مراحل الدراسة التأسيسية ..
اليوم الثاني صباحا وبعد عديد الكلمات الترحيبية والإرشادية الإيضاحية من قبل أحد أعضاء اللجنة العليا المنظمة للمرعض ورئيس اللجنة الثقافية ومسؤولي التعليم المرافقين للمدارس المشاركة .. بعثت الفعاليات رسائل ضمنية وجهورية للسلام والاستقرار بالأمن والأمان والبناء العمراني والإنساني في قالب عروض فنية ومسرحية وتثقيفية إلى جانب لوحات استعراضية وتراثية تتغنّى بالوطن والأمل القادم بإنسانه المدرك لدوره ..
في الدورة الرابعة لمعرض الكتاب عكفت اللجنة الثقافية على إعداد فاعليات ثقافية غنية بالإبداع والفكر انطلاقا من الكتاب والقراءة المأمورون بها حين أمر نبينا صلى الله عليه وسلم بوحي من ربه ( اقرأ ) تأكيدا أنها حيوات وتجارب وعبر نستلهما ونعيشها وننفذ مايقيم صلب المواطن والوطن غذاء ذهنيا وروحيا لبدايات حقيقية .
وتواصل اللجنة العليا للمعرض إشرافها على كامل الترتيبات التنظيمية على البرنامج الثقافي والفكري المصاحب وكلفت اللجنة الإعلامية بلقاءات مميزة ” بودكاست ” مع الحضور المميز من الكتّاب والمفكرين الليبيين والعرب معولين على أن هذه الدورة ستشهد حضورًا ثقافيًا مميزًا يليق بمدينة بنغازي ومكانتها الأدبية .. وقد أعلن رئيس اللجنة العليا للمعرض في اليوم الأول للمعرض أنه تم الاتفاق رسميًا مع وكالة الأنباء الليبية (وال) لتكون الراعي الإعلامي للمعرض ، حيث ستتولى التغطية اليومية الكاملة للفعاليات ، بما في ذلك البث المباشر من داخل الأجنحة عبر إذاعة وراديو “وال” وصحيفة الأنباء الليبية ، في إطار خطة إعلامية تهدف إلى تعزيز التفاعل مع الجمهور وتسليط الضوء على المشهد الثقافي الليبي .
يعد معرض بنغازي الدولي للكتاب فضاءً للتبادل المعرفي والفكري بين المبدعين والناشرين .. وإشارة وضيئة للمدينة التي عانت وكادت أن ترزح تحت نير الظلاميين أنها نفضت عنها كل مايعيقها وهي الآن بفعالياتها الثقافية المتعددة مركز إشعاع ثقافي على مستوى الوطن العربي بتزاحم دور النشر الراغبة أن تكون ضمن المعرض في كل دورة تقام .. وتحتفي بها ومعها كل المدن الليبية بحضور الناشرين ودورهم الفاعل وحضور مكثف وأنيق لمثقفيها وأدبائها والناهلين المحتفين بالكتاب .. ويكتسب ميزة هذا العام معرض الكتاب في دورته الرابعة برؤية بعيدة للثقافة أن استكملت صيانة دار الكتب الوطنية الرمز التاريخي للمثقفين الليبيين في وقت قياسي لتستقبل أروقتها الكتاب والكتاب في ملتقى سنويً يحتفي بالكلمة التي كانت في البدء ويرسخ المكانة الثقافية لبنغازي العامرة .
