الأخبار الشاملة والحقيقة الكاملة​

2025-12-05

10:31 صباحًا

أهم اللأخبار

2025-12-05 10:31 صباحًا

شاعر ومؤرخ لم يتذبذب بين الفلسفة والتاريخ واللغة والنقد الأدبي والترجمة

عبدالمنعم المحجوب

عبدالمنعم المحجوب

مساء البارحة

مرّت رصاصة طائشة

ولم تصل بعد.

…..

لم يعد هذا الطفل ينام..

كلما أغمض عينيه

تنهار به الأرض.

هو الدكتور عبدالمنعم المحجوب عبدالمنعم _ المولود في صرمان عام 1963 م وكأن مدينته صرمان التي تقع شرقا من مدينة صبراتة الأثرية قد أغرته فيها الآثار القديمة ليغرق في تاريخ ليبيا مفلسفا مايكتب بسلاسة للمتابع النهم لأحداث ومواقف تاريخية فيها من المغالطات ماأمكنه أن يبينها باستفاضة البحث والتقصي .. رغم أنه بعد دراسته الأساسية في مدينته وفي سن الشباب والبحث عن الذات درس الإدارة الصناعية بجامعة جورج براون George Brown College بتورنتو بكندا .. ثم انقطع عن التعليم لمدة ثلاث سنوات متفرغاً لدراسة اللغة العربية والقرآن ، وعاد إلى الدراسة الجامعية بعد ذلك متفرغاً لدراسة الفلسفة ، وحصل على ماجستير فلسفة ، كلية الآداب ، جامعة الحسن بالمملكة المغربية ، ونال درجة الدكتوراه في الفلسفة ، عن دراسة نظرية الثقافة وفنون التواصل عام 1999م .

يمكننا في التعريف عنه أن نقول المحجوب // باحث ولغوي ومفكر ليبي أصيل .. بدأ النشر مع مطلع ثمانينيات القرن العشرين ..  وتتنوّع إسهاماته بين الفلسفة والتاريخ واللغة والنقد الأدبي والترجمة ، وله مجموعات شعرية ونصوص أدبية عديدة ..

تميز عبد المنعم بنشاطه الثقافي منذ العام  1984 ، متمثلاً في مساهماته الفكرية والأدبية ومشاركته في الفعاليات التي أقامتها المؤسسات والمراكز العلمية الليبية والعربية :

_ فأسّس صحيفة الجديد الثقافية ورأس تحريرها (طرابلس، 1986 – 1988).

_ أسس ورأس تحرير مجلة فضاءات الشهرية للفكر والثقافة والنقد الصادرة عن دار الأصالة والمعاصرة برعاية المركز العالمي لدراسات وأبحاث الكتاب الأخضر (2002 – 2010).

_ كان منسقا لحلقة اللسانيات الأفروآسيوية (2005 – 2010).

_ ورئيس لجنة إدارة دار الأصالة والمعاصرة للنشر (2005  /  2010).

_ مستشار تحرير صحيفة الشورى (2011).

_ مستشار عام جمعية الفكر الدستوري (2011 – مستمر).

_ رئيس تحرير مجلة لسان العرب (2012 – مستمر).

_ مستشار تحرير مجلة شؤون دولية (2013 – مستمر).

الصرخة الأولى كانت مثل شهقةٍ

ثم خيّم الصمتُ…

من يوقف الآن عويل الأرواح؟

…..

لم يحدث شيءٌ

لقد متنا فقط

كما نفعل دائماً.

صدر له العديد من المؤلفات في الفلسفة واللغة والتاريخ والأدب :

_ في الدراسات صدر له :

الراهنية والتأويل (2): سؤال الكيان، كتاب المستقل، القاهرة، طبعة أولى ، أبريل 2015.

_ قراءات في السلم والحرب، كتاب المستقل، القاهرة، طبعة أولى يناير 2015.

_ أصوات بابل، قراءة جديدة في اللغات العاربة ، دار تانيت (المغرب العربي) ، طبعة أولى 2014.

دماءٌ وصحنٌ خزفيّ تآكلت أطرافه

دماءٌ وكوبُ نبيذٍ لم يعدْ كوبَ نبيذ

دماءٌ وشمسٌ تشرق أو تغيب، يمكن إيه يمكن لا

دماءٌ ويومٌ كباقي الأيام معتادٌ جداً

دماءٌ ووقتٌ بعضه سهلٌ، معظمه مدخَّن جداً

دماءٌ ومجاعةٌ عابرةٌ مثل كل يوم

دماءٌ وأرضٌ لا تعرف أن أحداً يقف عليها

_ كتاب التبو.. الهوية ، اللغة ، والتاريخ المجهول ، دار تانيت (المغرب العربي) ، طبعة أولى 2013.

_ فتنة الورّاق.. من تراث نقد الفكر الديني في القرن الثالث الهجري ، مركز ليبيا الوطن ، طرابلس، 2013.

_ معجم تانيت، دار الكتب العلمية، بيروت، طبعة أولى 2013.

_ ما قبل اللغة.. الجذور السومرية للغة العربية واللغات الأفروآسيوية، دار الكتب العلمية – بيروت، طبعة ثانية 2013  ودار تانيت (المغرب العربي)، طبعة أولى 2008.

_ رحلة حنّون.. والطواف حول الأرجاء الليبية وراء أعمدة هرقل، دار تانيت (المغرب العربي)، طبعة أولى، 2012.

_ الكتاب الأرجواني.. تأملات في تاريخ قرطاج الثقافي، دار الفارابي، بيروت، طبعة أولى 2010.

_ ممكنات الديمقراطية في ظل التنوع الإثني والثقافي في إفريقيا، دار الأصالة والمعاصرة، طرابلس، طبعة أولى 2010.

_ كانط.. من أجل سلام أبدي.. مسودة فلسفية ، ترجمة صدرت عن دار الأصالة والمعاصرة ، طرابلس ، طبعة أولى ، 2010.

_ القصور الديمقراطي، سلسلة كتاب فضاءات، طرابلس، 2005 .

_ راهنيّة التأويل (1) : ورثة اللوغوس ، المركز العالمي لدراسات وأبحاث الكتاب الأخضر، طرابلس، طبعة أولى 2004.

_ ما وراء الغرب.. بصدد الذات والآخر والثقافة، سلسلة كتاب فضاءات، طرابلس، 2003.

_ مجتمع لا دولة ، المنشأة العامة للنشر والتوزيع ، طرابلس ، طبعة أولى 1987.

_ كما يعمل منذ 2010 على إعداد كتاب التجريد ، وهو معجم لغوي تأثيلي شامل ، ويعدّ تطبيقاً لنظريته اللغوية التي ضمّنها كتابه «ما قبل اللغة» .

_ للدكتور عبدالمنعم المحجوب عديد الإصدارات باللغة الإنجليزية //

Uncharted Ethnicities – Tebu People: Their Identity, Language, and Lost History. Tebu Studies Centre, Tripoli, 2014.

(( أعراق مجهولة – شعب التبو: هويتهم، لغتهم، وتاريخهم المفقود. مركز دراسات التبو، طرابلس، 2014 م  )) .

_ شارك المحجوب كتاب كبار بعض الموضوعات المهمة التأريخية العميقة كما في كتابي :

(( التحركات البشرية والهجرات اليمانية إلى الشام وشرق وشمال إفريقيا قبل الإسلام وبعد ظهوره ))

فكان نتاجا محكما بمشاركة ((  الدكتور . علي فهمي خشيم ، الدكتور . محمد علي مسعود _  بمساهمة آخرين عن المركز العالمي لدراسات وأبحاث الكتاب الأخضر .  طرابلس _ وطبع في جامعة محمد الخامس ، الرباط بالمغرب عن مركز الدراسات الاستراتيجية . دمشق، الطبعة الأولى في 2001م.

(( شعرية النظر ))

 بمشاركة مع الفنان التشكيلي المرحوم علي الزويك _ وصدر عن مركز ليبيا الوطن _ طرابلس عام 2013 م

تناول الكتاب أعمال عبدالمنعم المحجوب تارة بتثبيت رؤاه كما في اللقاءات الحوارية معه أو بنقدها الموضوعي كما فعل الشاعر التونسي وليد الزريبي دارجا لقاءا مطولا كما الفكرة التي يطرحها المحجوب عنوانه (( عبدالمنعم المحجوب السومري الأخير )) وطبع الكتاب عن الشركة التونسية للطباعة والنشر طبعة أولى في العام 2009 م ..

أما كتاب ( متن التضاد _ .. جدل الظاهر والمضمر في كتاب الوهم للشاعر عبد المنعم المحجوب ) فهو من  تأليف: الكاتب الناقد محمد الزيات وصدر عن مجلس الثقافة العام، طرابلس في طبعة أولى عام 2008.

ولأهمية مؤلفاته الإبداعية الفلسفية .. عديد الصحف كتبت أيضا عن المحجوب وكتبه ودراساته المتعددة كما ورد فيها دراسات له ومقالات وأشعار

صحيفة القدس العربي 07/11/2008

 مجلة فضاءات، العدد الأول، 2005

 صحيفة الشورى، العدد الأول، مايو 2012

 مجلة لسان العرب، العدد الأول، مارس 2013

 مجلة شؤون دولية، العدد الأول، يناير 2014

 مجلة المستقل، 12 أبريل 2015

 مجلة المستقل، 08 فبراير 2015

ختاما ندرك أن لكل مجتهد له نصيب من الحفاوة والتكريم المستحق والشاعر المفكر الباحث على كل ماقدم من علم ومعرفة وأدب أثرى بها الواقع الثقافي والعلمي والمكتبة التاريخية في بلاده يستحق أكثر .. فعلمنا أثناء بحثنا عن مسيرته حصوله على جائزة الدولة (2010) بترشيح من مجمع اللغة العربية الليبي عن كتابه ما قبل اللغة.. الجذور السومرية للغة العربية واللغات الأفروآسيوية.

كما منحته جمعية الفكر الدستوري (2012) وسام الوطن تقديراً لما بذله من نشاط لنشر ثقافة الديمقراطية والعمل السياسي السلمي ونبذ العنف واحترامه لثقافات المكونات الاجتماعية الليبية ودفاعه القوي على الانتماء العربي القومي

هذا ما حكته الصفحات عن عبدالمنعم المحجوب عبد المنعم المحجوب .. وعرفناه عن قرب ولكنني وجدت الأكثر جمالا أن نعرف الإنسان والمبدع في آن عن طريق أقرب من قلب يكتب عنه لا مجرد منبهر بمؤلف وناشط وفيلسوف ومفكر فقرأنا في السلم الموسيقي للمحجوب المثقف الآخر حد التصوف في روح الكلمة التي يكتبها بمداد من دم قلبه .. حاكيا في جزئية من كتابه الذي صدر 2025م علاقتهما في السلم الموسيقي وكيف تدرجت فيقول :

بيدٍ أليفةٍ

جُدلتْ ضفيرة

هذه النّهارات.

أفتتح نهاري مأهولاً بفخاخِ تأويلاته، شاعرٌ ينتمي للنّهار، عبد المنعم المحجوب، ابن أخي، تربّينا وكبرنا معًا، وسمّمتُ قلبه بذكرياتي، وهو أخي من الرّضاعة، فقد أحاطتني بوافر أمومتها والدته خديجة عبد السّلام، وهي بنت عمّتي الحاجّة حوريّة بنت الحاج المحجوب، امتلكتْ قدرة تفسير الأحلام، وكثيرًا ما رأيت والدي يستبشر بتأويلاتها المُعبّرة كما يقول اللّسان اللّيبي الفصيح.

تقرض الشّعر، ولها مرويّات في التّراث الشّعبي جمعت بعضها في كتاب.

وكانت وهي التي لم تلتحق بالمدرسة، تُعين ابنها عبد المنعم في أداء دروسه وأحيانا تكتب له واجباته، تُنقل الدّرس في الكرّاسة كما هو في الكتاب بحركاته وسكناته، طبق الأصل (دمغي).

وُلد عبد المنعم في صرمان، وقضى بعضًا من سنوات طفولته بطرابلس، درس الإعداديّة والثّانويّة بمدارس صرمان.

يقول في تقديمه لكتاب (السّومريّ الأخير)، حرّره الشّاعر التّونسي: وليد الزّريبي، وهو يفتح أعيننا على نتفٍ من سيرته: (في فترةٍ مُبكرةٍ قرأتُ “آلة الزّمن”، وكان عمري آنذاك إحدى عشر سنة).

وفي تقديمه لكتاب (غريب الوقت)، أحد مؤلّفات جدّه، كتب قائلاً: “كنت أرتادُ باب الشّيخ الجليل امحمّد المحجوب أُسمعه إذا استقرأني وأكتبُ إذا أملاني”، وأضاف: “كنت – رفق الشّاعر المُجيد محيي الدّين محجوب – نرعى مكتبة الشّيخ فنُصنّفها ونُرتّب أجزاءها”.

ظهرتْ ميوله الأدبيّة مبكّرًا، في الإعداديّة انخرط للّجنة الثّــقافيّة بالمدرسة وأصبح يُقدّم فقرات ثـقافيّة متنوّعة بالإذاعة المدرسيّة.

اجتاحتْ اهتمامنا مجلاّت الصّغار والكبار، وجلسنا سويًّا إلى بصيرةٍ في دروس والدي، وإلى إملاءاته اللّغويّة والصّوفيّة، وبعيدًا عن الضّجيج استيقظ الرّائي، رشّحه جدّه وهو يدّخر رؤاه لحالةٍ استثنائيّةٍ فأطلق عليه (الفيلسوف) استقراءً لمستقبل هذا الفيلسوف الصّغير.

امتلك هذا الاطلاق مؤهّل تحقيق هذه الرّؤية، فأصبح عبد المنعم يكبر في صيته الأدبي والفلسفي.

في مربوعته الصّغيرة (قريةٌ باتّساع الكون) نشأنا نصنع في جدران الزّمن ثقوبًا على الضّوء، وفي ضيقها احتشدتْ تجارب تستشعر الدّهشة.

فيها تهجّينا شراسة فكرةٍ، وفيها التقطنا أطراف معرفتنا، عرفَ أصدقائي وعرفتُ أصدقاءه، عرفَ طباعي الشّعريّة وعرفتُ اعتزازه بلسان العرب والتّراث الشّامخ والعابق كحدائق بابل.

فهل تُخبرني المربوعة الآن عن ساقيةٍ غذّتْ حياتنا؟!

وتماهيًا مع الزّيتونة التي أمام بيتي/بيته، تماثلت (تانيت) ربّة الزّيتون ومعشوقة الليّبيّين حاضرة في دارٍ للدّراسات والنّشر تحرص أن ترصد رحلة الضّوء.

الآن، كلّما نظرتُ “في العمق” إلى تلك النّهارات، أُدرك أنّها أفرزتْ حليبًا نقيًّا.

في مذاق هذا الحليب، استثمرنا أوقاتنا، كنّا كمن يتحصّن من أورام الزّمن بالموسيقى.

شارك المقالات:

مواقيت الصلاة

حالة الطقس

حاسبة العملة

PNFPB Install PWA using share icon

For IOS and IPAD browsers, Install PWA using add to home screen in ios safari browser or add to dock option in macos safari browser

Manage push notifications

notification icon
We would like to show you notifications for the latest news and updates.
notification icon
You are subscribed to notifications
notification icon
We would like to show you notifications for the latest news and updates.
notification icon
You are subscribed to notifications